قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الهجمات الإيرانية الأخيرة على السعودية تثير قلق إسرائيل والعالم، خاصة ما تعلق منها بقدراتها العملياتية، وحجمها، وهي معايير تكتسب أهمية كبيرة بنظر دوائر صنع القرار الإسرائيلي، في جانبها العسكري".
وأضاف نير دفوري في تقريره على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "الهجمات الإيرانية على السعودية نظرت إليها إسرائيل على أنها هجمات استثنائية، لأنها أثبتت أن إيران لديها إمكانيات عملياتية ذات آثار كبيرة، وقادرة على الإيلام، والتسبب بإحداث تشويشات على عملية ضخ النفط في الأسواق العالمية".
وأكد أن "الضربات الإيرانية للسعودية شكلت ساعة منبه لإسرائيل والغرب، بسبب الحيثيات التي رافقت تلك الهجمات، لأن القدرات الإيرانية قد توجه في لحظة ما ضد إسرائيل، ما يتطلب من منظومتها الأمنية الاستعداد جيدا لهذا السيناريو، ما حدا بالمستويات العسكرية والاستخبارية والعملياتية في إسرائيل تعقب هذه الضربات، وإجراء استخلاصات لأهم نتائجها".
وأوضح أن "إسرائيل توصلت إلى مجموعة من النتائج الخاصة بالهجمات الإيرانية على إسرائيل، من بينها أن هذه الهجمات أظهرت قدرات على التخطيط والتنفيذ اللافتين، بدليل تأثيرها السلبي على تصدير النفط إلى الأسواق العالمية، بغض النظر عن الوسائل القتالية المستخدمة في هذه الهجمات، سواء كانت صواريخ من طراز القدس، أو طائرات انتحارية مسيرة من دون طيار، وهي من الصناعات العسكرية الإيرانية".
وأشار إلى أن "المؤشرات الإسرائيلية تجاه الضربات الإيرانية تتركز في المدى الطويل لهذه الهجمات، فنحن نتحدث عن مسافة تصل إلى 650 كيلومترا، بجانب ما يعرف باستغلال قياس الطاقة، حيث تم إرسال هذه الوسائل القتالية المهاجمة عبر الاستهداف الليلي الدقيق".
وأضاف أن "الهجمات أظهرت أن إيران لديها إمكانيات استخبارية دقيقة جيدة، سواء في اختيار الأهداف المرشحة للهجوم، وتشخصيها جيدا، أو التوافق على طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها، كما أن هذه الوسائل القتالية تبين أن تشخصيها، ومنعها من الوصول إلى أهدافها، لم يكن متاحا لدى السعودية".
ولفت الانتباه إلى أن "الأوساط العسكرية والأمنية في إسرائيل توقفت إلى أن السعودية لم تستخدم إطلاق صواريخ مضادة لإسقاط الصواريخ والطائرات الإيرانية، رغم المليارات التي أنفقتها المملكة على دفاعاتها الجوية، وانتشار هذه المنظومات في كل أنحائها، على خلفية التوتر الناشب في المنطقة، لكنها ظهرت غير فعالة، وليست مجدية أمام بعض الهجمات المتواضعة".
وأكد أن "المنظومة الإسرائيلية خلصت إلى أننا نتحدث عن صواريخ إيرانية دقيقة، ونسبة الخطأ في إصابتها لا تزيد على ثلاثة أمتار، ويشتبه أنها صواريخ باعتها أوكرانيا لإيران في 2001، ما أظهر لإسرائيل أن إيران ذات قدرات تكنولوجية دقيقة، قادرة على استخدامها في شن هجمات بعيدة ومتوسطة المدى، بصورة دقيقة وفعالة".
وختم بالقول إن "إسرائيل باتت تدرك أنها أمام قدرات تكنولوجية تقنية عالية المستوى، وبنية تحتية استخبارية، وتنسيق عملياتي متقن، ما يجعل إسرائيل تستخلص دروسا مهمة، على رأسها أن المنظومات التي تحوزها لاكتشاف التهديدات الصاروخية الإيرانية ليست كافية إلى الحد المطلوب، ويتطلب منها ضرورة التصدي لمثل هذه القدرات".
وأشار إلى أن "الهجمات الإيرانية على السعودية أصابت أهدافا تبعد عنها مسافة 650 كيلومترا، ما يعني أنها قادرة على إصابة وتدمير كل نقطة في إسرائيل من منطقة غرب العراق".