فورين بوليسي: لماذا تهرب الأميرات العربيات من أوطانهن؟

تحدثت هيئة تحرير مجلة "فورين بوليسي" عن سبب هروب الأميرات العربيات من أوطانهن، من الأميرة هيا إلى الشيخة لطيفة، متسائلة عن سبب رغبة الثريات الخليجيات في الخروج من بلادهن.

وتشير المجلة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المقال الذي كتبته علا سالم بهذا العنوان كان أكثر المقالات قراءة على صفحتها، لافتة إلى أن الأميرة هيا الحسين، زوجة حاكم دبي وأخت الملك الأردني عبد الله الثاني، تقدمت بطلب إلى محكمة في لندن لحمايتها من الزواج القسري، وطلبت الأميرة هيا، التي فرت إلى لندن قبل أشهر أيضا، من المحكمة منحها حق حضانة ولديها. 

وتلفت هيئة التحرير إلى أن الأميرة هي جزء من موجة هروب النساء الثريات العربيات من قصورهن وبيوتهن الكبيرة، مشيرة إلى أن ما سيحدث لها سيمثل سابقة حول الطريقة التي سيتعامل فيها الغرب مع بقية الهاربات. 

وتقول المجلة إنه في الوقت الذي تكشفت فيه القصة قامت هيئة التحرير بجمع أفضل ما كتب عنها والنساء الهاربات مثلها، مشيرة إلى أن علا سالم كتبت أن حالة الأميرة هيا مثيرة للدهشة "لأنها كانت دائما الوجه البارز والمعروف من بين زوجات حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم الست، وبالتأكيد فقد ظهرت إلى جانب زوجها في المناسبات الدولية والإقليمية وهما يستقبلان الشخصيات المهمة أو يلقيان خطابات، وهو أمر غير عادي لزوجة حاكم في الخليج العربي". 

وتنقل هيئة التحرير عن الصحافية المصرية البريطانية علا سالم، قولها إن هذا راجع لشهرتها، ورد زوجها على هروبها بتحرك علني عندما قام أحد أصدقائه بوضع قصيدة كتبها الشيخ على وسائل التواصل الاجتماعي، متهما زوجته بالخيانة، وتقول سالم إن العاصفة الإعلامية تكشف عن التناقض بين صورة دبي بصفتها مكانا جذابا للتجارة الدولية وواقعها، حيث تعيش المرأة تحت رحمة الرجل وتتعرض للتمييز في النظام الثقافي والقانوني. 

وتنوه المجلة إلى أن الأميرة هيا لم تكن وحدها التي أثارت اهتمام الإعلام، فالشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي تركت شريط فيديو عرضت فيه وضعها البائس قبل ركوبها سفينة فرنسية، وتم اعتقالها وأعيدت إلى دبي.

وتشير هيئة التحرير إلى أنه بالنسبة لسالم فإن حالات النساء الهاربات لا تثير الدهشة "فمعظم النساء في العالم العربي يعانين من التمييز الاجتماعي، وتقوم العائلات التقليدية بفرض قيود على المرأة، وبحسب المكان الذي تأتي منه فقد تواجه النساء قيودا على الأشخاص الذين يمكنهن الزواج منهم، وعلى مساحة الحرية المتاحة لهن، وإن كان باستطاعتهن استخدام منابر التواصل الاجتماعي، وإن كن قادرات على السفر أو العمل أو الدراسة، ومتى يتزوجن، ومن يرى وجوههن.. لكن النساء صاحبات الحظوة في العالم العربي هن من يعانين الأسوأ، وهذا يصدق على من يكن جزءا من العائلات الحاكمة أو النخب السياسية والعسكرية". 

وتورد المجلة نقلا عن الناشطة والباحثة السعودية هالة الدوسري، قولها إنه بالنسبة لهؤلاء النساء فإن الحياة "لا تطاق، ولديهن الوسائل للعيش بطريقة مختلفة، والتعامل مع النساء من الثقافات المختلفة"، ما يعطي صورة، كما تقول سالم، عن "النفاق المستشري، فالكثير من النساء يحاولن تقديم أنفسهن بالليبراليات المنفتحات، مثل الشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي الذي يعد من أكثر حكام الخليج انفتاحا، لكن معاملته لبناته تكذب صورته الدولية؛ وذلك لأن دور الشيخ محمد في بلده يعتمد على رؤية رعاياه لالتزامه بالقيم التقليدية". 

وتفيد هيئة التحرير بأن هذا الضغط لا يقتصر على العائلات الحاكمة فقط، ففي أيار/ مايو تحدثت الصحافية لورا كاسينوف مع وفاء ومها السبيعي حول هروبهما من السعودية، و"استطاعتا الحصول على جوازي سفر في الرياض دون علم العائلة، واشترتا تذكرتي سفر للطيران من العاصمة السعودية إلى إسطنبول، وفي 1 نيسان/ أبريل كسرتا شريحة الهاتف لتجنب المراقبة"، وكان الهدف هو الوصول إلى جورجيا لأن المواطن السعودي لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إليها.  

وتقول المجلة إن من الصعب معرفة عدد الهاربات مثلهما، لكن كاسينوف تقول إن العدد تضاعف في الفترة 2012- 2017 إلى 800 حالة حول العالم، مشيرة إلى أن هروبهن يثير أسئلة في الدول التي يصلن إليها، وإن كان العنف المنزلي يعد أساسا لمنح اللجوء إليهن، وتقوم إدارة ترامب بمراجعة الموضوع، "خاصة أنها تحاول الحد من تدفق المهاجرين القادمين من وسط أمريكا، ومنذ عام 2014 عندما فرت امرأة من غواتيمالا نتيجة العنف المنزلي من زوجها ومنحت اللجوء، أصبح العنف المنزلي معيارا لقبول طلب اللجوء في أمريكا".  

وتختم "فورين بوليسي" مقالها بالإشارة إلى أن سبب حدوث الأمر الآن هو أنه بعد الإصلاحات التي بدأت في السعودية، من السماح للمرأة بقيادة السيارة، والاختلاط في الأماكن العامة، والسفر دون إذن الولي، فقد شنت الحكومة، كما تقول الصحافية إليزابيث ديكنسون، حملة قمع ضد القوى المحافظة، ما أدى إلى ردة فعل، فـ"التغير يحدث من فوق، وقدم على أنه هدية للشعب، ولأن التغيير لا تدفعه قوى من القاع، فإن عبء إقناع المجتمع وقع على المرأة نفسها"، وهو أمر كان صعبا.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)