تسببت اشتراطات قدمتها دولة أفريقية بتعطيل إبحار أسطول الحرية التركي نحو قطاع
غزة المحاصر، في تصرف وصفه المنظمون بالمسيس، والمتواطئ مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وندد ائتلاف المنظمات غير الحكومية والجمعيات في بيان بـ"العقبات الإدارية" التي تمنع الأسطول من الإبحار بعد أن سحبت غينيا بيساو علمها، معتبرا أن الأخيرة "متواطئة" مع دولة الاحتلال.
وأضاف البيان: "أبلغ السجل الدولي للسفن في غينيا بيساو، في خطوة سياسية صريحة، ائتلاف أسطول الحرية أنه أزال علم غينيا بيساو عن اثنتين من سفن الأسطول، بما في ذلك سفينة الشحن المحملة بأكثر من 5000 طن من المساعدات الحيوية للفلسطينيين في غزة".
وأشار الائتلاف إلى أنه "في رسالته التي تبلغنا بهذا الإلغاء، فقد قدم السجل الدولي للسفن في غينيا بيساو عدة طلبات غير عادية، من بينها تأكيد وجهة السفن ومحطات التوقف المحتملة وميناء التفريغ".
وقال المنظمون إن مثل هذا التدقيق يتعلق عادة بالسلامة والمعايير ذات الصلة للسفن التي ترفع علمها ولا يهتم بالوجهة أو خط سير الرحلة أو قوائم الشحن أو طبيعة الرحلة.
وتابع الائتلاف: "للأسف، تواطأت غينيا بيساو في المجاعة الإسرائيلية المتعمدة والحصار غير القانوني والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة".
وترسو السفن الثلاث التابعة للأسطول منذ أسبوع في ميناء توزلا بجنوب إسطنبول، وكانت تعتزم الإبحار الجمعة.
ضغط أمريكي
والسبت، طالب 20 نائبا في الكونغرس الأمريكي، الرئيس جو بايدن بالضغط على
تركيا من أجل منع انطلاق "أسطول الحرية"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وذكرت الصحيفة العبرية، أن النواب الأمريكيين وقعوا على رسالة إلى الرئيس بايدن يطالبون فيها بممارسة الضغوط على تركيا من أجل منع انطلاق أسطول الحرية وإنهاء التقييدات التجارية التي فرضتها أنقرة على صادرات 54 منتجا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أن الرسالة الموجهة إلى بايدن وقع عليها 15 نائبا ديمقراطيا وخمسة من الجمهوريين، بالإضافة إلى رئيس لجنة تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، عضو الكونغرس، ستيف كوهين.
وأعرب الموقعون على الرسالة عن "قلقهم إزاء فرض تركيا قيود التصدير على مواد البناء الرئيسية لإسرائيل، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها"، وفقا للصحيفة العبرية.
وتحالف "أسطول الحرية" الدولي، يضم عددا كبيرا من منظمات المجتمع المدني الدولية والناشطين، بينها هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) التركية، ويسعى إلى كسر الحصار عن قطاع غزة رغم التقارير العبرية التي تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على الاستعداد سياسيا وأمنيا وعسكريا من أجل السيطرة على السفن بقوة السلاح.
وتأجل انطلاق "أسطول الحرية" الذي كان مقررا أمس الجمعة، عدة أيام، بسبب ما وصفه المنظمون بالعراقيل التي يضعها الاحتلال لتأخير وصول المساعدات إلى غزة.
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر استهداف القوافل الإغاثية بشكل مباشر، ما أسفر عن استشهاد العديد من كوادر الإغاثة، بينهم العمال الأجانب التابعون لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي".
ولليوم الـ205 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.