قالت دراسة إسرائيلية حديثة، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى لحل ضائقته الاقتصادية في مصر من خلال محاكاة النموذج الصيني، حيث بات هذا النموذج يتردد صداه في الآونة الأخيرة داخل الأوساط السياسية والاقتصادية المصرية كمثال يحتذى".
وأضافت
الدراسة التي أعدها الباحثان الإسرائيليان أوفير فينتر ودورون إيلاه، من معهد
دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أن "نظام السيسي في السنوات الأخيرة يحاول النهوض بالواقع الاقتصادي الصعب في
مصر، وفي حين يلقي نظرة نحو النمور الآسيوية والهند وماليزيا، وأحيانا إسرائيل، فإن
النموذج الصيني هو الأكثر تقليدا ورواجا لدى محافل الحكم في القاهرة".
وأشارت إلى أن "السيسي التقى مع الرئيس الصيني شاي جين-بينغ في نيسان/ أبريل الماضي، وطلب منه
التعرف على أهم دروس التجربة الصينية، في حين اشتملت الصحف الرسمية المصرية على عشرات
المقالات التي تشيد بهذه التجربة، وعلى رأسها الأداء الاقتصادي، لاسيما في قطاعات
التطوير والتنمية، ومواجهة تحديات النمو السكاني والفقر والتعليم والاستثمار في
التطوير التكنولوجي".
وأوضحت
الدراسة أن "النموذج الصيني يشبه نظام السيسي في مجالات كثيرة، لأنه يخدمه من
عدة زوايا عديدة، فالسيسي يسعى للحصول على شرعية لتثبيت أركان نظامه من خلال التطوير
والتنمية والبناء، والأهم في القفز عن مبادئ الديمقراطية والحرية، فالنظام المصري
يسعى لتوفير التأييد الشعبي له بناء على إنجازاته الأمنية والاقتصادية، أهم من النموذج
الغربي الذي يثبت المفاهيم الديمقراطية الليبرالية".
وأضافت
أن "ما يجعل السيسي يفضل النموذج الصيني، أن الصين فيها حزب سياسي واحد، وهناك
قيود كبيرة على حرية التعبير، والرئيس الصيني وضع لنفسه فترة ولاية رئاسية غير
محدودة بزمن معين، وهو ما يعني أن التطوير الاقتصادي الذي يسعى إليه السيسي ليس
مرهونا بالانفتاح السياسي".
وأشارت إلى أن "الأوساط السياسية المصرية القريبة من السيسي، تستذكر كيف نجح النظام
الصيني في مواجهة ما عرف آنذاك بـ"الربيع الصيني"، من خلال قمع مظاهرات
ميدان تيان نان مين في 1989".
وأكدت
أن "فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية في آذار/ مارس 2018، والاستفتاء الشعبي على
الإصلاحات الدستورية في نيسان/ أبريل 2019، يمثل نموذجا للمنظومة العربية الحاكمة بعد حقبة
الربيع العربي، وقد رأى المتظاهرون العرب في السودان والجزائر، ممن طالبوا بإقصاء
الحكام الطغاة، ما حصل في مصر، وأبدوا خشية كبيرة جراء تكرار نموذج السيسي في
بلدانهم".
وختمت
بالقول إن "النظام المصري راقب بقلق الاحتجاجات الجزائرية والسودانية، خشية أن تؤثر سلبا على استقراره، لأنها أبدت معارضة لنموذجه القائم، وكل ذلك يفسر أسباب
سعي السيسي لتقليد النموذج الصيني في فرض الأمن والاستقرار، ومواجهة الجماعات الإسلامية،
والخشية من الدخول إلى حالة الفوضى الأمنية".
هآرتس: الصين الأولوية الأكبر لدى أمريكا.. ماذا عن إيران؟
السيسي يسعى لمنح نتنياهو هدوءا حتى إجراء الانتخابات
مخاوف إسرائيلية من المواجهة مع إدارة ترامب بسبب الصين