أثار قرار إغلاق قناة TeN المحسوبة على الإمارات في مصر، والتي يتحدث إعلاميون عن أنها ممولة من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المقيم في الإمارات، تساؤلات بشأن أسباب القرار المفاجئ، وفي ما إذا كان القرار متعلقا بإهدار مالي وعدم الالتزام بالتكليفات، أم بسبب غضب إماراتي.
وقناة TeN هي إحدى استثمارات دولة الإمارات في الإعلام المصري إلى جانب قناتي الغد العربي والكوفية، إضافة إلى مواقع صحفية إلكترونية أخرى.
وبحسب مواقع صحفية فقد آلت ملكية القناة لمحسوبين ومقربين من دحلان وبدعم وتمويل من الإمارات، في آب/ أغسطس 2016، بعد مرورها بخلافات وأزمات مالية قاربت الـ75 مليون جنيه، بعد تغيير اسمها في آذار/ مارس 2015 من قناة "التحرير"، التي انطلقت في شباط/ فبراير 2011 إلى قناة TeN.
تكذيب البيان
وكذّب أكثر من مصدر إعلامي وصحفي داخل قناة TeN ما أعلنته إدارتها في "بيان الإغلاق" أن السبب تمويلي إعلاني، مشيرين إلى أن مالكها كان يرفض الكثير من العروض الإعلانية وتصريحه بأنه ليس بحاجة لها ولا يهدف إلى الربح يغاير ما جاء به إعلان غلقها.
واطلعت "عربي21" على نسخة من بيان الإغلاق، والذي أعلنت فيه إدارة القناة "عن توقفها عن البث بنهاية شهر ديسمبر 2019 لأسباب تمويلية وإعلانية"، أي بعد نحو أكثر من عامين على تأسيسها في 2017 وفق البيان.
اقرأ أيضا : أيمن نور يتهم الإمارات بسرقة العلامة التجارية لقناته
وأشارت إلى أن "القرار الصعب يأتي انطلاقاً من حرص القناة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه موظفيها وتعاقداتها التشغيلية، واستباقاً لأي صعوبات مالية قد تواجهها في المستقبل نتيجة ضعف الإعلانات على الشاشة ".
إهدار المال وعدم الالتزام
وكشف مصدران مختلفان داخل القناة لـ"عربي21" عن ما قالاه إنها الأسباب الحقيقية للإغلاق وهي " استنفاد الإدارة كل التحذيرات والإنذرات بوقف إهدار المال والالتزام بالتكليفات، وثانيهما: غضب إماراتي على مصر بسبب التراجع عن التفاهمات السابقة بشأن "ملف الإعلام".
وأضاف أحد المصدرين: "الأزمة تعود إلى أسباب تتعلق بالفساد المالي، داخل إدارة القناة رغم التحذيرات المتعددة التي تلقتها الإدارة من الاستمرار في تبديد الأموال".
وأوضح: "هناك شخصيتان متهمتان بالهدر المالي وهما يجمعان بين الإدارة والعمل الإعلامي داخل القناة، ويتقاضى كل منهما مرتبا عن كل عمل، وأنه تم استدعاؤهما إلى الإمارات أكثر من مرة بشأن التجاوزات المالية من جهة، واستخدام القناة لخدمة سياسات غير متفق عليها كليا".
وتابع المصدر: "تم تحذير الإدارة من الممولين بالإمارات مرارا بضرورة التوقف عن إساءة استخدام المال والإدارة دون جدوى، بالإضافة إلى عدم الالتزام بتكليفات خاصة تم رصد مبالغ كبيرة لها".
غضب إماراتي
بدوره؛ قال مصدر آخر داخل القناة لـ"عربي21": إن "الإمارات غاضبة جدا من عدم الالتزام بما تم التوفق عليه مع النظام في مصر بشأن أمرين أولهما إبعاد محمود نجل السيسي، وإبعاد المقدم أحمد شعبان عن ملف الإعلام".
وكشف أن "الإمارات لديها استثمارات في مجال الإعلام، وقد تقرر سحبها جميعا، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء آخر غير إغلاق قناة TeN"، مشيرا إلى "وجود مفاوضات حثيثة لاحتواء الموقف، ولكن لا تبدور الأمور تسير على ما يرام، وقد تشهد العلاقات توترا إذا استمرت الخلافات".
فشل إعلام النظم الشمولية
وعلق أحمد عبدالعزيز، المستشار الإعلامي السابق للرئيس الراحل محمد مرسي، بالقول: "الغاية من الإعلام في النظم الشمولية، هو تسويق هذه النظم لدى شعوبها، في المقام الأول، وذلك بخلع الصفات الحسنة عليها، ومحاولة إخفاء مساوئها، حتى لا تتململ هذه الشعوب، وتطالب بالإصلاح أو التغيير، أو تضطر -في نهاية المطاف- إلى الثورة".
مضيفا لـ"عربي21": "وفي ظل ما بات يُعرف بالإعلام الجديد، وتعدد مصادر المعلومات، لم يعد ممكنا لإعلام النظم الشمولية أن ينجح في مهمته تلك، الأمر الذي يعني فشلا حتميا بعد فترة تطول أو تقصر، حسب قدرة هذا الإعلام على خداع الجماهير".
مشيرا إلى أنه "لكي تستمر عملية الخداع، فلابد من الإحلال والتجديد المستمر، سواء للوجوه التي فقدت مصداقيتها، أو للمؤسسات التي فشلت في ابتكار أساليب تسويق وخداع جديدة، وهذا ما يجري حاليا في إعلام الانقلاب في مصر".
محللون يقرأون أسباب إهمال دعوة مصر لـ"قمة كوالالمبور"
هل تقف المؤسسة العسكرية بمصر وراء الإطاحة بنجل السيسي؟
الإمارات تشق طريقها لصنع أسلحة بتكنولوجيا عالية