عاشت المملكة الأردنية أحداثا صاخبة خلال عام
2019، طغت عليها ملفات سياسية واقتصادية داخلية وخارجية، وشغلت القضية الفلسطينية،
وتداعياتها مساحة واسعة من هذه الأحداث، التي ستدفع المملكة لمغادرة 2019 مع علاقة
متوترة مع
إسرائيل.
كانون الثاني\يناير
وبحسب الخط الزمني لأبرز الأحداث التي عاشها
الأردن، تنفست المملكة الصعداء بعد تراجع احتجاجات واسعة شهدتها في 2018 رفضا للسياسات
الاقتصادية للحكومة السابقة، ليدخل رئيس الوزراء عمر الرزاز شهر كانون الثاني\يناير
حاملا بجعبته وعودا بالنهضة، على وقع اعتصام أسبوعي أمام مقر الحكومة سرعان ما
تراجع.
إلا أن الحكومة ذهبت إلى البنك الدولي كغيرها
من الحكومات السابقة، واستقبلت العام الجديد بـ"أكبر قرض من البنك"، كما
وصفه رئيس الوزراء، بمبلغ (1.2 مليار دولار) لسداد ديون قديمة، في وقت ما زال فيه
المحتجون يتجمهرون مساء كل خميس للمطالبة بفك الارتباط مع صندوق النقد والبنك
الدولي، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية.
وفي الشهر ذاته، لم تنفك الإدارة الأمريكية، من
مواصلة الضغط على الأردن، في ملف ما عرف بـ"صفقة القرن" وحمل وزير الخارجية
الأمريكي، مايك بومبيو، أجندة حافلة خلال مقابلته الملك عبد الله الثاني، ابرزها: ملفات اليمن وسوريا وإيران، وفلسطين، لتستغل
عمّان الفرصة وتؤكد على تمسكها بحل الدولتين كحل عادل.
وحمل
الشهر تحسنا خجولا في العلاقات الأردنية السورية، فلم تمض 3 أشهر على اعادة العمل
بمعبر نصيب- جابر حتى بدأت العلاقات الأردنية السورية تسير نحو التقارب، بعد رفع
مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، عقب شبه قطيعة بدأت منذ سبع سنوات على
خلفية انطلاق الثورة السورية.
وعلى صعيد غرب النهر، وقف الأردن عاجزا أمام
استمرار إسرائيل ببناء مطار "رامون" أو ما يعرف اعلاميا بـ"تمناع"
الذي افتتح في كانون الثاني\يناير، ليشكل تهديدا للسياحة الأردنية وخرقا للأجواء
الأردنية، وسلامة الطيران في مطار الملك حسين العقبة.
شباط\فبراير
في شباط\فبراير، واصلت "قضية الدخان"
السيطرة على الرأي العام الأردني، بعد كشفها في 2018، بعد أن نشرت محكمة أمن
الدولة الأردنية تفاصيل مثيرة في لائحة الاتهام للمتورطين وبينت اللائحة تلقي
مسؤولين سابقين آلاف الدنانير رشاوى أثناء فترة عملهم للتغطية على المتهم الأول في
القضية عوني مطيع.
وتحت تأثير الضغوط الأمريكية بدأت السياسة
الأردنية في هذا الشهر الانفتاح على دول خارج المعسكر التقليدي (السعودي-
الإماراتي) إذ طار الملك إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، ما سمح للمملكة بترتيب
أوراقها، مدفوعة بالبحث عن مصالح للخروج من أزمة خانقة ألمت بالاقتصاد الأردني،
مما دفعها كما يرى محللون لـ"سياسة عزل الملفات".
وبعد أيام استضافت المملكة لقاء تشاوريا جمع
وزراء الخارجية لدول السعودية والبحرين والإمارات ومصر والكويت، واكتفت الحكومة
الأردنية بالقول إنه "جاء لمناقشة عدد من الأجندات وتنسيق المواقف المشتركة
حول قضايا المنطقة والأمن المشترك وتنسيق المواقف والتأكيد على وحدة الموقف تجاه القضية
الفلسطينية".
