بسبب الأعياد
اليهودية، قررت سلطات الاحتلال
الإسرائيلي مساء أمس، إغلاق الحرم الإبراهيمي بالكامل،
أمام المسلمين، ومنع رفع الأذان مدة 48 ساعة متواصلة.
تدنيس وتعد صارخ
وأفاد مدير وخطيب
المسجد الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة، بأن الاحتلال قرر إغلاق الحرم الإبراهيمي
مدة 48 ساعة بحجة عيد "المظلة" أو ما يعرف بـ"عيد العرش"،
وبدأت فترة الإغلاق من الساعة العاشرة من مساء أمس الثلاثاء، وامتدت حتى العاشرة من
مساء الخميس المقبل.
وأكد في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن ما يقوم به الاحتلال هو "تدنيس وتعد صارخ على حرمة
المسجد الإبراهيمي، وهو سلوك احتلالي استفزازي لمشاعر المسلمين في العالم"،
مضيفا أن "القلب يعتصر ألما، عندما يستباح الحرم بالكامل، وتقوم سلطات الاحتلال
بإدخال
المستوطنين والأدوات التلمودية إلى داخله".
ونوه أبو سنينة، إلى أنه
خلال فترة الأعياد اليهودية التي "يغلق فيها الحرم بالكامل أمام المسلمين، لا
يسمح لأي وافد أو زائر أو مصل بالوصول إلى منطقة الحرم، كما يمنع الاحتلال فيها
رفع الأذان".
وأضاف: "خلال
فترة استباحة الحرم من قبل المستوطنين اليهود، تقوم إدارة الحرم برفع كافة الفرش
والمصاحف والأثاث وغيرها من الأشياء الخاصة بالمسلمين، ووضعها في مكان خاص بجوار
منبر الحرم خشية إحراقها، وسيتم في مساء الخميس العمل على تنظيف المسجد وإعادة
فرشه وتأهيله لأداء صلاة فجر الجمعة".
وبين مدير الحرم
الإبراهيمي، أن "الاحتلال يقوم خلال فترة الإغلاق، بإدخال شاشات عرض،
كاميرات، منصات وستاندات، ومقاعد وخزائن غيرها من الأشياء التي تستخدم من أجل
إقامة حفلات صاخبة داخل الحرم"، لافتا أنه "يتم التعميم على الطرف الآخر
(الاحتلال)، أنه لا يجوز إدخال أي شيء ممنوع (مثل الخمور) داخل هذا المكان المقدس،
ولكن يبقى هذا احتلال".
وشدد خطيب الإبراهيمي
على ضرورة الدفاع عن هذه الأماكن المقدسة، مضيفا: "هذا المكان، الذي هو جزء
من عقيدتنا، هو أمانة في رقاب المسلمين؛ حكاما وشعوبا، رؤساء ومرؤوسين".
قلب الخليل النابض
وطالب بالعمل على
"فضح الاحتلال أمام المؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية، بما فيها منظمة
اليونسكو؛ التي اعتبرت الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة بالخليل، على قائمة
الموروث الحضاري"، مناشدا الجميع "دعم هذا المكان والمرابطة فيه
وتفويت الفرصة على المحتل".
وناشد مدير المسجد
الإبراهيمي عبر "عربي21"، وسائل الإعلام المختلفة وخاصة
الفلسطينية، "الاهتمام بتغطية ما يجري في الحرم الإبراهيمي أولا بأول، لأن هذا واجب
ديني ووطني في رقاب من يعملون في هذا المجال".
وأوضح أن "الحرم
الإبراهيمي؛ هو عنوان مدينة الخليل وقلبها النابض، وهو مكان أثري تاريخي له أهمية
دينية كبيرة لدى المسلمين قديما وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وذلك بنص
القرآن الكريم الذي جاء فيه: "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان
حنيفا مسلما وما كان من المشركين".
ولفت أبو سنينة، أنه
"حتى يكون للاحتلال موطئ قدم في الحرم الإبراهيمي، فإنه قام بارتكاب مجزرة رهيبة
على مرأى ومسمع من العالم، فجر يوم الجمعة 25 شباط/فبراير 1994، وبعدها أغلق
الاحتلال الحرم 9 أشهر، وقام بتقسيمة إلى قسمين؛ بين المسلمين واليهود".
وإمعانا في تهويد
المسجد الإبراهيمي، ذكر أن "الاحتلال جعل له 10 أيام في السنة، يستباح فيها
الحرم من قبل المستوطنين بالكامل في ما يسمى الأعياد اليهودية؛ التي توزع على مدار
العام، ولكن أكثرها يأتي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام".
يشار أن مجزرة الحرم
الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين أثناء أداء المصلين لصلاة الفجر،
أدت إلى استشهاد 29 مصليا وجرح 15 آخرين.