في سابقة هي الأولى من نوعها بالجزائر، انتخب، أمس الأربعاء، رئيس جديد للمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري) من حزب معارض ذي توجه إسلامي، خلفا لمعاذ بوشارب، بعد تزكية أغلب نواب البرلمان.
ويعد سليمان شنين، المنتمي إلى حركة البناء الوطني، أول رئيس للمجلس الشعبي ذي توجه إسلامي معارض، بعد عقود طويلة من استحواذ حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم سابقا، وحليفه التجمع الوطني الديمقراطي لهذا المنصب الهام.
وبحسب صحيفة "البلاد" الجزائرية، فإنه عرف عن سليمان شنين أنه كان من منتقدي ومعارضي سياسة الحكومات السابقة، وكذا الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكانت لديه مداخلات قوية ضد مشاريع القوانين التي تصل إلى البرلمان، وكذا خلال مناقشة مخططات عمل الحكومات السابقة، خاصة حكومة الوزير الأول السابق أحمد أويحيى.
وكان شنين من المشاركين في الحراك الشعبي منذ أول مسيرة يوم 22 شباط/ فبراير الماضي.
وفور انتخابه، قال شنين، إن "هذه جلسة تاريخية في حياة بلادنا لعدة اعتبارات، جاءت في ظرف حساس من تاريخ البلاد".
وأضاف: "يجب أن نعطي للشعب الثقة الكاملة في مؤسسات الدولة، ونعبر عن دعمنا لهذا الحراك الشعبي السلمي، كما أنه لا يفوتنا أن ندعم موقف الجيش الوطني الشعبي وقيادته ونعتز بهما، وخاصة تصريحات قائد الأركان (قايد صالح) المتكررة في مكافحة الفساد وبناء دولة ديمقراطية".
حلم مستحيل تحقق
يمثل انتخاب شنين على رأس البرلمان سابقة. ونقلت "البلاد" عن المحلل السياسي، زوهير بوعمامة، قوله إن "وصول سليمان شنين إلى موقع رئاسة الغرفة السفلى في البرلمان كان أشبه بالحلم المستحيل قبل حراك الشعب".
وأضاف: "مهما كان ما حدث، فإن مجرد ترؤس شخصية نظيفة غير محسوبة على السلطة للمجلس الشعبي الوطني لفترة ستكون قصيرة لا شك لأن الحل مآله المحتم بعد الرئاسيات وفشل الأسماء المنبوذة في المرور بالأساليب القديمة وهو خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح، ومؤشر إضافي على طريقة تفكير أسياد اللحظة وتصورهم لما هو قادم إلى أن يثبت العكس".
وكان حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) تنازل عن تقديم مرشح له وزكى سليمان شنين المنتمي لحزب معارض "من أجل مصلحة الجزائر واستمرار مؤسساتها"، وإسهاما منه "في تقديم المصلحة العليا على المصلحة الحزبية".
ودعا الحزب، في بيان اطلعت عليه "عربي21" رئيس المجلس المنتخب إلى "عدم التعامل وتحت أي ظرف مع المتمردين عن كتلة جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني".
يذكر أن انتخاب سليمان شنين، وهو رئيس الكتلة النيابية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، جاء خلفا لمعاذ بوشارب، المنتمي سياسيا لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي استقال قبل أسبوع بعد سحب حزبه الثقة منه.
استقالة رئيس البرلمان الجزائري بعد ضغط من 6 كتل نيابية