وبدأ مئات الشباب الأردنيين العاطلين عن العمل
من المحافظات بالزحف نحو الديوان الملكي في العاصمة عمان؛ للمطالبة بفرص عمل،
والاحتجاج على النهج الاقتصادي، إذ خرجت مسيرات لمئات الشباب سيرا على الأقدام من
(اربد، والمفرق، عجلون، لواء ذيبان، الطفيلة، الكرك، الزرقاء، معان، العقبة)،
للمطالبة بفرص عمل، واحتجاجا على سياسة التوظيف وما أسموه "توريث وتدوير
المناصب بين المسؤولين وأبنائهم".
آذار/مارس
على وقع هذه الاحتجاجات ذهبت المملكة آذار/
مارس إلى مؤتمر لندن للحصول على مساعدات مالية، وأظهرت مخرجات المؤتمر أن الجزء
الأعظم من المساعدات هو قروض ميسرة أو كفالة قروض أما الهبات فهي متواضعة جدا،
الأمر الذي دفع خبراء اقتصاد للتحذير من مزيد من الأعباء الاقتصادية على الموازنة
وعلى المواطن المثقل بالضرائب.
وزاد الطين بله تسرب وثائق رسمية تظهر تعيين
شباب في وزارة العدل برواتب فلكية، دون الخضوع لتنافسية ديوان الخدمة وهي الجهة
المعنية في التوظيف.
وحمل شهر مارس خبرا مفجعا بوفاة 4 أردنيين
وإصابة ثمانية أردنيين، بهجوم ارهابي نفذه عنصر من اليمين المتطرف المسيحي على
مسجد في نيوزيلندا.
وبالعودة إلى القضية الفلسطينية، تحدث الملك
عبدالله الثاني في 22 آذار\مارس عن ضغوط تمارس عليه قي ملف القدس متعهدا أمام
جمهور من الأردنيين في مدينة الزرقاء بعدم تغيير موقفه من القدس معتبرا إياها خطا
أحمرا.
على وقع هذه التصريحات، خرج آلاف الأردنيين في
مسيرة حاشدة، الجمعة، في وسط العاصمة الأردنية عمّان، نصرة للقدس، ورفضا
لـ"صفقة القرن"، بعد دعوات وجهتها الحركة الإسلامية في الأردن.
نيابيا، شهد الشهر ذاته جلسة ساخنة لمناقشة
اتفاقية تصدير الغاز من إسرائيل، ودفع نواب الحكومة لارسال الاتفاقية الى المحكمة
الدستورية، التي بتت في وقت لاحق شهر ايلول من نفس العام أن الاتفاقية -الموقعة
بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة نوبل إنرجي- نافذة دون موافقة مجلس الأمة.
نيسان\أبريل
شهر نيسان\أبريل، ترك أثرا على جماعة
الإخوان
المسلمين في الأردن اطلقت مبادرة سياسية، تهدف إلى ما أسمته "مواجهة التحديات
الخارجية التي تمر بها المملكة، وللخروج من حالة الانسداد في الإصلاح
السياسي"، مطالبة بتعديلات دستورية وتشريعية.
وفي الشهر ذاته التقت كتلة الإصلاح النيابية
المحسوبة على الإسلاميين الملك عبدالله الثاني بعد علاقة متوترة مع السلطات
الأردنية، واشتكت خلال اللقاء من تتعرض له الحركة من تضييق من جهات لم تسمها.
كما استطاع التيار الإسلامي، المرتبط تنظيميا
بجماعة الإخوان المسلمين، تحقيق انتصارات متتالية في عقب حصده أغلبية مقاعد مجالس
كل من نقابتي المعلمين والأطباء، واتحاد الجامعة الأردنية، والجمعية الطلابية
لكلية الهندسة التكنولوجية "البوليتكنك".
إلا أن الشهر لم يحمل اخبار مفرحة فقط اذ شيع
آلاف الأردنيين، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عبد اللطيف عربيات، في جنازة
مهيبة، بعد الصلاة على جثمانه بمسجد الجامعة الأردنية.
