نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا للمحررة الدبلوماسية كاثرين فيليب، تقول فيه إن موت زعيم تنظيم الدولة، أبي بكر البغدادي، هو فرصة للجهاديين لإعادة تجميع عناصر تنظيم الدولة في ظل قيادة جديدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مقتل زعيم تنظيم الدولة يعد نقطة تحول في تاريخ الجماعة التي خرجت من معسكرات الاعتقال العراقية لتدير مناطق واسعة في العراق وسوريا، وتصبح دولة شبه غنية عبر الحدود العراقية السورية.
وتلفت فيليب إلى أنه سمع صوت البغدادي الشهر الماضي في تسجيل وهو يحث أتباعه على مداهمة السجون والمعسكرات في العراق وسوريا، لتحرير مقاتلي تنظيم الدولة، وإعادة بناء الخلافة من جديد.
وتذكر الصحيفة أن التنظيم خسر آخر معاقله في شهر شباط/ فبراير من هذا العام، وبات يعمل من خلال سلسلة من الخلايا المستقلة في سوريا والعراق والجماعات الأخرى الموالية له في الخارج، التي تتراوح قدراتها قوة وضعفا.
وينوه التقرير إلى أن البغدادي لم يعد منذ سقوط "خلافته" منخرطا في الشؤون اليومية للتنظيم، بالإضافة إلى أن ليست له علاقة بثروته، فباتت الخلايا التابعة له تعمل بشكل مستقل وتمول نفسها بنفسها.
وتكشف الكاتبة عن أن المخابرات الأمريكية تقوم بملاحقة ستة أشخاص يعتقد أنهم من الخلفاء المحتملين للبغدادي، وأهمهم الضابط السابق في الجيش العراقي أثناء حكم صدام حسين، عبد الله القرداش، الذي التقى مع البغدادي في عام 2004 أثناء اعتقالهما في معسكر بوكا في جنوب العراق، ومن هناك بدأت علاقتهما مع تنظيم القاعدة في العراق، الذي ظهر بصفته حركة تمرد بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
وتقول الصحيفة إن صعود البغدادي في قيادة التنظيم، ثم تحوله إلى تنظيم الدولة يظهران مدى خطورة التحولات في الجماعات الجهادية، خاصة في حال توفرت الظروف المناسبة، مستدركة بأنه رغم عدم تميز البغدادي، الذي ظل بعيدا عن الأضواء، بالجاذبية الشخصية التي تميز بها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أنه استطاع بناء شبه دولة، واستخدم فيها خبرات أشخاص، مثل القرداش.
ويجد التقرير أن الظروف التي يمكن أن تسهل عودة تنظيم الدولة لا تزال قائمة، فمعظم مناطق سوريا في حالة من النزاع، فيما يعيش العراق موجة جديدة من الاضطرابات، لافتا إلى أن الحديث عن عودة التنظيم الجديدة بات أكثر إلحاحا مع قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، والتخلي عن المقاتلين الأكراد الذي شاركوا في القتال ضد جماعة أبي بكر البغدادي.
وتتبنى فيليب هنا رواية الأكراد، بأنهم هم من أوصل المعلومات إلى الأمريكيين عن مكان وجود البغدادي، لكن قبل انسحاب الأمريكيين من منطقة شمال شرق سوريا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مقتل البغدادي في منطقة تابعة لجماعة معادية له، وهي هيئة تحرير الشام، يشير إلى ملامح تصالح بين البغدادي وأعدائه، وهو ما يفتح الباب أمام عودة تحالف جهادي جديد وقوي.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
واشنطن بوست: لماذا انتقل البغدادي لمناطق أعدائه في إدلب؟
كيف اختلف أوباما وترامب بالإعلان عن قتل ابن لادن والبغدادي؟
"الغارديان" تكشف تفاصيل ملاحقة البغدادي واللحظات الأخيرة