نشرت صحيفة "
البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن بوادر
الحرب في منطقة
الخليج العربي، خاصة بعد استهداف ناقلات النفط في خليج عمان بالقرب من مضيق هرمز، الأمر الذي زاد من تعقيد العلاقات الدولية بين بعض الأطراف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحرب القادمة يبدو أنه مُخطط لها من قبل واشنطن. فمع قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تدهورت العلاقات الأمريكية الغربية، وتصاعد التوتر التجاري مع الصين والنزاع العسكري مع كوريا الشمالية. ويبدو أنه قد حان الآن دور
إيران بعد أن قضت الولايات المتحدة على فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط إثر الانسحاب من الاتفاق النووي. ويُعتبر هذا القرار شكلا من أشكال الدعم الكامل الذي يقدمه البيت الأبيض لنتنياهو، صاحب السياسة المدمرة.
وأضافت الصحيفة أن استهداف ناقلات النفط في خليج عمان في 13 حزيران/ يونيو، يعتبر عاملا جديدا من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة التي تنشط فيها العديد من القوى الإقليمية. ولا تزال كل من الولايات المتحدة، بمساعدة نشطة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، تحاصر إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الذي يسعى دونالد ترامب إلى تحقيقه لا يتمثل في إعادة التفاوض على المعاهدة النووية التي وقّعها سلفه باراك أوباما مع إيران وبدعم من الاتحاد الأوروبي. ولو كان الأمر كذلك، لحاول ترامب مع حلفائه الأوروبيين إعادة فتح الملف النووي استنادا على معلومات جديدة مأخوذة من برنامج المتابعة المفترضة للنشاط النووي الإيراني. في المقابل، يراهن ترامب بشكل واضح على شلّ عملية الوصول إلى اتفاق.
وأوردت الصحيفة أن الحرب التي يشنّها ترامب تهدف إلى إحباط النظام الإيراني من خلال تضييق الخناق عليه والاستفادة من الأزمة التي حلت به، التي يمكن أن تتحول إلى حرب مفتوحة بين الطرفين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف يتطابق مع رؤية السعودية وإسرائيل.
وفي الواقع، لم تنجح استراتيجية تغيير الأنظمة، وهي السياسة التي انتهجها الرئيس جورج بوش الابن، إلا في مناسبة واحدة كانت مع نظام صدام حسين في غزو العراق سنة 2003، الحرب التي فتحت منذ عقود أبواب سباق دمويّ بسبب ظهور الإسلام الراديكالي والإرهاب.
وأفادت الصحيفة بأن العراق مازال يشهد حربًا أهلية تمامًا مثلما يحدث الآن في ليبيا، وقد اعتمد برنامج التدخل في هذه الدول في كل مرة على مبدأ تصدير الديمقراطية بعد عقود من العيش في ظل حكم الأنظمة الاستبدادية، التي عقبها قصف السكان المدنيين.
أما فيما يتعلق بردّة الفعل الإيرانية إزاء الاستفزازات الأمريكية فهي متوقعة، إذ من المرجح أن تعمل إيران على إعادة تسليح قواتها إذا لم تنجح القوى الأوروبية في ثني ترامب عن مواقفه، وهو ما قد يجعل التوتر بين الطرفين خارجا عن السيطرة خلال الأشهر القادمة. وتشير جميع المؤشرات الحالية تقريبا إلى أنه من الصعب تجنّب اندلاع حرب في منطقة الخليج العربي.
ونوهت الصحيفة بأن وضعية إيران مختلفة تماما عن العراق وسوريا وليبيا، نظرا لأنها قوة عظمى ناهيك عن أن النزعة القومية في إيران عميقة وقوية جدا تماما مثل الدين. وبناء على ذلك، لن ينهار نظام آية الله بهذه البساطة، وقد تكون أعماله الانتقامية حادّة وتلحق الضرر بجميع البلدان المجاورة. وقد شرعت إيران فعليا في الاستعداد للدفاع عن نفسها، حيث تعمل الآن على تقوية تحالفها مع روسيا والصين، الأمر الذي يضمن لها الدعم الدبلوماسي بالإضافة إلى توفير الإمدادات في حالة النزاع العسكري.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه لابد للاتحاد الأوروبي أن يتوسّط بين الولايات المتحدة وإيران لتجنب سيناريو اندلاع حرب في المنطقة. ولا يمكن للجهود الدبلوماسية التي دامت لعقد من الزمن لتعزيز الاستقرار في المنطقة أن تذهب هباء بسبب رغبة دونالد ترامب في تغيير التوازن في الخليج العربي.