قضايا وآراء

أولويات المسلمين في الانتخابات البريطانية

1300x600

يقول نجم الدين أربكان: المسلمون الذين لا يهتمون بالسياسة سيحكمون من قبل سياسيين لا يهتمون للإسلام، وهذا لسان حال بعض المسلمين في بريطانيا وهم لا يكترثون للانتخابات مع أن المجلس الإسلامي البريطاني يتحدث عن 50 دائرة انتخابية من أصل 650 يستطيع المسلمون وحدهم حسم اسم المرشح الفائز فيها.

 

الهندوس في بريطانيا حددوا موقفهم بدعم حزب المحافظين بقيادة جونسون بعد أن تعهد بمنح منصب وزير الداخلية لبريتي باتيل القيادية المعروفة بمواقفها المتطرفة والتي سبق لتيريزا ماي أن طردتها من الحكومة، بعد لقاءات عقدتها مع مسؤولين إسرائيليين دون تنسيق رسمي، بينما تجد بين المسلمين من يتهم اعتباطا الزعيم العمالي المعارض جيرمي كوربين بدعم بشار الأسد ويروج لعدم انتخابه. 

 

نعم لم ولا يؤيد كوربين التدخل العسكري البريطاني في سوريا ولا غير سوريا (العراق، ليبيا.. الخ)، ولكن هذا لا يعني بالضرورة دعم بشار الأسد أو أي طاغية آخر. 

 

أما من ينشر صوراً له مع بشار الأسد فهي صور قديمة تعود لما قبل 2011 ولا يعتد بها بناء على ذلك، والفكرة أن هذا التطرّف بمعاداة كوربين لا يصب إلا في صالح جونسون المعروف بتحيزه لإسرائيل  وتصريحاته العدائية ضد مظاهر الحجاب و رفضه الاعتذار عنها حتى الآن.

 

المجلس الإسلامي البريطاني كان واضحا باتخاذ سياسة صريحة في هذه الانتخابات تقوم أولًا على رفض التصويت مطلقًا لأي مرشح من حزب جونسون "المحافظين" ثم الوقوف مع من يمكنه هزيمة أي مرشح للمحافظين في دائرته الانتخابية سواء كان من العمال أو الديمقراطيين الأحرار أو الخضر أو أي صفة أخرى، ومن بعد فهناك حث من خلال عدة مؤسسات عربية وإسلامية في بريطانيا ومن ضمنها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا على دعم حزب العمال حتى لو كان المرشح في الدائرة الانتخابية عن العمال ليس مرضيا عن  مواقفه بالمجمل ولكن يصب انتخابه في دعم الكتلة البرلمانية للعمال. 

 

لو نظرنا بالمشهد الكلي أوروبيا نجد أن المسلمين الأكثر خسارة في القضايا المرتبطة بدينهم ورموزه هم في البلاد التي راجت فيها فكرة العزوف عن المشاركة السياسية باعتبارها دولا بعيدة عن الحكم بما أنزل الله، خذ على سبيل المثال فرنسا والمسلمون بها نحو عشر السكان ومع ذلك لا يوجد لهم تأثير يذكر في المشهد السياسي في البلاد، وعليه صدرت عبر عقود متتالية القوانين والتشريعات المجحفة بحقهم والتي تقيد حضورهم و حرياتهم الدينية.

 

عدد من الدول الأوروبية ومنها بلجيكا أصبحت تمنع الذبح الحلال للطعام وفي النهاية الصوت البرلماني الذي يدافع عن هذا الحق ضعيف رغم وجود كتلة سكانية كبيرة ولكن غير فاعلة سياسيًا لأسباب مختلفة.

 

بريطانيا تواجه في الفترة القادمة تحديات جمة بقوانين وتشريعات توسع دائرة الاتهام بمعاداة السامية وتجرم مقاطعة الاحتلال ولا تستبعد إن دارت - إذا تمكن جونسون وفريقه من البرلمان بأريحية - في فلك ترامب و جنونه ودعمه المطلق للاحتلال وشرعنة وجوده.

 

وعليه ينبغي أن يكون الحضور العربي والإسلامي فاعلًا ومؤثرًا في انتخابات 12/12 القادمة في بريطانيا وفي كل انتخابات إن أراد العرب والمسلمون المحافظة على حقوقهم وتعزيز حضورهم في هذه البلاد.