لا تزال صفقة صواريخ "S400" مثار جدل بين المحللين السياسيين، ولا يكاد يمر يوم إلا ويأتي ذكرها في بعض المنابر الإعلامية، أو على لسان بعض المسؤولين، ولا يزال كثير من المراقبين يتابعون باهتمام ما تتكشف عنه الأمور في هذا الخصوص؛ لأنه ينبني على إتمام/ أو إلغاء هذه الصفقة الكثير من المتغيرات السياسية في المنطقة، وربما تقود لإحداث تغيرات كبيرة في طبيعة الأحلاف الدولية، خاصة إذا تمت ودخلت في حيز التنفيذ.
في هذا المقال، لن أقف عند التصريحات التي
أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، والتي تعد أبرز التصريحات التركية التي تؤكد إتمام الصفقة، حيث أكد أن الصفقة "تمت وانتهى الأمر". ولن أقف عند التصريحات الروسية التي تؤكد إتمامها أيضا، وتطالب أمريكا بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما لن أقف عند التصريحات الأمريكية التي تحمل نبرة التهديد والوعيد والاستعلاء ضد
تركيا. لكني سأقف مع أشياء لا ينتبه لها عادة كثير من المتابعين، وربما أشرت لذلك بشكل متفرق في بعض الكتابات.
الصفقة دخلت حيز التنفيذ وإلغاؤها بات صعبا للغاية.
إلغاء الصفقة (في ما أعتقد) بات أمرا صعبا للغاية، وهذا ما كان يتأكد لي خلال الأشهر الفائتة، حيث كانت تركيا تستعجل الحصول عليها (1) لأسباب خارجية تتعلق بقضايا الدفاع والأمن، وربما رأى البعض أنه ثمة (2) أسباب داخلية تتعلق بحماية مؤسسات الدولة من مخاطر محاولة انقلابية جديدة، وهذا ما يفسر تشدد تركيا مع المطالبات الأمريكية بإلغاء الصفقة، وتأكيدها المستمر أن إتمام هذه الصفقة حق سيادي لتركيا، وأنها مسألة أمن قومي لا يمكن التغاضي عنها.
بشكل مجمل وخارج إطار التصريحات، أعتقد أن أبرز المؤشرات التي تدل على قرب إتمام الصفقة، أن تركيا وروسيا بدأتا بتنفيذ الصفقة فعليا، وهذا ما يجعل الرجوع عنها أمرا صعبا للغاية، ومع كل يوم ينقضي تزداد صعوبة إلغاء الصفقة أكثر فأكثر، وربما هذا ما يفسر التصريحات الأمريكية التي منحت تركيا مهلة قصيرة جدا (يفترض أنها انتهت مطلع هذا الشهر) لمراجعة نفسها وإلغاء الصفقة؛ ذلك أن أمريكا تدرك أن كل يوم يمر ليس في صالحها، وأن الزمن يزيد من فرص إتمامها، ويزيد من تعقيد الأمر، والسبب الأساسي في ذلك أنه تم البدء بتصنيع المنظومة فعليا بعد إبرام العقد؛ فمن المعلوم أنها لا تكون جاهزة لدى الشركة المصنعة حين يتم طلبها من قبل العملاء، وهذا شأن كل
الصفقات الضخمة في العالم، التي في الغالب ترتبط بعقود
التسليح، أو بناء السفن، والغواصات، وحاملات الطائرات، وناقلات النفط، إلى غير ذلك من المعدات الثقيلة، كالطائرات والدبابات والرافعات العملاقة ونحو ذلك، فالغالب أن هذا النوع من المعدات لا تكون جاهزة لدى الشركات المصنعة، إنما تقوم الشركات بتنفيذها (تصنيعها أو تجميعها) بعد إبرام عقود البيع والشراء؛ لذلك تكون فترات التسليم بعيدة عن تاريخ إبرام العقد.
