نشر الإعلام التابع للواء الليبي المنشق، خليفة حفتر خبرا عن انشقاق كتيبة تابعة لحكومة الوفاق وانضمامها لقواته في معركة العاصمة الدائرة حاليا، وسط تكذيب من قوات الحكومة للأمر واعتباره مجرد "بروباغندا" لرفع روح المعنوية لدى قوات الجنرال المنهزمة.
ونشرت ما تسمى شعبة الإعلام الحربي التابعة لحفتر بيانا متلفزا لكتيبة عسكرية تسمى "185" مشاة، تعلن انشقاقها عن الحكومة وانضمامها لقوات "الجيش" بقيادة "حفتر" بكامل الضباط وضباط صف والجنود والأسلحة والآليات والذخائر، مؤكدة تأييدها للعملية العسكرية التي يقودها الأخير في العاصمة.
"تكذيب"
في المقابل، نفى المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة، مصطفى المجعي هذه المعلومات معتبرا أنها مجرد "إشاعة" هدفها فقط الدعاية الإعلامية، موضحا أن هذه الكتيبة أصلا تتبع "حفتر" منذ اليوم الأول لعدوانه على "طرابلس".
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية توثق إعدامات لقوات حفتر خارج القانون (شاهد)
وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه "حتى مكان تواجد معسكر هذه الكتيبة موجود في منطقة "سوق الخميس" وهي منطقة ما زالت تحت سيطرة قوات "حفتر"، وتتبع المنطقة العسكرية "ترهونة"، وبالتالي لا قيمة فعلية لها، ولا معنى لانشقاق قوة لم تكن تتبعنا أصلا"، حسب كلامه.
والسؤال: لماذا تعمد إعلام "حفتر" التسويق لهذه الكتيبة على أنها تتبع قوات "الوفاق"؟ وما أهدافه من ذلك؟
"تضليل ورفع معنويات"
ورأى الكاتب والباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "هذه الكتيبة تتبع قوة تسمى قوة "الكانيات" وهي تقاتل مع "حفتر" منذ البداية، أما نشر هذا الفيديو الآن لانشقاقها فهو دليل على استمرار نهج التضليل الذي تتبعه الآلة الإعلامية لمعسكر "الكرامة"، وفق وصفه.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "أهداف مثل هذه الدعاية الإعلامية الآن هو خلق مشهد تمثيلي لاختلاق نصر مزعوم بهدف رفع معنويات قوات "حفتر" المنهارة، لكن ليس له أي تأثير على أرض المعركة".
"كتيبة محايدة"
وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "الكتيبة المشار إليها في الفيديو كتيبة صغيرة جدا عدد أفرادها لا يتجاوز المائتي جندي وهي تتبع اسميا حكومة الوفاق الوطني لكنها في الحقيقة لم تشارك في الحرب والتزمت الحياد منذ البداية".
وتابع: "وإعلان انشقاقها ربما جاء بضغط من "ميليشا الكاني" المسيطرة على مدينة "ترهونة" والتي تتبع جيش "حفتر" نظرا لأن موقع الكتيبة 185 قريب جغرافيا منها، ولهذا قادة الكتيبة خافوا على أنفسهم وأعلنوا تبعيتهم لحفتر، ولن يكون لها تأثير لكن الأخير سيسوق له طبعا لتعويض هزيمته"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
"حرب نفسية"
واعتبر المدون الليبي، فرج فركاش أنه "باعتبار أن هذه الكتيبة منضوية منذ البداية تحت القيادة العامة (حفتر) فهذا النوع من الإشاعات يأتي في إطار الحرب النفسية التي يقودها الإعلام المؤيد للحرب في محاولة منه لرفع المعنويات وإعطاء انطباع للعامة أن القوات المدافعة (الوفاق) بدأت في التقهقر لمحاولة إعادة الزخم لتأييد الحرب والهجوم على "طرابلس".
اقرأ أيضا: قصف جوي متبادل بين "الوفاق" وقوات "حفتر" قرب طرابلس
وأضاف لـ"عربي21": "كما تحاول مثل هذه الأخبار إفساد أي نوع من المبادرات التي تدعو لوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات ونبذ الحلول العسكرية، وهذا النوع من الأخبار لا يقتصر على طرف واحد فقط، لكن أغلب الناس أصبحت تعي ذلك ولا تصدق هذه الشائعات المضللة"، وفق وصفه.
"شراء ذمم"
وبدروه، أشار الباحث الليبي، جمال سعيدان إلى أن "انضمام هذه الكتيبة لقوات "حفتر" لن يؤثر على قوة "الوفاق" كون الحرب كر وفر، وربما يكون انشقاقها جاء عبر شراء الذمم كما حدث في بعض المدن الأخرى، مضيفا لـ"عربي21": "وتوقيت الخبر له دلالة كونه جاء مع قرب سيطرة قوات الحكومة على مطار "طرابلس" والذي يعني –إذا تم- فوز القوات الحكومية بالمعركة"، وفق تقديراته.
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "الخيانات هي الخطر الأكبر الآن على قوات "الوفاق"، خاصة مع انتشار "شراء الذمم" بالمال، لكن ما يخص هذه الكتيبة في حد ذاتها فهي لا تمثل شيئا عسكريا ولن يكون لانشقاقها تأثير على المستوى الميداني"، كما أوضح لـ"عربي21".
إلغاء صفة "القائد العام" للجيش الليبي.. هل يستهدف "حفتر"؟
لهذه الأسباب تستضيف القاهرة مؤتمرا ليبيا لدعم حفتر
قوات "الوفاق" تشن هجوما مدفعيا في محاور جنوبي طرابلس