قال ضابط إسرائيلي إن حركة حماس "تبدي براغماتية لافتة ومفاجئة في موضوع الانتخابات الفلسطينية، بعد أن أعلنت موافقتها على كل شروط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإقامة هذه الانتخابات، وهي تتطلع للفوز فيها، لكن يبدو أن عباس سيأخذ بالكرة للملعب الإسرائيلي، واتهامها بإعاقة إجراء الانتخابات".
وأضاف يوني بن مناحيم المستشرق الإسرائيلي في مقاله على
موقع "نيوز ون" الإخباري، وترجمته "عربي21" أنه بعد أن
"ألقى عباس قنبلته السياسية في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي بالدعوة
لإجراء الانتخابات العامة، فقد تبين لاحقا أنه تعرض لضغوط كبيرة مارسها الاتحاد
الأوروبي عليه، وصلت حد التهديد، بأنه في حال عدم إجراء الانتخابات فإن الدول
الأوروبية ستوقف دعمها للسلطة الفلسطينية".
وكشف بن مناحيم، الضابط السابق بجهاز الاستخبارات
العسكرية "أمان"، وخبير الشؤون الفلسطينية، النقاب عن أن "عباس تأمل
كثيرا في أن تعلن حماس شروطها الكفيلة بإعاقة إجراء الانتخابات، خشية أن تفقد سلطتها
في قطاع غزة، لكن الحركة فاجأت الجميع بسلوك براغماتي لافت، بحيث حرمت عباس من أي
فرصة للتملص من الانتخابات، وتحميله مسؤولية أي عرقلة متوقعة".
وأوضح أن "المجتمع الدولي يتابع ما يحصل من تطورات
فلسطينية داخلية، كي يكون على دراية بالطرف الذي يعرقل العملية الانتخابية".
اقرأ أيضا: محلل سياسي فلسطيني: عباس وحماس غير جادين في الانتخابات
وأشار إلى أنه "بعد أن أرسل عباس رئيس لجنة الانتخابات إلى غزة، وعقد جملة لقاءات ماراثونية مع قيادة حماس، أصدرت الحركة موافقتها على كل الشروط التي وضعها عباس، ومنها تنازلها عن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بصورة متزامنة، وبات واضحا أن حماس على دراية بالشرك الذي يحضره عباس لها، كي تظهر أمام المجتمع الدولي معرقلة للانتخابات".
وأكد أنه "يمكن الإشارة إلى أن المرونة التي تبديها
حماس في التعاطي مع العملية الانتخابية نابعة من ثقتها بتحقيقها الفوز في الانتخابات
المقبلة، كما حصل في انتخابات 2006، ولأن هدف حماس الاستراتيجي هو السيطرة على
الضفة الغربية، فهذا يجعل الحركة توافق على التوصل لتهدئة مؤقتة مع إسرائيل في
قطاع غزة من أجل التمكين لإجراء الانتخابات، والفوز بها".
وأضاف أن "فوز حماس المتوقع في الانتخابات سيمنحها
تفوقا استراتيجيا من مختلف النواحي: الفلسطينية المحلية والإقليمية والدولية، ما
قد يدفع عباس مبكرا للبحث عن العراقيل المتوفرة لعدم قبوله بالنتائج، وسيجعله يوقف
إجراء الانتخابات الرئاسية، مع العلم أن استراتيجية عباس تكمن في أن يظهر للمجتمع
الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي أنه بريء من أي عرقلة للانتخابات".
وتوقع الكاتب أنه "في حال أتت نتائج الانتخابات
البرلمانية على غير ما يتمنى عباس بفوز حماس، فإنه سيبذل كل جهده لعدم إجراء
الانتخابات الرئاسية من أجل الاستمرار في منصبه الرئاسي، وهناك احتمالية أخرى تتمثل
بأن ينقل عباس الكرة للملعب الإسرائيلي بإظهارها رافضة لإجراء الانتخابات".
وأكد أن "عباس سرب بعض الأنباء في الأيام الأخيرة
مفادها أنه طلب من بعض دول العالم ممارسة الضغوط على إسرائيل كي تسمح بإجراء الانتخابات
في القدس، وعباس يأمل أن ترفض إسرائيل كل الدعوات الدولية، كما استجابت مضطرة لذلك
زمن إدارة الرئيس جورج بوش الابن في 2006، حين وافقت على تمكين المقدسيين
الفلسطينيين من المشاركة في الانتخابات".
وختم بالقول: "في هذه الحالة، فإن المجلس
الوزاري الإسرائيلي المصغر مدعو للتعامل مع هذه المعضلة مبكرا، في ظل أن إسرائيل
تعيش أزمة سياسية مستعصية، ما يدفع إلى القول إن حماس أبدت براغماتية لتفويت
الفرصة على السلطة الفلسطينية، فيما الأخيرة تتحضر للإيقاع بإسرائيل في الشرك
المتوقع".
خبير عسكري إسرائيلي: لسنا مستعدين لسقوط 1200 صاروخ يوميا
جنرال إسرائيلي: خسائرنا في المواجهة القادمة مئات القتلى
عضو بحزب نتنياهو يدعو إلى انتخاب رئيس جديد لـ"الليكود"