الغارديان: هكذا يفاقم النفاق الدولي الأزمة الليبية

قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها إن تبني أمير حرب، ومنع المهاجرين من الهروب من النزاع، لا يساعدان على استقرار منطقة شمال أفريقيا. 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "كارثتين مزدوجتين، واحدة تلو الأخرى، أعادت أخيرا الانتباه إلى المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، من خلال المرور عبر ليبيا، ونعلم أن هؤلاء تعرضوا للانتهاك والاغتصاب والتعذيب وتم الاتجار بهم، لكنهم يعيشون نتيجة الحملة التي يقوم بها أمير الحرب خليفة حفتر ضد العاصمة طرابلس، في محور الحرب، ومن ينجو منهم سيتم ترحيله إلى بلده الأصلي". 

وتشير الصحيفة إلى أن "الأمم المتحدة قالت إن 55 مهاجرا، بينهم ستة أطفال، كانوا من بين القتلى في مركز تاجوراء الذي تم ضربه يوم الثلاثاء، وهناك من أصيب برصاص حراس المركز وهم يحاولون الهروب من الهجوم الجوي، وحذرت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أن الهجوم ربما وصل إلى جريمة حرب". 

وتلفت الافتتاحية إلى أن "مركز الاحتجاز يقع قرب مخزن أسلحة، وطالما حذرت الأمم المتحدة من المخاطر على المحتجزين، وقامت بإبلاغ الأطراف المتصارعة بطبيعة هذه المخاطر، لكن الأطراف تعودت على تجاهل التحذيرات، وقبل عدة أسابيع توقعت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحول البحر الأبيض المتوسط إلى (بحر من الدم)، بعدما تم تجريم سفن البحث والإنقاذ للمهاجرين". 

وتفيد الصحيفة بأنه "لم يبق من 10 سفن إنقاذ عاملة في البحر المتوسط سوى سفينة واحدة، والنتائج واضحة: الغرق، كما هو حال القارب قرب الشواطئ التونسية يوم الأربعاء، وكان على متنه 80 شخصا يعتقد أنهم في عداد الموتى، ولو اعترضهم خفر السواحل الليبيون كما هو متفق مع الاتحاد الاوروبي لتمت إعادتهم إلى مواقع مثل تاجوراء، وفي الشهر الماضي تم احتجاز 1400 نقلوا إلى مراكز احتجاز كهذه". 

وتنوه الافتتاحية إلى أنه "تم تحميل قوات حفتر مسؤولية الهجوم على مركز اعتقال تاجوراء، رغم تحميله الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، حكومة الوفاق الوطني، المسؤولية، ومنذ بداية الهجوم على العاصمة قتل حوالي ألف شخص". 

وترى الصحيفة أن "داعمي حفتر الدوليين يتحملون المسؤولية، ورغم دعم الولايات المتحدة وفرنسا حكومة الوفاق الوطني، إلا أنهما لم تخفيا دعمهما لحفتر مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر وروسيا، وقامت الولايات المتحدة بمنع قرار في مجلس الأمن يشجب الهجوم الأخير". 

وتقول الافتتاحية: "يجب أن يكون واضحا الآن أن (الحل) العسكري الحاسم الذي من المفترض أن يقدمه حفتر للتخلص من الفوضى، التي غمرت ليبيا منذ سقوط معمر القذافي، كان فاشلا حتى بشروطه الخاصة، ويؤكد أنه سيواصل الحملة، ومع ذلك حذر دبلوماسي أوروبي من (فراغ واسع) في الاتحاد الأوروبي في الملف الليبي، فحتى الذين يعارضون حفتر لا يثقون كثيرا بحكومة الوفاق الوطني".  

وتذكر الصحيفة أن "حكومة الوفاق تقول إنها تفكر في إغلاق مراكز الاعتقال كلها، والإفراج عن المهاجرين كلهم حماية لهم، لكن لا يمكنهم البقاء آمنين في ليبيا، فهم بحاجة لممر آمن إلى أوروبا، ومن يصل منهم إلى البحر المتوسط معتمدا على وسائله هم بحاجة إلى مساعدة، وهذا يعني ضرورة دعم نشاطات البحث والتفتيش، وتوفير مناطق رسو آمنة للقوارب، وإنهاء سياسة الترحيل مرة أخرى إلى ليبيا". 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "التعبير عن القلق بشأن المهاجرين يظل نفاقا في وقت تواصل فيه الدول دعم أمير حرب، وتزود السلاح في نزاع يعمل على منع المهاجرين الذين يريدون الهروب". 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)