تشهد أطراف بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، معارك عنيفة بين قوات "نبع السلام"، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في حين تحاول روسيا تثبيت قواعد عسكرية في البلدة الاستراتيجية، بعد انتشار قوات النظام بداخلها، وفق اتفاق النظام السوري، وقوات "قسد".
جاء ذلك وفق ما أكده المتحدث الرسمي
باسم الجيش الوطني السوري، الرائد يوسف حمود، مضيفا لـ"عربي21"، أن
أهمية البلدة تنبع من كونها عقدة مواصلات طرقية حيوية تربط مناطق الجزيرة السورية
ببعضها، حيث يمر منها طريق (الحسكة- رأس العين)، ويتفرع منها الطريق الدولي (حلب-
الحسكة).
وأوضح حمود أن قوات الجيش الوطني
السوري وصلت إلى مشارف البلدة من المحور الشمالي، مبينا أن المسافة التي تفصل
القوات عن البلدة لا تتعدى الأربعة كيلو مترات، مشددا على استمرار المعارك حتى
تحرير كل المناطق المشمولة بالمنطقة الآمنة.
اقرأ أيضا: "نبع السلام" تحاول دخول تل تمر.. هذه أهميتها الاستراتيجية
وفي السياق ذاته، لفت المتحدث
العسكري إلى محاولة روسيا قطع الطريق على التقدم نحو بلدة تمر، مؤكدا أن القوات
الروسية تحاول تثبيت قواعد عسكرية داخل البلدة.
من جانبه، أكد القيادي العسكري في
الجيش السوري الوطني، العقيد عماد شحود، لـ"عربي21" أن تل تمر تقع في نهاية عمق "المنطقة
الآمنة"، المتفق على إقامتها بين تركيا والولايات المتحدة.
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح أن السيطرة على تل تمر" تعني تقطيع أوصال مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، وتحديداً بين الحسكة وعين العرب (كوباني) ومنبج.
مدير موقع "الخابور"
الإخباري، إبراهيم الحبش، أجمل الأسباب التي تدفع بالجيش الوطني السوري، إلى
السيطرة على تل تمر، بما يأتي:
- الشريان الاقتصادي الوحيد للحسكة
وديرالزور باعتبار تل تمر العقدة التي تربط مدن الشمال السوري الصناعية والتجارية (حلب . منبج)
- بوابة البضائع التركية باتجاه
الحسكة وديرالزور والقامشلي، والتي ستنافس البضائع العراقية التي يتحكم بها حزب
الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي حرمان الحزب من مورد مادي كبير.
- التركيبة السكانية المختلطة بين
العرب والآشوريين، وهو الشيء الذي يؤكد أن
الجيش الوطني السوري هو حام لكل أطياف المجتمع السوري، عكس ما يسوق له النظام
وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأضاف الحبش لـ"عربي21"، أنه
يتوج كل ذلك عقدة الطرق الحيوية التي تمر في بلدة تمر، والتي تربط الشمال السوري
بالحسكة، وريفها الغني بحقول النفط.
اقرأ أيضا: فصائل المعارضة ضمن "نبع السلام" على مشارف "تل تمر" (صور)
وأعلن النظام السوري في وقت سابق عن انتشار
قواته في داخل تل تمر، وذلك بعد توصله إلى مذكرة تفاهم مع "قسد"، تضمن
انتشار قواته في بعض المناطق الحدودية مع تركيا، قطعا للطريق على تقدم قوات
"نبع السلام" في هذه المناطق.
ووفق مراقبين، فإن انتشار قوات
النظام داخل البلدة قطع الطريق على دخول قوات "نبع السلام" إليها.
وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،
أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في
منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لطرد الوحدات الكردية منها، وإنشاء منطقة آمنة
لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش
التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من
المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي يوم 22 من الشهر ذاته.
قتلى بقصف روسي بكفر نبل بإدلب و"مفخخة" لقسد بالرقة
أكار يؤكد استمرار اتفاق سوتشي وينفي وقوع انتهاكات إنسانية
قسد: مستعدون لبحث الانضمام لقوات النظام بعد تسوية سياسية