زيتوت: سياسة قائد صالح تهدد بتقسيم الجيش الجزائري

أكد العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، أن خروج مئات الآلاف من الجزائريين للتظاهر السلمي رفضا للانتخابات الرئاسية اليوم، وضعف الإقبال الشعبي على المشاركة، قد أسقط أي شرعية للانتخابات وما سينجم عنها.

وأوضح زيتوت في حديث مع "عربي21"، أن كل المحافظات الجزائرية شهدت مظاهرات سلمية حاشدة ضد الانتخابات.

وقال: "لم تمنع الاعتقالات ولا الاستعدادات الأمنية غير المسبوقة الشعب الجزائري من الخروج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط بقايا نظام بوتفليقة البائد، وهو ما يؤكد أن الثورة التي انطلقت منذ نهاية شباط (فبراير) الماضي لن تتوقف حتى تستكمل أهدافها في التأسيس للدولة المدنية وللانتقال الديمقراطي الحقيقي".

إقرأ أيضا: هكذا تجرى الانتخابات الجزائرية.. هل تذهب لدورة ثانية؟

وشكك زيتوت في جدية الأرقام المعلنة لنسبة المشاركة، وتوقع أن تصل في نهاية اليوم الانتخابي إلى ما فوق 40% من مجمل الناخبين.

وقال: "هذه انتخابات شكلية، وكل النسب المعلنة للمشاركة ليست صحيحة، والصور التي تم نقلها أغلبها لموظفي المؤسسة العسكرية الذين تم إجبارهم على المشاركة، وهو ما يمكن تبينه من خلال الصور التي تم نقلها عبر الفضائيات، وهي لشباب متقارب في العمر وفي نوعية الحلاقة، أما غالبية أبناء الشعب فهم إما في بيوتهم أو في المظاهرات الرافضة للانتخابات".

وذكر زيتوت أن مكاتب الاقتراع في منطقة القائل أغلقت أبوابها منذ الصباح بسبب العزوف الشعبي أولا، وبسبب المظاهرات الرافضة للانتخابات.

وقال: "لكن على الرغم من هذا الرفض الشعبي بشهادة العالم أجمع، فإن قيادة الجيش ستعلن عن نسبة متقدمة من المشاركة، وغالبا ما سيفوز إما المرشح عبد المجيد تبون أو المرشح عزالدين ميهوبي بها".

وعما بعد انتخابات اليوم، قال زيتوت: "الشعب الجزائري خرج من أجل إسقاط العصابة، وهو مستمر بشكل سلمي في ذلك، وغدا ستكون المظاهرات الشعبية أقوى مما كانت عليه، لأن ما جرى هو استفزاز للشعب".

وأضاف: "ما جرى اليوم هو عملية انتحارية وليست انتخابية، والخشية أن هذه الانتخابات المزيفة تهدد وحدة الجيش الجزائري، أما الشعب فهو موحد في رفضه لاستمرار العصابة"، على حد تعبيره.
  
وشهدت العاصمة الجزائرية، ومختلف المحافظات الجزائرية اليوم الخميس، مظاهرات رافضة لانتخابات الرئاسة بالتزامن مع انطلاق عمليات التصويت في الاقتراع الذي يجري وسط انقسام في الشارع.

ووفق تقرير لوكالة "الأناضول" فقد توافد متظاهرون على شوارع وسط العاصمة منذ الصباح احتجاجا على إجراء الاقتراع، وتزايدت أعدادهم مع مرور الوقت، فيما أعلنت سلطة الانتخابات أن نسبة الإقبال على التصويت كبيرة.

وجرت المظاهرات وسط تعزيزات أمنية مشددة، لكن قوات الشرطة أفسحت الطريق أمام المتظاهرين بعد تزايد أعدادهم، حيث رفعوا شعارات مثل "لا للانتخابات مع العصابات".

وشهد انطلاق التصويت في ساعاته الأولى إقبالًا غير متوقع للناخبين بعدة مناطق مقابل غلق مراكز بمنطقة القبائل شرقي العاصمة وفق وسائل إعلام محلية.

وفتحت صناديق الاقتراع، الخميس، أبوابها أمام 24.5 مليون جزائري لاختيار رئيس للبلاد خلفا لعبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية قبل أشهر، وسط انقسام في الشارع حولها.

وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أن نسبة المشاركة كانت مرتفعة وأنها قريبة من مشاركة 2014، وذكر أن نسبة المشاركة في 19 ولاية فاقت 20 بالمائة، و19 أخرى فوق نسبة 25 بالمائة، و10 ولايات تتراوح بين ضعيف جدا ومتوسط.

كما أشار شرفي إلى ارتفاع نسبة مشاركة الجالية الجزائرية بالخارج في الانتخابات الرئاسية، وأورد في تصريح للتلفزيون الجزائري مثالا عن هذه النسبة بتلك المسجلة في ليون الفرنسية بما يفوق 11 بالمائة وتونس بأكثر من 15 بالمائة والإمارات العربية المتحدة بازيد من 14 بالمائة.

إقرأ أيضا: تواصل تصويت الجزائريين بانتخابات الرئاسة وتفاؤل بالمشاركة