الصفقات الكبرى.. عقود في غاية التعقيد.
الدول والشركات الكبرى تبدأ بتنفيذ الصفقات التي تكون من هذا النوع على خطوات، تكون البداية من خلال طلب/أو عرض يقدمه أحد الأطراف، يسمى في العادة "خطاب بيع/أو شراء"، بعد ذلك تقوم الشركة المصنعة بعرض تفاصيل المنتج، وتبحث القضايا الفنية مع الجهة الأخرى، وربما تقوم تلك الجهة بطلب مواصفات وميزات فنية ابتداء، وغالبا ما تنتهي هذه المرحلة بما يسمى في العادة "مذكرة تفاهم"، تكون بمنزلة أرضية أو قاعدة يتم بناء العقد عليها لاحقا. بعد الانتهاء من المباحثات بين الأطراف، والاتفاق على المواصفات الفنية والأسعار، وتاريخ الاستلام، ونحو ذلك من الإجراءات المعروفة في العقود، يتم إبرام عقود تفصيلية حول الصفقة، وغالبا ما تكون هذه العقود طويلة جدا، ربما تصل إلى مئات الصفحات؛ لأنها تنص على أدق تفاصيل العقد، ومواصفات المنتج، وجميع ما يتعلق بالصفقة من الميزات والشروط والجزاءات. بعد ذلك تقوم الأطراف المعنية بتصديق تلك العقود من قبل المؤسسات المختصة في البلدين، سواء كانت الأطراف تتبع للقطاع العام أو الخاص أو كليهما، وغالبا ما تتم هذه الصفقات بحضور رؤساء أو وزراء من كلا البلدين. إلى جانب ذلك، يتم تسجيل غرامات مالية كبيرة جدا على أطراف العقد في حال الإخلال بشروط العقد ومقتضياته، والمشتري هو الطرف الأضعف غالبا؛ لأنه يفتقر إلى التكنولوجيا أكثر من افتقار الشركات إلى الأرباح، ويزداد الموقف ضعفا في حال بدأت الصفقة بـ"خطاب شراء" (كما هو الحال في صفقة صواريخ S400)، حيث تقوم الشركة حينئذ بفرض شروط قاسية بهدف تكبيل العملاء، وضمان إتمام الصفقة، وعدم الرجوع عنها. بعد الانتهاء من هذا كله، يتم استلام دفعات مالية من قيمة الصفقة، وفي بعض الأحيان تصل إلى نسبة كبيرة من الثمن، قد تبلغ قيمة الصفقة كاملة، وهذا يختلف من مادة لأخرى، وصفقة لأخرى، ودولة لأخرى.
وهذه العقود الكبيرة غالبا ما يكون لها تأثيرات سياسية واقتصادية في العلاقات الثنائية بين الدول؛ لأن صفقة واحدة بعدة مليارات الدولارات كفيلة بإحداث خلل كبير في الميزان التجاري بين دولتين، لذلك كثيرا ما ترتبط هذه الصفقات بصفقات جانبية تحفيزية من شأنها تعديل الميزان التجاري نسبيا بين الدولتين، وكل الإجراءات التي تحدثنا عنها تمت في صفقة صواريخ S400، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الرجوع عن الصفقة بات صعبا للغاية، ومكلفا للغاية، وتداعياته كبيرة جدا، وسوف يترتب عليه غرامات مالية كبيرة جدا، ناهيك عن حدوث شرخ كبير في العلاقات السياسية بين البلدين.
إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكن إيجاد حل لكل هذا القضايا فيما لو قررت تركيا إلغاء الصفقة، فأي عقد أو صفقة مالية مهما بلغت قيمتها، ومهما كانت معقدة، يمكن إيجاد حلول لها في حال تعثرت بعض الأطراف عن إتمامها، سواء من جهة عدم القدرة على السداد، أو من جهة عدم القدرة على التنفيذ، أو لأي سبب آخر، لكن هذا لا يمكن أن يتم دون ثمن، وغالبا سوف يتعرض الطرف الأضعف، أو الطرف الذي قام بإلغاء الصفقة، لابتزاز مالي كبير جدا، وربما يتجاوزه لابتزاز سياسي، لكن في نهاية المطاف سوف يتم إيجاد حل خاص لها، وسوف يتم إلغاء الصفقة بصفقة، ويتم وضع آلية لحل المشكلات المترتبة على إنهاء العقد، وكل ذلك يتم بعد إجراء مفاوضات طويلة بين أطراف العقد.
إلغاء الصفقة يحتاج إبرام غيرها.. ولا يوجد ضمانات.
أعتقد أنه حتى يتم إنهاء الصفقة فعليا لا بد من الدخول الفعلي في مسار صفقة أخرى، ولا يكفي أن تكون صفقة سياسية بل لا بد من صفقة تسليح خصوصا؛ لأن تركيا لديها احتياجات في الدفاع والأمن، وهي تشعر بخطر يهدد وجودها، يختلف عن الأخطار التي كانت تمر بها سابقا، سواء في أزماتها مع اليونان أو قبرص. ولا شك في أن تخوفاتها ازدادت على إثر التصرف العدائي الذي قامت به دول الناتو إبان أزمة إسقاط الطائرة الروسية، حيث قامت بسحب منظومة صواريخ باتريوت بشكل مفاجئ من تركيا، ودون سابق إنذار، في دلالة واضحة على تخلي حلف الناتو عن تركيا عند أول استحقاق يتهدد أمنها، لذلك لن تقبل تركيا إلا بإتمام صفقة أخرى مقابلة لها، تسد من خلالها احتياجاتها، وهذه مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا.
إلا أن المشكلة الكبرى (في ما أحسب) أنه لا توجد ضمانات لدى تركيا بإنجاز صفقة مماثلة، وهذا أكثر ما يعيق إنهاء صفقة صواريخ S400، وإتمام أي صفقة أخرى مقابلة لها. وأقصد هنا صفقة صواريخ باتريوت تحديدا، وليس طائرات F35. فلا توجد ضمانات لدى تركيا تلزم بموجبها الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمها صواريخ باتريوت، أو حتى طائرات F35 التي هي شريك في تصنيعها، بل ربما بمتابعة توريد طائرات F35، نجد أن بعض الدول التي لم تشارك في برنامج تصنيع الطائرة استلمت الطائرة قبل تركيا التي تشارك في تصنيعها، وتعد شريكا أساسيا في إنتاجها.
الاحتمال الأوفر حظا.. والتداعيات المحتملة.
ذكرنا سابقا أنه لا يمكن إلغاء الصفقة قبل إبرام صفقة أخرى، وذكرنا أنها صفقة باتريوت خصوصا، إلا أن الحصول على الباتريوت غير مضمون أبدا، وهذا ما يزيد من احتمالات إتمام صفقة S400. لكن ما هي التداعيات المحتملة فيما لو تمت بالفعل؟ لا شك أن الصفقة فيما لو تمت واستلمت تركيا الدفعات الأولى منها، سوف يكون لها أثر كبير على العلاقات الثنائية بين أمريكا وتركيا من جهة، والعلاقات الثنائية بين
روسيا وتركيا من جهة أخرى، إلا أن ذلك لا يرقى إلى مستوى تحولات جذرية أو استراتيجية في العلاقات بين البلدين، لكنه يفتح الباب على احتمالات أوسع.
فأما على صعيد العلاقات مع أمريكا: بداية ينبغي التركيز على السبب الذي أبدته الولايات المتحدة لتبرير موقفها المتشدد من الصفقة، وهو يعود إلى قضية فنية بحتة، تتعلق بعدم إمكانية الدمج بين الأنظمة الجوية الروسية والأنظمة الجوية لدى حلف الناتو، ومن ثم فمن الملاحظ أن أمريكا لا تتحدث عن أي أسباب سياسية أو اقتصادية، وهذا ترك فسحة كبيرة أمام تركيا للمناورة في إثبات إمكانية الجمع بين المنظومتين، وهي تستند في ذلك إلى أمثلة وقعت بالفعل، كما حدث مع اليونان وهي عضو في حلف الناتو، وتمتلك منظومة صواريخ S300.