في
هذا الشهر استبقت الحكومة شهر رمضان بحزمة
قرارات لامتصاص اي احتجاج متوقع أبرزها: دعوة البنوك لتأجيل سداد قروض الأردنيين،
إلى جانب التعهد بعدم قطع التيار الكهربائي، واشتراكات المياه لغير المسددين في
شهر رمضان، وتثبيت أسعار المشتقات النفطية، وإنشاء أسواق شعبية للتخفيف من ارتفاع
أسعار السلع وخصوصا الخضراوت.
أيار\مايو
امتد تأثير شهر فبراير على الإخوان حتى شهر أيار\مايو،
بعد أن شهد الإفطار الرمضاني للحركة الإسلامية في حضورا كبيرا لمسؤولين سابقين
أبرزهم رؤساء حكومات، ونواب حاليون، ووزراء سابقون، في خطوة اعتبرها مراقبون
استمرارا لمسلسل الانفتاح على جماعة الإخوان المسلمين.
ليحل شهر رمضان على الأردنيين هذا العام وسط
تحديات اقتصادية، وسياسية، غير مسبوقة، أبرزها المهلة التي حددتها الولايات
المتحدة الأمريكية لإطلاق خطتها للسلام، المعروفة إعلاميا بصفقة القرن، مع نهاية
الشهر الفضيل، الأمر الذي أدخل مصنع القرار الأردني بحالة استنفار دائم. لتؤجل
الخطة لأجل غير مسمى.
وفي مايو، اجرى رئيس الوزراء عمر الرزاز تعديلا
على حكومته وقفز عدد من مسؤولي الديوان الملكي، وأبرزهم المستشار محمد العسعس، إلى
حكومة عمر الرزاز فضلا عن وزير داخلية مخضرم (سلامة حماد) مما أثار تكليفه جدلا
واسعا.
واعتقلت الاجهزة الأمنية، النائب السابق في
البرلمان الأردني والمعارضة السياسية، هند الفايز، على خلفية قضية مالية، إلا أن
الأخيرة اعتبرت في حوار سابق مع "عربي 21" أن التوقيف يأتي "على
خلفية حسابات سياسية"، ومحاولة "لترهيب الحراك الأردني".
الاعتقال لم يتوقف عند الفايز إذ اعتقلت السلطات
عدد من الناشطين في الحراك، ليرتفع عددهم الى 19 ناشط في هذا الشهر.
شهر أيار\مايو كان شهرا ضبابيا لم تعلن الأردن
فيه موقفها من المشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية التي عقدت عقدها في المنامة
بتنسيق بحريني أمريكي، لتشارك المملكة لاحقا بوفد متواضع في 25 و26 حزيران/ يونيو.
الأردنيون في هذا الشهر استقبلوا جاريد كوشنر
مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وقع احتجاجات رافضة للزيارة التي تسبق
عقد ورشة البحرين الاقتصادية، مطالبا الأردن بعد المشاركة في اي إرهاصات لصفقة
القرن.
حزيران\يونيو
في هذا الشهر، احتفلت المملكة، بالذكرى العشرين
لجلوس عاهلها عبد الله الثاني، على العرش بعد وفاة والده الملك الحسين، عقدان شهدا
تحديات إقليمية وداخلية، استطاعت المملكة الانحناء أمام عدد منها واتباع
استراتيجية البقاء أمام عدد آخر.
شهر الذكريات، إذ مضى عام أيضا على تشكيل حكومة
رئيس الوزراء عمر الرزاز، والتي حملت معها وعودات، وشعارات، بمشروع نهضة للاردنيين
يخرجهم من ضيقتهم الاقتصادية، ويمنحهم إصلاحا سياسيا يقود إلى انتخاب الشعب
لحكوماته.
