هاجم اللواء الليبي خليفة
حفتر المبادرة التي تقدم
بها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، واصفا الأخير بالرجل "المرتبك"، مؤكدا
أنه مستمر في حربه على العاصمة، ما طرح تساؤلات حول ما يريده الجنرال الليبي تحديدا،
وهل أعلن تحديه للجميع بما فيه المجتمع الدولي الذي رحبت بعض دوله بمبادرة السراج.
ووصف حفتر "
مبادرة السراج" التي طرحها مؤخرا،
بأنها "ليست ذات قيمة؛ كونها تفتقد للجدية، وأنها خالية من بنود معالجة أسباب الأزمة"،
مضيفا أن "السراج رجل مرتبك، وقراره ليس في يده"، حسب كلامه.
"حرب
مستمرة"
وبخصوص معركة "طرابلس"، أكد حفتر أن
"عمليته العسكرية لن تتوقف قبل تحقيق كافة أهدافها، وأن
ليبيا ستدخل في مرحلة
انتقالية واضحة ومنضبطة، بعد تحرير العاصمة من الإرهابيين، ومن جماعات الإسلام السياسي، وممن ينفذون أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي"، وفق زعمه.
وأضاف أن "البلاد ستدخل في مرحلة انتقالية واضحة
ومنضبطة من حيث المدة والصلاحيات، يتمّ خلالها حلّ كافة المليشيات، ونزع سلاحها، ومنح
الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحلّ كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات،
وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها التجهيز للانتخابات".
واعتبر مراقبون للوضع أن ما طرحه حفتر هو مبادرة أمنية
يحاول فيها التصدي لمبادرة السراج، وتفريغها من مضمونها، وسط تساؤلات عن تداعيات هذه
التصريحات والخطوات من قبل حفتر على المشهد الليبي سياسيا وعسكريا؟
"أوراق
تفاوض"
ورأى رئيس منظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها
واشنطن، عماد الدين المنتصر، أن "مبادرة حفتر كمبادرة السراج، فكلتاهما جاءت استجابة
لمطالبة المبعوث الأممي، غسان سلامة، للطرفين بتقديم مبادرة سياسية تتضمن سقفا أعلى
يكون محور المفاوضات".
وأشار إلى أن "سقف مبادرة السراج هو إبعاد مجرمي
الحرب، ورد عليه حفتر بسقف حل حكومة الوفاق، وكل هذه الشروط إنما تهدف لبدء التفاوض
وليس لرفضه، وكل طرف منهم يغازل مؤيديه ويكسب تعاطفهم، وهذا معروف في فن التفاوض والمناورات
السياسية".
وتابع لـ"
عربي21": "ستكون مهمة سلامة
التقريب بين وجهات النظر بين الطرفين، والتوصل لاتفاق لا يستبعد حفتر، ولا يحل حكومة
الوفاق، بل تشكيل حكومة موحدة تشمل الطرفين"، وفق تقديراته.
"إلغاء
الحوار والانتخابات"
وقالت الناشطة الليبية في المجتمع المدني، هدى الكوافي، إن "السبب الرئيسي لرفض المبادرة من قبل حفتر هو محاولته إلغاء الانتخابات، وثقته في الأطراف التي تقدم له المعونة لاستمرار
هجومه على طرابلس لتنفيذ خطته والوصول إلى ما يريد".
وأضافت لـ"
عربي21": "للأسف لن يتراجع
حفتر عن مشروعه، إلا إذا تحصل على مؤشر بقائه في المشهد السياسي كعنصر فاعل من وجهة
نظره، ورغم كل ذلك لا يمكن توقع غلق باب الحلول السياسية، فكل شيء وارد في عالم التفاوض
والسياسة".
وقال الإعلامي الليبي، نبيل السوكني، إن "رفض حفتر
لمبادرة رئيس الوفاق تأتي في إطار أن الأول (حفتر) لم يكن يوما رجل سلام، وأن مشروعه
واضح، وهو الحكم المطلق للبلاد، وإغلاق باب الحوار"، مضيفا لـ"
عربي21":
"سبق أن تحدى حفتر العالم بقصف العاصمة في ظل تواجد الأمين العام للأمم المتحدة
فيها، ولن يوقف الحرب".
"مبادرة أمنية"
من جهته، قال عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، إن
"حل الأزمة الليبية هو حل أمني قبل أن يكون سياسيا، وهذا ما طالبنا به مرارا، وبخصوص
السراج ومبادرته، فهو لم يثبت يوما أنه متحرر من هيمنة المليشيات والتيارات التي تدعمها
منذ ارتمائه في أحضانها لتسيطر على العاصمة، وما تمارسه من فرض أمر واقع".
وأوضح في تصريحه لـ"
عربي21" أن "هذه
التيارات ومعها السراج وحكومته حاولوا القضاء على مؤسسة "الجيش"؛ لذا فشلت
كل محاولات التفاهم مع هذه التيارات الجهوية والمؤدلجة، التي أصبح السراج واجهتها السياسية،
وهذه القناعة وصل إليها حفتر وتيار واسع من الليبيين، فلا حل إلا بإزاحة هذه المليشيات
من المشهد، وذلك لن يتأتى إلا بالقوة، كما حدث في شرق البلاد وجنوبها".
اقرأ أيضا: حفتر يرد على مبادرة السراج ويتحدث عن معركة طرابلس