نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا لمراسل الشؤون السياسية ألكس فورسايث، يقول فيه إن حزب المحافظين علق عضوية عدد من أعضائه بسبب الكراهية للإسلام أو "الإسلاموفوبيا".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "بي بي سي" قدمت 20 حالة للحزب، الذي قال إن أي شخص كشف عن مشاركته أو دعمه للمشاعر المعادية للمسلمين على "تويتر" أو "فيسبوك" تم تعليق عضويته حالا، إلا أن المسؤولين في الحزب لم يكشفوا عن العدد الحقيقي لمن علقت عضويتهم.
ويورد فورسايث نقلا عن متحدث باسم الحزب، قوله إنهم يقومون الآن "بوضع قوانين" للتحقيق في الموضوع، مشيرا إلى أنه تم حث الحزب على إجراء تحقيق مستقل في المزاعم التي تشير إلى انتشار الإسلاموفوبيا بين أعضائه، وبسبب عدد من الحالات التي تم تقديمها للحزب أو اهتم بها الإعلام.
ويقول الموقع إنه علم بالحالات الجديدة من مستخدم لـ"تويتر" لم يكشف عن هويته، وتم التأكد من كل حالة على حدة، قبل أن يقوم بتمريرها إلى الحزب.
ويفيد التقرير بأن الحوادث تراوحت من إعجاب الأشخاص بمنشورات "لايكات"، أو صور معادية للمسلمين، وتصريحات في حالة أو حالتين في منشورات منتظمة ضد المسلمين من أشخاص قالوا إنهم عناصر في حزب المحافظين.
ويلفت الكاتب إلى أن من بين المحتويات التي تمت المشاركة فيها على منصات التواصل الاجتماعي، علق عضو مجلس محلي محافظ على تغريدة منشورة في آذار/ مارس، تقول: "الإسلام والعبودية شريكان في الجريمة"، وعندما اتصلت به "بي بي سي"، فإنه قال إن الهيئة تقوم بتحريف ما كتبه، وبأنه لا يحكم على الناس بناء على عرقهم أو لونهم، وقال إن من بين 10 آلاف إلى 15 ألف منشور تم تفسير ثلاثة منها خارج السياق، ومحاولة من "بي بي سي" لـ"تلويث سمعة حزب المحافظين".
وينقل الموقع عن عضو مجلس مستقل، قوله إنه عمل في حملة بوريس جونسون ليصبح عمدة لندن عام 2012 في منشور "الإسلام هو دين الكراهية" و"كراهية المسلمين= حرية التعبير"، وعندما اتصلت به "بي بي سي"، فإنه قال إنه ملحد وينتقد الأديان كلها، بما فيها المسيحية، وعبر عن انزعاجه من تصوير المنتقدين للإسلام بالعنصرية.
وينوه التقرير إلى أن من بين المنشورات التي شاهدتها "بي بي سي" هناك "المسلمون الحثالة" و"لا أريد مسلمين في هذا البلد"، مشيرا إلى أن مصادر في الحزب قالت: ليس الحالات كلها التي تم تسليط الضوء عليها شارك فيها أعضاء في الحزب.
ويورد فورسايث نقلا عن المتحدث باسم الحزب، قوله إن أي شخص تم التأكد من عضويته في الحزب أوقف بانتظار التحقيقات، وأضاف أن الحزب لن يقف مكتوف الأيدي عندما يتعلق الأمر بالتحيز والتمييز العنصري، و"لهذا السبب نقوم بوضع قواعد للتحقيق، والتأكد أن أمرا كهذا لن يحدث، وتم عزل هذه الحالات، ووضع عملية صارمة للحد منها ومنعها من الحدوث".
ويذكر الموقع أن المجلس الإسلامي البريطاني يطالب منذ عام 2018 حزب المحافظين بإجراء تحقيق مستقل في كراهية الإسلام داخل صفوفه، وفي أيار/ مايو طلب من منظمة حقوق الإنسان "مفوضية المساواة وحقوق الإنسان" التحقيق، وقدم المجلس سلسلة من الشكاوى ضد أعضاء في الحزب، بينهم بوريس جونسون، الذي وصف النساء المسلمات المنقبات بالسارقات وصناديق البريد.
ويشير التقرير إلى أنه في أثناء المنافسة على رئاسة الحزب، تحدى ساجد جاويد، الذي كان وزيرا للداخلية، بقية المتنافسين بإجراء تحقيق خارجي في الإسلاموفوبيا، و"يبدو أن المعظم وافق"، لافتا إلى أن جونسون، زعم لاحقا أنه فهم من التحقيق في أشكال التمييز كلها، بما فيها معاداة السامية وليس فقط الإسلاموفوبيا.
وينقل الكاتب عن عضو الحزب والنائب السابق عنه في البرلمان الأوروبي ساجد كريم، قوله: "لا عودة للوراء" في التعهدات التي قدمت، وأضاف: "لقد عانيت من حوارات شملت محتويات إسلاموفوبيا ضدي مباشرة ومن أعضاء بارزين في الحزب، وفي الحقيقة هم نواب في البرلمان أحدهم الآن في منصب وزاري".
ويختم "بي بي سي" تقريره بالإشارة إلى قول كريم: "في نهاية المطاف، فإن هذا الأمر يتعلق بالقيم، لو سمحنا للإسلاموفوبيا أو أي شكل من التمييز للمضي دون فحص فما نقوم به هو تقويض قيمنا"، وكشف كريم عن اسم الوزير، وقال إنه سيعطيه للحزب لو أراد التحقيق.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
صندي تايمز: كاميرون يهاجم قادة البريكسيت ويتهمهم بالخيانة
واشنطن بوست: 4 خيارات أمام بوريس أحدها السجن
الغارديان: هل يقود تطهير جونسون لمعارضيه لانهيار المحافظين؟