وبالعودة لجماعة الإخوان المسلمين، أمت في
يونيو فعاليات شعبية وحزبية ومواطنون أردنيون بيت العزاء الذي أقامته الحركة
الإسلامية في الأردن للرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
ليخرج آلاف الأردنيين الغاضبين الجمعة، في
مسيرة وسط العاصمة عمان، رافضين خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن"،
والمشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية، وهاتفين للرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
على
صعيد العلاقات، كشفت مصادر نيابية أردنية مطلعة لـ"عربي21" في هذا الشهر
أن عمّان أرسلت استمزاجا لدولة قطر لتسمية
سفير لدى الدوحة عقب سنوات من خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وفي
أخر يوم من يونيو عمت حالة من الغضب عمت شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن، على
خلفية اعتداء عمال شركة “المقاولون المتحدون CCC”
في كازاخستان على مهندسين أردنيين وعرب يوم السبت، وطالب مواطنون أردنيون وسياسيون
بمحاسبة المعتدين.
اجتماعيا، أثار مسلسل أردني، من إنتاج شبكة
"Netflix" العالمية، غضبا واسعا
في الشارع المحلي؛ نظرا لوجود مشاهد إباحية، وألفاظ منافية للآداب، بحسب ناشطين.
تموز/يوليو
افتتحت السلطات الأردنية الشهر باعتقال ثلاثة
شباب، على خلفية المشاركة في اعتصام مناهض لورشة البحرين في مخيم البقعة، وأسندت
إليهم تهمة "الإساءة لدولة عربية شقيقة بالهتافات".
ليكشف النائب الأردني عن كتلة الإصلاح، صالح
العرموطي، في مؤتمر صحفي عن معلومات وخفايا مثيرة في بنود اتفاقية الغاز بين
الأردن وإسرائيل، متحدثا عن "تضليل" مارسته الحكومة الأردنية بخصوص
الجهة التي باعت الغاز لشركة الكهرباء الوطنية المملوكة من الحكومة.
وفي في خطوة تصعيدية جديدة ضد اتفاقية الغاز مع
إسرائيل، شرع ناشطون وسياسيون ونقابيون، وفعاليات شعبية أردنية، بجمع مئات
التواقيع لتوجيه إنذار عدلي، بحق رئيس الوزراء عمر الرزاز؛ للمطالبة بالتراجع فورا
عن الاتفاقية.
آب/ أغسطس
وسط تساؤلات وجدل واسع، أقر مجلس النواب قانون
للأمن السيبراني، الذي ترى الحكومة أنه ضروري لحماية البلاد من الهجمات
الإلكترونية إلا أن أصواتا ربط بين القانون ومخرجات ورشة البحرين، التي عقدت في
حزيران/ يونيو، وتمثل الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" الأمريكية، الساعية
لتصفية القضية الفلسطينية.
وأثارت صور ومقاطع فيديو نشرت على شبكات
التواصل لسياح يهود يؤدون صلوات تلمودية غضبا شعبيا أردنيا، وسط مطالب بفتح تحقيق
حول وصول الإسرائيليين إلى مقام النبي هارون، الذي يقع على قمة مرتفعة في أحد جبال
البتراء، دون ملاحظة رجال الأمن ووزارة الأوقاف لذلك.
وانشغل الرأي العام الأردني،
في هذا الشهر بسلسلة جرائم وحوادث وقع جزء منها أمام نوادٍ ليلية في العاصمة عمان،
كان آخرها إطلاق النار على صاحب ملهى ليلي من قبل أحد أصحاب الأسبقيات، الحادثة
تزامنت مع سلسلة جرائم قتل، ومشاجرات، نشر رواد التواصل الاجتماعي جزءا منها على
شبكات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول أسباب ارتفاع معدل الجرائم، وكيفية
التعامل الأمني مع هذه الجرائم.
لتشتعل "السجائر" في وجه حكومة
الرزاز بعد أن شهدت مدينة الرمثا احتجاجات واسعة على أثر قرار لمجلس الوزراء
بتحديد كمية السجائر التي يسمح للمسافر حملها من معبر جابر الذي يربط بين الأردن،
وسوريا، في محاولة من الحكومة لتعويض خسائرها من السجائر المهربة.