ومن هنا طالبت تركيا بتشكيل لجنة اختصاصية من البلدين تقوم بتقييم هذا السبب، ومدى تطابق ادعاء أمريكا مع الحقيقة، وهذا يفتح المجال لكلا البلدين لإخفاء موقفهم السياسي فيما لو تغير خلف تلك القضية الفنية التي تذرعت بها الولايات المتحدة، ومن ثم أرى أن أمريكا نفسها تركت الباب مفتوحا على احتمال السماح لتركيا بامتلاك تلك المنظومة.
وأعتقد أنها رسالة دقيقة جديدة قام صانع القرار التركي بالتقاطها والبناء عليها منذ بداية الأزمة. من هنا أعتقد أن إتمام/أو إلغاء الصفقة لا زال مرتبطا بمناورات سياسية بين البلدين، لا يمكن الجزم بعدم إمكانية الوصول إلى تفاهم حيالها. لذلك الأهم من موضوع إتمام/أو إلغاء الصفقة هو كيفية حدوث ذلك، بمعنى هل تركيا سوف تذهب بقرارها بشكل أحادي الجانب، وتضرب بالتهديدات الأمريكية عرض الحائط، أم إنها سوف تسعى لإقناع الإدارة الأمريكية بحقها في امتلاك المنظومة، خاصة أن دول الحلف لم تقم بتلبية احتياجات أنقرة من السلاح؟
ولو فرضنا أن تركيا ذهبت بعيدا في الصفقة، وتجاهلت رغبة الولايات المتحدة الأمريكية، فما هو المرجح حينئذ؟ بشكل أولي، أرى أنه لا يمكن لأمريكا التخلي عن تركيا بشكل كامل، وتركها ترتمي في أحضان روسيا؛ لأنها تدرك أن هذا سوف تكون له تداعيات سلبية جدا على الناتو، والقارة الأوروبية عموما. إلا أن أمريكا (وترامب خصوصا) لن تقبل بتمرير هذه القضية بلا عقاب، على الأقل من باب إرضاء غرور الإدارة الأمريكية.
ومن ثم، سوف نشهد عقوبات وضغوطات سياسية واقتصادية على تركيا، لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، إلا أنها ربما تكون أشد وطأة على الاقتصاد التركي، لكنها لن تستمر إلى ما لا نهاية، ومن ثم سوف يتم إصلاح الوضع لاحقا، وتمضي الصفقة كما كان مقررا لها من قبل تركيا.
لا شك في أنه لا يمكن تجاهل أن تصل العقوبات إلى حد إخراج تركيا من برنامج
تصنيع طائرة F35، لكن لا يمكن تأكيد هذا الاحتمال لعدة أسباب، منها: (1) أن إخراج تركيا من البرنامج ربما يعطل إنتاج الطائرة بما لا يقل عن سنتين بحسب بعض التقديرات، حيث تعد تركيا شريكا أساسيا في تصنيع أجزاء مهمة من الطائرة، (2) أن إخراج تركيا من البرنامج سوف يدفعها بشكل أكبر، وبوتيرة أسرع، إلى إبرام صفقات تسليح أخرى مع روسيا، وهذا يزيد من تعقيد الأمر، وتأزيم العلاقات بين البلدين، (3) وأن هذا الإجراء لو كان جديا بما فيه الكفاية، لما كانت أقدمت أمريكا على تسليم تركيا أول طائرة من هذا النوع بعد إبرام صفقة S400، إلا أن هذا لا يمنع تأخير تسليم تركيا حصتها من هذه الطائرات، وهو ما حصل بالفعل قبل أزمة صواريخ S400.
