نشر موقع "آف بي.ري" الروسي تقريرا
تحدث فيه عن الاعتقاد الراسخ في ذهن الجميع بأن حواس الإنسان لا تتجاوز الخمس
حواس، ولكن وفقا لتعريفات مختلفة يمكن أن يتجاوز عددها العشرين.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن تحديد أهمية وحقيقة وجود هذه الحواس صعب للغاية، ذلك أنها
مزيج بين العلم والفلسفة.
وذكر أن المشاعر المختلفة تختلط لتولد شعورا
واحدا فقط. فعلى سبيل المثال، عندما يأكل الإنسان، لا تعمل فقط حاسة التذوق، بل
ينشط ذلك كلا من حاسة البصر والشم واللمس أيضا. كما أن حاسة التذوق هي المسؤولة عن
التمييز بين الطعم المالح والحلو والمر، وتتأثر بشكل كبير بحاسة الشم، لدرجة أن
الطعام قد يتغير مذاقه بمجرد تغير رائحته.
وأورد الموقع أن حاسة إدراك التوازن مرتبطة
بالجهاز الدهليزي الموجود في الأذن الداخلية، وهو يساهم في الحفاظ على التوازن
أثناء الحركة ويسمح بتنسيق الحركات من أجل الاستمرار في الوقوف. وتماما مثل
التوازن، لدى المرء حس حركي يساعده على تنسيق الحركات ويسمح له بالسير والجري دون
الخوف من السقوط.
وأكد أن حاسة استقبال الحس العميق في جميع
الأوقات والأماكن تمكن من معرفة الوضع النسبي للأجزاء المجاورة للجسم والجهد
المبذول في الحركة، وذلك بفضل المغزل العصبي العضلي الذي يتيح لنا معرفة طول
العضلات ودرجة مرونتها، إلى جانب موضعها والعديد من الأمور الأخرى.
وبيّن الموقع أن الإحساس الحراري هو الشعور
الذي يدرك من خلاله الكائن الحي الفرق بين البرد والحر. أما حس الألم فهو الشعور
المسؤول عن تسجيل الحركات التي تسبب الألم. وقد تمكن بعض الأشخاص من تطوير إحساس
تحديد الموقع بالصدى، على نحو مماثل للحاسة التي تستخدمها الدلافين، ولكنها بشكل
أقل تعقيدًا من ذلك. وعموما، تتيح هذه الحاسة للإنسان معرفة مكان تواجد الكائنات
من حوله، وينبغي القول إن إتقان هذه الحاسة يتطلب التدريب من أجل تجنب بعض الحوادث.
إقرأ أيضا: هكذا ساعدت امرأة في تطوير اختبار لكشف مرض "باركنسون"
وأشار إلى أن هناك العديد من الحواس الأخرى
التي لا تفي بمعايير الحواس الخمس، مثل الشعور بالجوع والعطش والألم في المعدة
والأعضاء الأخرى والصداع أو الرغبة في الذهاب إلى الحمام. في المقابل، لدى كل هذه
الحواس مستقبلات خاصة بها، تعطي للشخص إشارة حول حدوث خلل في الجسم. وقد توصل
علماء من جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس إلى وجود حاسة الاستيقاظ، المسؤول عنها
التلفيف الأمامي المركزي للدماغ. تساعد هذه الحاسة على الاستيقاظ في المواقف
الغريبة أو المجهدة واتخاذ قرارات سريعة.
وأورد الموقع أن البعض يصنفون الحواس إلى ثلاث
حواس فقط: الحواس الميكانيكية المتعلقة بالسمع واللمس والبصر، والحواس الكيميائية
المتعلقة بالتذوق والرائحة والتي يعتمد أداؤها على المنبهات الكيميائية التي
يتلقاها الجسم، ومستقبلات الضوء المسؤولة عن تلقي جميع المحفزات من خلال خلايا
مستقبلة للضوء.
وفي الختام، نوه الموقع بأن الأحاسيس التي
يختبرها الإنسان يوميا خير دليل على عدم اقتصار عدد الحواس على خمس فقط ووجود حواس
أخرى، على الرغم من عدم إجماع العلماء إلى الآن على ذلك.