وبقي ملف الاعتقالات السياسية يهيمن على المشهد
الاردني، اذ اعتصم عشرات من منظمات المجتمع المدني وحقوقيون وحزبيون وأهالي
معتقلين في الأردن، أمام مجلس النواب الأردني؛ احتجاجا على ما وصفوه بتردي واقع
الحريات في عهد حكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز، وارتفاع أعداد معتقلي حرية الرأي
والتعبير.
أيلول/سبتمبر
وأطلق نشطاء أردنيّون حملة إلكترونية تحت عنوان
(احكيلهم كلمة)، لتسليط الضوء لم يكن شهرا ليمر مرور الكرام في 2019، شهد الشهر
بداية أطول إضراب في تاريخ الأردن إضراب المعلمين، بدأ عندما قمعت الأجهزة الأمنية
الأردنية، معلمين حاولوا تنفيذ اعتصام أمام مقر رئاسة الحكومة،للمطالبة بتحسين
أوضاعهم المعيشية وصرف علاوة مهنية بنسبة 50%.
لتبدأ الأزمة، اذ دعا نائب نقيب المعلمين
الأردنيين، ناصر نواصرة، كافة المعلمين للإضراب الكامل عن العمل في مدارس المملكة،
بعد رفض الحكومة الاستجابة لمطلبهم ويتهمون الأجهزة الأمنية، بتعريتهم بشكل كامل،
عند اعتقالهم على خلفية مشاركتهم في الاعتصام.
لتدخل النقابة والحكومة بمفاوضات مضنية استمرت
شهرا كاملا قبل فض الإضراب، دخل خلالها القضاء على الخط بعد أن أثار قرار المحكمة
الإدارية الإردنية، تعليق إضراب نقابة المعلمين، بعد شكاوى تقدم بها مواطنون
أردنيون ضد الإضراب.
وفي
ذات الشهر أطلق ناشطون حملة بعنوان "رجعوا ولادنا" ممثلة بأُسر وأصدقاء
المعتقلين "ثائر مطر" و"عبدالرحمن الرواجبة" اللذان اعتقلتها
السلطات المصرية على خلفية المظاهرات في ميدان التحرير، لتفج عنهما لاحقا بعد أن
بثت ما اسمته اعترافات لها بالمشاركة في المظاهرات.
وفي سبتمبر\أيلول، يعتقل الاحتلال الإسرائيلي
الأردنيين هبة اللبدي (24 عاما)، وعبد عبدالرحمن مرعي ( 29عاما)، في ظروف صعبة ،
مع تدهور حالتيهما الصحية، بعد أن خاضت اللبدي إضرابا عن الطعام بينما يعاني مرعي
من مرض السرطان في ظل نقص الرعاية الصحية.
تشرين أول/ أكتوبر
على قضية 22 أسيراً أردنيا داخل معتقلات
الاحتلال الإسرائيلي عبر وسم #يوم_الأسير_الأردني.
لتعود الذكرى الخامسة والعشرين، للاتفاقية
الأردنية-الإسرائيلية (وادي عربة) 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994، وسط توتر في
العلاقات الرسمية بين عمّان وتل أبيب، مع ارتفاع أصوات أردنية، شعبية، مطالبة
بإلغاء الاتفاقية، على وقع اعتقال الاحتلال الإسرائيلي لمواطنين أردنيين.
وتستمر الحملات الشعبية بعد رفض محكمة
الاستئناف الإسرائيلية بعوفر طلب الاستئناف للإفراج عن الأسير الأردني عبد الرحمن
مرعي لتستدعي الحكومة الأردنية سفيرها من تل ابيب بعد ان سلمت السفير الاسرائيلي
مذكرتي احتجاج.
ويشاء القدر أن يتسلل اسرائيلي الى الحدود
الأردنية بطريقة غير مشروعة، مما جدد الامال لدى اهالي اسرى اردنيين باستثمار
الحكومة لهذه الورقة ومبادلته الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال.