وأما على صعيد العلاقات مع روسيا، أعتقد أن تركيا سوف تعمق أو ترسخ علاقاتها بشكل أكبر مع روسيا، على الأقل من باب الضغط على حلفائها في الناتو للتفاعل مع سياساتها، كما أن تطوير العلاقات بينهما مطلب روسي بلا شك؛ لأن إتمام هذه الصفقة يعد خرقا كبيرا تقوم به روسيا على أمريكا والناتو، ومن ثم سوف تسعى روسيا لاستثمار هذه الصفقة بأقصى ما يمكن، وهذا سوف يشمل عدة مستويات: (1) تطوير العلاقات الاقتصادية: وذلك من خلال إبرام صفقات تسليح أخرى، حيث يهم روسيا زيادة صادراتها من السلاح، (2) تطوير العلاقات السياسية: وذلك من خلال إيجاد مقاربات سياسية أكثر تناغما بينهما، وهذا يتعلق بالملف السوري بشكل أساسي، (3) تطوير العلاقات من إطارها التكتيكي إلى إطار استراتيجي أكثر عمقا. وهنا سوف تستغل روسيا عامل الفتور الذي يطرأ بشكل متكرر على العلاقات التركية- الأوروبية، والعلاقات الأمريكية- التركية، وأحسب أن تفاعل تركيا مع روسيا في هذه الملفات الثلاثة سوف يكون تدريجيا، وبوتيرة منخفضة، وعلى الترتيب الذي ذكرناه.
الثورة السورية بين مطرقة S400 وسندان F35.
الصفقة مشكلة حقيقية، وخيارات تركيا صعبة جدا، وتزداد صعوبة مع مرور الوقت، سواء من جهة إتمام الصفقة أو إنهائها، وفي الحالتين هناك الكثير من المخاطر على تركيا، ولا يمكن تجاوز هذه الصفقة دون حدوث تداعيات كبيرة على تركيا.
طبعا لن أقف مع تداعياتها الداخلية والخارجية والسياسية والاقتصادية والدفاعية، فثمة الكثير مما يمكن شرحه هنا. لكن فيما يتعلق بالثورة السورية، أعتقد أنه إذا تمت الصفقة سوف يكون لها تأثير سلبي كبير، ولا يمكن التكهن في حدود التداعيات التي تقف عندها، والثمن الذي قد تدفعه تركيا لقاء إتمام الصفقة، خاصة أن روسيا تدرك مدى احتياج تركيا لهذه المنظومة لحماية أجوائها من أي اعتداءات محتملة، في ظل فوضى عارمة تجتاح المنطقة.
وفي حال إلغاء الصفقة وإبرام صفقة أخرى مكانها، فلا يمكن التأكد من قدرة تركيا على تحقيق أهدافها في الدفاع والأمن والسياسة والاقتصاد، ومن ثم لا يمكن التأكد من حدوث تأثيرات إيجابية أكثر من إنهاء التفاهمات بين روسيا وتركيا حول شمال سوريا، وإن كنت أعتقد بالمجمل أن تطور العلاقات الأمريكية-التركية أكثر تلبية لاحتياجات الثورة السورية من تطور العلاقات الروسية- التركية؛ لأن روسيا (1) تقوم بالاعتداء المباشر على ثورتنا وشعبنا، (2) وليس لديها أي تصور سياسي يمكن القبول به كحل مشترك لقضيتنا، فهي لا تزال تفاوض على رؤية النظام، وهذا أخطر ما يمكن أن تفاجئنا به التفاهمات التي تجري بين تركيا وروسيا، والتي تعتبر تركيا الحلقة الأضعف فيها، حيث لا توجد لديها أوراق ضغط كافية تسمح لها بتمرير شروطها في أي صفقة سياسية مرتقبة في سوريا.