لوحت إيران مجددا الثلاثاء بإنتاج اليورانيوم المخصب "بدرجة نقاء 20 في المئة في غضون يومين"، وذلك في وقت تواصل فيه طهران مفاوضات مع فرنسا بشأن ملفها النووي.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قوله: "إذا ما قررت إيران فيمكنها الحصول على الوقود المخصب بدرجة نقاء 20 بالمئة في غضون يوم أو اثنين".
ويعتبر تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المئة مرحلة وسيطة مهمة على طريق الحصول على يورانيوم انشطاري بنسبة نقاء 90 في المئة وهي ما يلزم لصنع قنبلة.
لا مفاوضات مع واشنطن
يأتي ذلك فيما رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني إجراء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة، وحذّر من أن بلاده ستخفّض كما كان مقررا، التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ما لم يحصل اختراق في المباحثات مع الأوروبيين في غضون يومين.
وفي كلمة أمام البرلمان قال روحاني: "إذا لم تتوصل هذه المفاوضات إلى أي نتيجة بحلول الخميس، سنعلن عن المرحلة الثالثة لتخفيف التزاماتنا"، إلا أنه أكد أن "هذه التدابير يمكن الرجوع عنها وأن المفاوضات يمكن أن تتواصل بعد المرحلة الثالثة".
وأشار إلى أن ذلك "سيحصل كما كان مقررا في الأيام القادمة إلا إذا اتخذت الأطراف الأخرى تدبيرا مهما"، مذكراً بأن إيران تريد التمكن من بيع نفطها إلى الخارج.
خطوط ائتمان لإيران
وتحاول طهران وثلاث دول أوروبية - فرنسا وألمانيا وبريطانيا - إنقاذ الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 والمخصص لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة عام 2018 منه وإعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية على إيران.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر غربية وإيرانية إن باريس تقترح تقديم خطوط ائتمان بحوالي 15 مليار دولار لإيران حتى نهاية العام مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي المبرم في 2015، وهو عرض متوقف على عدم معارضة واشنطن له.
ووصل وفد إيراني إلى باريس الاثنين لبلورة تفاصيل خطوط الائتمان التي ستعطي لإيران متنفسا من آثار العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل وحدت من صادراتها النفطية.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة رويترز إن "السؤال الآن هو معرفة ما إذا كنا سنصل إلى مستوى 15 مليار دولار هذا، وثانيا من سيموله، وثالثا نحتاج على الأقل إلى الحصول على موافقة ضمنية من الولايات المتحدة. لا نزال لا نعلم ما هو موقف الولايات المتحدة".
وقال مصدر إيراني مطلع على المفاوضات: "عرضت فرنسا خط الائتمان البالغة قيمته 15 مليار دولار، لكننا لا نزال نناقشه. ينبغي ضمان حصولنا على هذا المبلغ دون قيود ويجب أن تكون إيران قادرة أيضا على بيع نفطها والحصول على الأموال العائدة منه".
وقال المسؤول الإيراني: "يسعى الرئيس الفرنسي جاهدا لحل الأزمة والمساعدة في إنقاذ الاتفاق... وقد تغلبنا على بعض المشكلات وتضاءلت الفجوات لكن لا تزال هناك بعض المسائل العالقة".
فيما قال مسؤول إيراني آخر للوكالة: "بالرغم من حسن نوايا الاتحاد الأوروبي وبخاصة فرنسا، يجب عليهم إقناع الولايات المتحدة على التعاون معهم... إن لم يكن ذلك، فإن إيران جادة للغاية في تخفيض التزاماتها النووية. فلا منطق في احترام الاتفاق (المبرم في 2015) إذا لم يعد علينا بأي فوائد".
"هناك الكثير"
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه "لا يزال هناك الكثير مما يتعين تسويته" في المفاوضات بين الدول الأوروبية وإيران لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران.
وقال لودريان أمام جمعية الصحافة الدبلوماسية
"ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، لا يزال الأمر هشًا للغاية"،
لكننا "نتحاور...بثقة نسبية"، غداة اجتماع بين خبراء فرنسيين وإيرانيين
في باريس.
وأكد لودريان أنه في أواخر آب/أغسطس خلال قمة
مجموعة السبع، "شعر الرئيس ماكرون أن الرئيس ترامب على استعداد للتخفيف من إستراتيجية
الضغوط القصوى وإيجاد مسار يسمح بالتوصل لاتفاق".
وقال لودريان إنه سيتم منح خط قروض "يضمنه
النفط مقابل عودة إيران للالتزام بالاتفاق النووي، وضمان الأمن في الخليج وفتح
مفاوضات حول الأمن الإقليمي ومرحلة ما بعد 2025".
ميركل تتحدث عن "خطوة كبرى" في المحادثات مع طهران
ترامب: لا نريد تغيير النظام في إيران ونرغب بجعلها ثرية
إنتاج إيران من النفط في أدنى مستوى منذ الثمانينيات