دعت مرشحة حزب العمال للانتخابات البرلمانية عن دائرة وسط غلاسجو في أسكتلندا فاتن حميد (الدليمي)، العرب في المملكة المتحدة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات البريطانية المرتقبة يوم الخميس المقبل، وحسن اختيار مرشحيهم بما يخدم قضاياهم.
وأوضحت حميد في حديث مع "عربي21"، أن "العرب في بريطانيا بشكل عام، وفي غلاسكو تحديدا في حاجة إلى توحيد جهودهم والاندماج في الحياة الحزبية البريطانية، لأن معالجة قضاياهم لا يمكن أن تتم وهم خارج دائرة الفعل".
وحثت حميد، التي قالت بأنها تعيش في بريطانيا منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، العرب على عدم البقاء خارج دائرة الفعل السياسي، ووضع يدهم بيد بعض والوقوف إلى جانب حزب العمال باعتباره الأقرب لقضايا الأقليات، بما في ذلك الأقلية العربية والإسلامية.
وأشارت إلى أن عدد العرب في أسكتلندا في مجموعه ليس كبيرا، حيث إنهم يعدون بالآلاف، لكنهم في حال توحدوا وحولوا أصواتهم إلى فعل سياسي فإن صوتهم سيكون مسموعا.
وقالت: "علينا أن نتذكر أن هذه الانتخابات ستجرى على خلفية واحدة من أهم القضايا المؤثرة في تاريخ بريطانيا بشكل عام، ولها انعكاساتها على الأقليات بما في ذلك العرب، وهي قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، التي لا تخدم مصالحنا".
وأضافت: "علينا أيضا أن نضع في الاعتبار أننا لم نعد جالية عابرة، نحن عرب هذا صحيح، ولكننا بريطانيون، هذه بلادنا، وأي تطور في بريطانيا يهمنا، هذا فضلا عن أن الأجيال الثانية والثالثة من العرب، هم بريطانيون بالكامل، وهذا يجعل من اندماجهم في الشأن العام أمرا بالغ الأهمية"، على حد تعبيرها.
وجاءت تصريحات فاتن حميد لـ "عربي21"، على هامش مشاركتها في ندوة نظمها مساء أمس الاثنين معهد التفكير العربي في بريطانيا بالتعاون مع المجموعة العربية في حزب العمال، استعدادا للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها المرتقبة يوم الخميس المقبل.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد الأقلية العربية في بريطانيا، وإن كانت بعض التقارير تتحدث عن أنهم يقاربون نصف مليون نسمة. كما أنه لا يوجد إطار سياسي واحد جامع للأقلية العربية الموزعة على كافة الأحزاب السياسية البريطانية.
وتعتبر المجموعة العربية في حزب العمال، التي تأسست بعد وصول حزب العمال بزعامة توني بلير إلى الحكم عام 2000، ثم تراجع نشاطها إبان الحرب على العراق، قبل أن يتم العمل على إعادة تنشيطها بعد انتخاب جيرمي كوربين على رأس الحزب، واحدة من الأطر التي تعمل على توحيد الصف العربي وحثه للاندماج في الحياة السياسية البريطانية.
وعلى الرغم من أن أغلب استطلاعات الرأي ترشح حزب المحافظين لتصدر نتائج الانتخابات المقبلة، إلا أن تشتت الصوت الانتخابي وشدة الانقسام الحاصل بين البريطانيين حيال مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي وعدد من القضايا الرئيسية في الداخل، كإصلاح النظامين الصحي والتعليمي، يجعل من امكانية فوز حزب بالأغلبية أمرا بالغ الصعوبة، وهو ما يطرح باب التحالفات الحزبية التي من شأنها أن تعيد تشكيل المشهد السياسي.
إقرأ أيضا: ما أهمية الصوت العربي بانتخابات بريطانيا؟ ندوة تجيب
ما أهمية الصوت العربي بانتخابات بريطانيا؟ ندوة تجيب
تصرف غريب: جونسون يرفض النظر لصورة طفل مريض.. لماذا؟
"الإسلامي البريطاني": حزب "العمال" أقرب لقضايا المسلمين