وصف الخبير الأمني المنشق عن النظام الجزائري كريم مولاي، السجال الدائر هذه الأيام بين رئيسي حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، والاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس) كريم طابو، بشأن علاقتهما بالنظام السابق، بأنه "سجال في غير وقته ولا يخدم الحراك الشعبي المستمر للمطالبة بالانتقال الديمقراطي في الجزائر".
وقال مولاي في حديث مع "عربي21": "عبد الرزاق مقري وكريم طابو، كلاهما أعلن انخراطه في الحراك الشعبي المطالب بالتغيير في الجزائر، وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية صور مقري في المسيرات ودعمه للحراك، وكذلك فعل كريم طابو".
وأضاف: "الحراك الشعبي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، يحتاج إلى وحدة الصف بين مختلف القوى السياسية المؤمنة بقيم التغيير، ولذلك أستغرب توقيت هذا السجال، وأرى أنه يؤثر سلبا على الحراك، ولا يخدم إلا العصابة وأنصارهم"، على حد تعبيره.
وكان سجال مفاجئ قد نشب في الجزائر في اليومين الأخيرين بين رئيسي حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، والاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس) كريم طابو، وكلاهما منحاز للحراك الشعبي المطالب بالانتقال الديمقراطي في الجزائر، جوهره الموقف من نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
فقد اتهم عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، كريم طابو بأنه شارك في الانتخابات المحلية سرا، في قوائم حرة في بعض الولايات وليس التشريعيات.
واستغرب مقّري في تدوينة له اليوم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" "تهجم طابو على الأحزاب التي تشارك في الانتخابات علانية.. في حين أنه شارك بقوائم مستقلة في الانتخابات المحلية السابقة ولم يخبر بها الرأي العام الوطني وتعامل معها محليا فقط حتى لا يظهر تناقضه".
وأضاف مقري: "لا فرق في المشاركة في الانتخابات سواء محلية أم تشريعية، لأن الأمر يتعلق بنفس النظام السياسي الذي يبرر عدم إعطائه المصداقية بالمشاركة في الانتخابات".
وأشار مقري إلى أن "طابو كان من الشخصيات التي دعاها إلى مكتبه وعرض عليه تفاصيل الاتصالات التي يقول بأنها سرية".
وقال: "لم تسمح لنا أخلاقنا أن نحاسبه يوما عن الاتهامات التي ينشرها الكثيرون عنه بخصوص ما يقولون بأنها اتصالات سرية مع دولة أجنبية، لأنه ليس لنا دليل على ما يتهم به بكثافة، والتاريخ هو الذي سيسقط الكذب ويثبت ما هو صحيح".
وذكر مقري: "حينما شاركنا مع مناضلينا وإطاراتنا في الجمعة الأولى يوم 22 شباط (فبراير) في كل الولايات كان طابو خارج الوطن"، في إشارة إلى صور كان تم تسريبها عن لقاء بين طابو ورجل الأعمال الجزائري المعروف يسعد ربراب ومحسن بلعباس في نيسان (أبريل) الماضي في مطار هواري بومدين، حيث كان طابو في طريقه إلى باريس بناء على دعوة من قناة تلفزيونية.
وقال مقري، بأن "طابو يحاول الآن ركوب الحراك بالاعتداء على الشرفاء".
وتابع يقول: "طابو دخل في المنافسة الحزبية والسياسية والأيديولوجية قبل الوقت، وتصرفه هذا يعرقل الانتقال الديمقراطي الذي ننشده".
وأكد مقري أن "طابو يعلم أنه لا يمثل لهم تحديا ولا يعتبرونه منافسا"، وقال: "طالما قدمنا يد العون للقوى السياسية الجديدة حين تطلب منا ذلك واستقبلنا انشطتها في مقرنا وأكرمناها بسخاء"، وفق تعبيره.
وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي كريم طابو، قد نفى في وقت سابق مشاركته في أي انتخابات، وقال بأنه "لا يوجد أي عضو مؤسس في الحزب مشارك في أي قائمة في الانتخابات التشريعية"، متهما "مقري بالسعي إلى تحويل النقاش نحو قضايا هامشية".
وقال طابو، في تصريحاته نشرتها، صحيفة "آخر دقيقة الجزائر": "لا وجود لقوائم سرية وكل القوائم موجودة في وزارة الداخلية، والكلام بوجود قوائم سرية ليس له أي معنى".
واعتبر طابو أن تصريح مقري "عبارة عن مسرحية يريد بها الهروب من التهمة الموجهة له بعقده لقاءات سرية مع السعيد بوتفليقة أياما قبل الحراك وأياما قبل نهاية آجال إيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية الماضية التي ترشح فيها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة".
وأضاف طابو: "الكل يعلم أن عبد الرزاق مقري تواطأ مع السعيد بوتفليقة وحاول في مبادرات عدة تمديد العهدة الخامسة وقام باجتماعات معه منها من صرح بها وأخرى لم يصرح بها واليوم يريد أن يحول النقاش إلى نقاشات تافهة".
واتهم طابو رئيس "حمس" بأنه "كان من المساندين للعهدة الخامسة وللرئيس بوتفليقة وقتها"، وأشار إلى أن "مبادرة تأجيل الانتخابات تدخل في هذا الإطار"، وقال: "كل ما قام به مقري من مبادرات كانت باتفاق مدروس بينه وبين السعيد بوتفليقة وأطراف في السلطة، والآن بعد هذه الفضيحة وكل ما تسرب من معلومات من هذه اللقاءات يريد تحويل النقاش إلى نقاشات هامشية يتكلم فيها عن طابو ومنطقة القبائل والميزاب وكمال فخار.. وكل هذا من أجل مراوغة الشعب والحراك"، وفق تعبيره.
فتوى التمديد لابن صالح.. هل مارس "الدستوري" السياسة؟
ما سيناريوهات حراك الجزائر بعد احتمالية تأجيل الانتخابات؟
قايد صالح يريد رئاسيات بلا مرحلة انتقالية.. هل ينجح بالإقناع؟