أثار قيام قوات تابعة لحكومة الوفاق الليبية باعتقال قادة في تنظيم القاعدة بعد رصدهم، تساؤلات عن جدية مكافحة الإرهاب هناك ومن يقوم به، وسط تكهنات أن تكذب هذه الخطوة ما سوق له اللواء الليبي، خليفة حفتر بأن قوات الحكومة فيها "إرهابيون".
وأعلنت الغرفة الأمنية المشتركة بمصراتة (تابعة للحكومة) القبض على 3 قادة ينتمون لتنظيم "القاعدة" سبق أن صدرت في حقهم مُذكرات توقيف من مكتب النائب العام، اثنان يحملان الجنسية الليبية وثالث جزائري يدعى "الشاوي".
"إرهاب العاصمة"
وذكر بيان للغرفة أن "عملية القبض على "الإرهابيين" الثلاثة تمت بعد مُداهمة قام بها عناصرها فجرا في ضواحي العاصمة "طرابلس"، مُشيرة إلى أن الخلية الإرهابية مُتورطة بعدد من العمليات التي وقعت داخل العاصمة، دون تحديد نوع هذه العمليات"، وفق البيان.
وطرح الأمر عدة تساؤلات من قبيل: هل تكذب هذه الخطوة رواية "حفتر" وترويجه بوجود "إرهابيين" في قوات "الوفاق" وفي العاصمة؟.. وكيف سيرى المجتمع الدولي هذه الحملة على الأفكار المتشددة مثل القاعدة؟
"وهم حفتر المكشوف"
من جهته، قال المحلل السياسي الليبي والمستشار السابق لـ"حفتر"، محمد بويصير إن "حفتر ما زال يعيش الوهم الذى صنعه ويريد أن يصدقه أتباعه الذين رأوا الوهم بأنفسهم لذلك فهو يخرج من وقت لآخر في محاولة لإزالة شكوكهم، لكنها مهمة شبه مستحيلة"، وفق تعبيره.
وكشف في تصريحات لـ"عربي21" أن "وفدا أمنيا أمريكيا زار ليبيا خلال شهر يونيو الماضي ووصل إلى خطوط القتال وتحدثوا بالفعل إلى مقاتل أعرفه شخصيا، وتأكدوا بأنفسهم أنه لا يوجد "إرهابيون" في قوات الحكومة كما يروج حفتر وداعموه".
اقرا أيضا : موقع أمريكي: إسرائيل داعم رئيس لقوات خليفة حفتر
وتابع: "الجميع في الغرب يعرف أن الإرهاب توصيف كاذب من قبل حفتر لأعدائه الذين يعيقون استيلاءه على السلطة، ولكن هناك مثلا فرنسا التي تدعم مشروعه، لكن واشنطن أرسلت جواسيسها وعرفت الحقيقة من الميدان"، كما صرح.
"مليشيات إرهابية"
لكن عضو البرلمان الليبي والمؤيد لـ"حفتر"، جبريل أوحيدة قال إن "الكثير من الإرهابيين في الغرب الليبي إما منخرطون مع المليشيات التي يحاربها الجيش (قوات حفتر) في ضواحي العاصمة أو أنهم خلايا نائمة يجدون المأوى في المدن الخارجة عن قبضة الجيش"، وفق زعمه.
وتساءل في تصريحه لـ"عربي21": "إلى أين ذهب بقايا ما يسمى بالدولة الإسلامية في مدينة سرت ودرنة وصبراته وبنغازي ومن كان يدعمهم مباشرة أو يدعم المليشيات التي يقاتلون إلى جانبها، أليسوا هم من يتبنى هذه المليشيات الآن؟"، يقصد "الحكومة".
وأضاف: "من هذه الميلشيات ذات التطرف بقايا سرايا بنغازي وإجدابيا ومليشيات الجضران والدروع وعصابات الحرابة في الجنوب الليبي"، كما قال.
"شماعة وقوة ناعمة"
لكن الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار أشار إلى أن "المجتمع الدولي يعلم جيدا أن الإرهاب ماهو إلا شماعة، كما أن بعثة الأمم المتحدة لم تتهم ثوار المنطقة الغربية بالإرهاب في أي من تقاريرها، وأن المجتمع الليبي وسطي ولا يقبل المتطرفين".
واستدرك: "لكن الغطاء السياسي المقدم من فرنسا لحفتر، وكذلك القوة الناعمة من المال السياسي "القذر" الذي تقوده الإمارات والإعلام الموجه ما زال يصر على تداول هذه التهمة، كما أن نفوذ هؤلاء في المنظمات الدولية عرقل كل قرارات الإدانة"، وفق قوله لـ"عربي21".
هذه خريطة المدن التي شهدت هزائم حفتر على أسوار طرابلس
هكذا تحول حلم حفتر بطرابلس إلى كابوس.. 6 هزائم قاسية
هل يقود إعلان حفتر استهداف مصالح تركية إلى مواجهة مباشرة؟