الصين تمارس تطهيرا ثقافيا وعرقيا بحق الإيغور
السلطات أغلقت المساجد ومنعت الصلاة فيها
مسؤولون صينيون يشاركون الفراش مع عائلات الإيغور
السلطات تنزع الأطفال من ذويهم وتضعهم بمعسكرات خاصة
الفتيات المسلمات يجبرن على الزواج من "الشيوعيين"
الموقف العربي من الإيغور سلبي ويتماهى مع إجراءات الصين
كشف ناشط بارز من الإيغور عن حجم المعاناة التي تواجهها هذه الأقلية المسلمة بفعل إجراءات الصين الأخيرة، وقال إنها تهدف إلى إحداث تغيير جوهري، ومحو ثقافي وعرقي، في أوساط هذه الأقلية التي تتمركز في إقليم تشنغيانغ "تركستان الشرقة" شمال غرب الصين.
وقال الناشط الدكتور عبد السلام تكليماكان الذي يرأس حركة الجيل الجديد لتركستان الشرقية في حديث خاص لـ"عربي21" سننشره لاحقا، إن الصين ما زالت تمارس أشكالا من التنكيل والاستهداف للإيغور، وأبرز هذه الإجراءات حملات الاعتقال، والملاحقة، وإغلاق المساجد، وسياسة العقاب الجماعي، ونزع الأطفال بين سن الرابعة إلى الثانية عشر من أحضان عائلاتهم، ودفعهم إلى معسكرات خاصة بهدف عمل غسيل دماغ لهم، إضافة إلى عمليات منع السفر وإصدار الجوازات للإيغوريين، وليس انتهاء بانتهاك حرمات بيوت الأقلية المسلمة، وذلك بإيفاد مسؤولين حكوميين للسكن قسرا مع العائلات الإيغورية، في إطار خطة حكومية للضغط عليهم.
اقرأ أيضا: أسرار تخفيها الصين.. وثائق تكشف وحشية التعامل مع الإيغور
وحول الإجراء الأخير أوضح تكليماكان أن مسؤولين حكوميين يأتون لبيوت الايغور بشكل دوري، ويمكثون نحو أسبوعين، ويشاركون الفراش، في محاولة لحث العائلات على القبول بـ"الإخوة الشيوعية" ولمراقبة الإيغور داخل بيوتهم، والتاكد من عدم أدائهم الصلاة والشعائر الدينية، لافتا إلى أن أعداد هؤلاء المسؤولين الذي يزورون بيوت الايغوريين بلغ أكثر من مليون، وقد زاروا مؤخرا نحو 30 ألف أسرة بشكل دوري. بحسب إحصائيات غير رسمية.
وفي آخر تطور، لفت الناشط إلى أن المسلمين أجبروا أخيرا على الزواج بشيوعيين عنوة، مشددا على أنه إذا ما تقدم أحدهم لخطبة فتاة مسلمة ورفض أهلها، فإن العائلة بأكملها تلاحق وتوضع في السجن بتهم "الإرهاب والتطرف".
وشرح الناشط الإيغوري الذي اضطر إلى مغادرة بلاده للاستقرار في اسطنبول بفعل الملاحقة، إلى أن أعداد المسلمين في "تركستان الشرقية" يبلغ الآن حوالي 11 مليونا استنادا لإحصائيات الحكومة الصينية، لكنه لفت إلى أن العدد الحقيقي هو أكثر بكثير من هذا الرقم، وأن مراكز احصائية تتبع لأقلية الإيغور تتوقع أن العدد الحقيقي يقترب من 35 مليون مسلم في هذه المناطق.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: كيف أدانت الصين نفسها بتعذيب مسلمي الإيغور؟
وحول أسباب الإجراءات الصينية في الإقليم المسلم قال: "طريق الحرير الجديد يمر من تركستان الشرقية، ولهذا تحاول الصين أن تؤمن الطريق، وتعتقد أن الايغور إن لم يندمجوا في إطار الصين الشيوعية الكبرى، فإنهم يشكلون خطرا لهذا الطريق الاستراتيجي، وهذا الاعتقاد مناف للواقع، فالشعب الإيغوري مسالم، ولا يمتهن التطرف".
وتابع: "الشعب التركستاني يعيش تحت وطأة الحكومات الشيوعية منذ 70 عاما، ولم يحمل الإيغور السلاح ضد الحكومة".
وفي سياق آخر، انتقد تكليماكان الموقف العربي الذي "يتنكر لمعاناة الإيغور إخوتهم في الدين، بل ويدعم الصين في إجراءاتها ضدهم"، لافتا في هذا الصدد إلى ضرورة أن تفهم الدول العربية حقيقة ما يجري في "تركستان الشرقية"، لتستطيع بعد ذلك بناء مواقف واضحة وسليمة وتتماهى مع حقوق هذه الأقلية المسلمة، مشيدا بموقف قطر الذي شهد تغيرا تجاههم مؤخرا.
في الاطار ذاته أكد أن تركيا تقف إلى جانب معاناتهم وتفتح لهم الأبواب وتمنحهم وضعا خاصا في البلاد، رغم الضغوط الصينية عليها للتخلي عنهم.