يتعرض الكيان الصهيوني لإحباطات متتالية سياسية واجتماعية وأمنية وعسكرية ستدفعه بالتأكيد نحو مراجعة حساباته، وإعادة التفكير في أمور استند إليها في تصميم سياساته، وبلورة آماله وتوقعاته. في هذا المقال، أوجز بعض هذه الإحباطات التي لم يكن بينها فواصل زمنية واسعة:
مشهد سياسي مشتت
1 ـ تكرر حدث عدم حسم تشكيل حكومة صهيونية بسبب نتائج انتخابات من الصعب أن تسمح بتشكيل حكومة بسهولة، وبات الصهاينة أمام احتمال إجراء انتخابات للمرة الثالثة عسى أن تخرج نتائج تؤدي إلى تشكيل حكومة بدون لغط سياسي واسع. والعبرة هنا ليس بعدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها كل طرف، وإنما بالتمزق السياسي الحزبي الذي يجتاح المشهد السياسي الصهيوني.
يعاني الكيان الصهيوني منذ ثمانينيات القرن الماضي من كثرة الأحزاب السياسية ومن تفريخها بسبب الانقسامات التي تشهدها الأحزاب. التمزق كان واضحا في الثمانينيات والتسعينيات إلى درجة أن أحزابا صغيرة الحجم كانت تتحكم بالحكومة من ناحيتين وهما: كانت تحصل الأحزاب الصغيرة على امتيازات غير مؤهلة لها من ناحية الحجم. أي أنها كانت تبتز الحزب المكلف بتشكيل الحكومة، ولم يكن لدى ذلك الحزب طريقا آخر غير الإذعان للابتزاز. أما الناحية الثانية فتتعلق باستمرار الحكومة، وكان على رئيس الحكومة ألا يغضب حزبا صغيرا كي لا ينسحب من الائتلاف الحكومي فتنهار الحكومة. ولهذا شهدت مرحلة الثمانينيات والتسعينيات حالة عدم استقرار حكومي، وكان من الصعب على الحكومة أن تستمر حتى نهاية مدتها المتعارف عليها.
عدم قدرة السعودية على استخدام ما تشتريه من أسلحة يؤكد للصهاينة أن دول الخليج ليست دول حرب ولا يمكن الاعتماد عليها في حرب ضد إيران.
مشهد إقليمي متحرك
2 ـ أصيب الصهاينة بإحباط كبير تبعا للأحداث السياسية والعسكرية الجارية في المنطقة العربية الإسلامية بخاصة ما يجري في سوريا. عمل الصهاينة بجد واجتهاد على تقسيم سوريا، وكانوا يتطلعون إلى إنشاء كيان كردي يشغل سوريا وإيران وتركيا لسنوات طويلة، وعقدوا الآمال على الولايات المتحدة لتلبية تطلعاتهم. فجأة أعلنت أمريكا عن خروجها من منطقة الجزيرة السورية تاركة مستقبل تفاعل العلاقات بشأن الأكراد بيد روسيا، والروس يرفضون تقسيم سوريا على الرغم من أنهم مع تلبية الاحتياجات الأمنية التركية ولو على حساب سوريا. هذه حلقة فلتت من أيدي الصهاينة الآن.
3 ـ أذهل الموقف الأمريكي حيال إيران الصهاينة. راهنوا هم والسعوديون على الموقف الأمريكي من إيران، وتوهموا أن أمريكا ستشن حربا بالوكالة ضد إيران. لكن يبدو أن صلابة الموقف الإيراني وقدرات إيران العسكرية دفعت أمريكا لمراجعة حساباتها والإعلان عن عدم نيتها في الدخول في حرب ضد بلاد فارس. وهذا يعني أن إيران وقدراتها التصنيعية العسكرية قد وصلت حد الأمان، وأن إيران تستطيع أن تستمر في التطوير العلمي والتقني مستندة إلى قدراتها العسكرية الذاتية.
إذا نجح الحكم الجديد في تونس فإن الفكرة الديمقراطية ستمتد إلى أماكن أخرى في الساحة العربية على غير ما يشتهي الصهاينة
الإسلاميون والانتخابات التونسية
رغم المناورات.. الديمقراطية التونسية بخير
الدور الروسي في الأزمة الليبية وموقف حلفاء حفتر