الرزاز يعود للمشهد من جديد بعد أن أطلق أربعة
محاور ضمن ما أسماه "حزمة إجراءات تستهدف تنشيط الاقتصاد الوطني وتحفيز
الاستثمار"، في محاولة لإنقاذ الاقتصاد.
تشرين الثاني/نوفمبر
بداية الشهر شرع موظفو وكالة الغوث الدولية
"أونروا" في الأردن في إضراب مفتوح عن العمل، لحين تنفيذ مطالبهم بزيادة
رواتبهم بواقع مئتي دينار (283 دولارا)، وتحسين الخدمات المقدمة للاجئين
الفلسطينيين، بعد ما وصفوه بـ"الحد الأدنى من الخدمات". ينتهي الإضراب
بعد يوم واحد عقب التوصل لاتفاق.
وعم الحزن في ثاني أيام الشهر بعد وفاة 13
مزارعا باكستانيا في الأردن بحريق أتى على منزلهم في الأغوار الجنوبية.
الحدث الأبرز كان افراج سلطات الاحتلال
عن الاسيرين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي،
اللذان كشفا عن محاولة الاحتلال استغلال اعتقالهما كورقة ضغط على الحكومة
الأردنية، والتنازل عن استعادة أراضي الباقورة والغمر.
شهد
الشهر تعديلا رابعا على حكومة الرزاز حمل التعديل مؤشرات على فريق اقتصادي متجانس
بعد أن أقصى الرئيس نائبه رجائي المعشر، أبرز المتحمسين لبرامج صندوق النقد
الدولي، لكن الفريق الجديد وضع ملف الإصلاح على دكة الاحتياط.
ومن المعتقلين في اسرائيل الى المعتقلين في
السعودية، حيث أهالي المعتقلين السياسيين
الأردنيين في السعودية بتنظيم اولى وقفاتهم الاحتجاجية أمام وزارة الخارجية
لمطالبة الحكومة بالعمل على الإفراج عن أبنائهم الموقوفين دون تهم منذ أكثر من
أشهر وعددهم 30 معتقلا دون تهم او محاكمة.
وفي نوفمبر، ومع انتهاء عقد انتفاع إسرائيل
بأراضي الباقورة والغمر، أغلق الأردن البوابات التي كان يستخدمها المزارعون
الإسرائيليون للعبور في وجههم، لتطوي
المملكة معه ملفا شغل الرأي العام طويلا.
في سياق ليس ببعيد زاد اعلان مايك بومبيو وزير
الخارجية الأمريكي، في نوفمبر، بشأن "مشروعية المستوطنات في القدس المحتلة
والضفة الغربية، وعدم تعارضها مع القانون الدولي" من الفجوة في العلاقات
الإدارة الأمريكية والأردن، التي تدهورت منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات
المتحدة الأمريكية في 2017.
وبدأت عمان بمحاكمة الإسرائيلي، كونستانتين
كوتوف، الذي تسلل إلى أراضي الأردن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، امام محكمة أمن
الدولة بتهم التسلل الى الحدود وتعاطي المخدرات.
وحتى
الرمق الأخير ومع اقتراب ضخ الغاز من اسرائيل الى الاردن وجه ناشطون "النداء
الأخير" للحكومة الاردنية محتجين امام رئاسة الوزراء رفضا للاتفاقية.
كانون أول/ديسمبر
وشيع عشرات الأردنيين الشهيد سامي أبو دياك بعد
أن وصل جثمانه، من فلسطين المحتلة عبر جسر
الملك حسين لدفنه في المملكة بناء على طلب ذويه.
وتختم السنة بعلاقات متوترة مع اسرائيل، حتى ان
العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وصف علاقات بلاده مع إسرائيل بأنها
"في أدنى مستوياتها على الإطلاق"، وهو ما ظهر في إجراء المملكة مناورات
عسكرية "تحاكي غزوا إسرائيليا"، وسط تساؤلات عن سبب ذلك التدهور بعد ربع
قرن من "السلام".