تساءلت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها عن الخطوة التالية التي تنتظر بريطانيا بعد هزيمة حكومة بوريس جونسون أمام البرلمان في مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن الهزيمة أمام البرلمان تركت جونسون دون أغلبية برلمانية، وأضرت بخطته للخروج من الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أنه لم يبق أمامه إلا خيار الانتخابات، بصفتها أفضل ورقة بين يديه.
وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى مقولة لبطل العالم السابق في الملاكمة مايك تايسون، يقول فيها: "لدى كل شخص خطة حتى يتلقى ضربة على الفم".
وتقول الافتتاحية: "في يوم الثلاثاء، وفي اليوم الـ42 على توليه رئاسة الوزراء، تلقى بوريس جونسون ضربة موجعة على الوجه، ومهما كانت خطته عندما تولى منصب الحكومة في تموز/ يوليو، فمن المؤكد أنها لم تكن تتضمن خسارة بغالبية برلمانية بـ27 صوتا في أول امتحان تواجهه حكومته في مجلس العموم، ولم تكن تتضمن أيضا انشقاق واحد من نواب المقاعد الخلفية في حزبه، في وقت كان يلقي فيه كلمته من مكانه المخصص، وبالتالي خسر غالبيته البرلمانية".
وتلفت الصحيفة إلى أنه "في نهاية اليوم، وبعد سحب الانضباط عن 21 نائبا خالفوا سياسة الحزب وصوتوا لصالح استعادة البرلمان السيطرة على مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنه لم تعد لجونسون غالبية".
وترى الافتتاحية أن "محاولته السريعة للحديث عن انتخابات عامة بعد أول هزيمة له ستفشل، وسيتلقى ضربة أخرى؛ لأن البرلمان مصمم على حرمانه من انتخابات حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول مقترحه حول الطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيل الخروج بناء على المادة 50".
وتجد الصحيفة أنه "لهذا السبب خسر رئيس الوزراء أهم موضوع، وهو سيطرة الحكومة على الأحداث، فهو يواجه الآن وضعا أصبح فيه زعيم حكومة أقلية، وعاجزا عن منع البرلمان من تمزيق السياسة المركزية لحكومته، ومجبرا على عمل أمر تعهد بأنه لن يقوم به، وتاركا إياه تحت رحمة مجلس العموم فيما يتعلق بمسألة توقيت الانتخابات".
وتقول الافتتاحية إن "على جونسون لوم نفسه لأنه قرر تعليق البرلمان لمدة خمسة أسابيع بداية من الاثنين، في قرار غير صائب سياسيا، وإن كان سليما من الناحية الدستورية، وهذا دفع النواب إلى التحرك بسرعة لإصدار تشريعات ضد رئيس الوزراء وسياساته، واجتمع لهذه المهمة نواب من حزب المحافظين ومن المعارضة".
وترى الصحيفة أن "تهديد جونسون بطرد النواب المحافظين الذين صوتوا ضد الحكومة هو أيضا قرار غير صائب، وسيزيد من حشد المتمردين عليه، ويؤكد أن سياسته هي فعلا الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق".
وتقول الافتتاحية إن "السؤال هو كيف سيهرب جونسون من المأزق الذي وضع نفسه فيه، فقد أخبر البرلمان أنه يحترم الترتيبات الدستورية البريطانية، مظهرا استعداده الالتزام بالقانون، وفي الحقيقة فإنه ليس لديه خيار إلا اتباع القانون، فقيام الحكومة بتجاهل أو اتباع إجراءات غامضة أو تجاوز التشريع سيكون أمرا مثيرا للغضب ويترك ردودا سلبية".
وتنوه الصحيفة إلى أن "قرار رئيس الوزراء المتعجل الدفع بهذه الأزمة منح المعارضة الوقت الكافي لتحديه أمام المحكمة العليا، والخطر يتمثل في أن قبول جونسون بمطالب البرلمان يعني أنه سيتلقى ضربة أخرى على رأسه، فهو يأمل بقبول حزب العمال بانتخابات في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، في وقت لم يتم فيه بعد البت في أمر البريكسيت، لكن هناك إمكانية لأن يرفض جيرمي كوربين هذا الأمر".
وتؤكد الافتتاحية أن "رفض الانتخابات هو من مصلحة العمال، إلا بعد 31 تشرين الأول/ أكتوبر، ما سيجبر جونسون على إهانة سياسية أخرى، وهي الطلب من الاتحاد الأوروبي منح بريطانيا مهلة أخرى، وما يأمله جونسون هو رفض الاتحاد الأوروبي منحه المهلة، أو الموافقة على صفقة تتوافق مع مطالبه، ولا فرصة أمامه الآن في أي منهما".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "من المحتمل مواجهة انتخابات يخضع فيها جونسون لضغوط سياسية كبرى، ويواجه معارضة تعززت قوتها الآن بمجموعة من المحافظين المستقلين الذين يحضرون لتوجيه الضربة القاضية له".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: أي علاقة تربط محمد بن سلمان بمالك صحف روسي؟
الغارديان: جونسون يريد انتخابات للبقاء في منصبه
صحيفة تنشر وثائق وتحذر: بريطانيا ستواجه كارثة بهذه الحالة