كشف أحمد القديدي السياسي التونسي والمستشار السابق لأمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تفاصيل مثيرة عن نجاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من موت محقق أثناء العدوان الإسرائيلي على مقر إقامة القيادة الفلسطينية في حمام الشط بتونس عام 1985.
ونقل القديدي، الذي يعيش منذ عدة سنوات في قطر، عن رئيس الوزراء التونسي السابق الراحل محمد مزالي، أن الرئيس الفسطيني الراحل ياسر عرفات نجا من الموت بسبب سهرة مطولة استمرت لفجر تشرين الأول (أكتوبر) 1985، مما جعل عودته إلى بيته أمرا متعبا، فاختار المبيت في منزل ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بتونس حكم بلعاوي القريب من بيت محمد مزالي.
وقال القديدي: "هذه قصة قصها علي مباشرة بعد يوم الغارة على حمام الشط غرة تشرين الأول (أكتوبر) 85 محمد مزالي رحمة الله عليه قال لي: مساء يوم 30 أيلول (سبتمبر) كنت على موعد في بيتي في سكرة مع ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد وحكم بلعاوي ممثل منظمة التحرير في تونس، حيث دعوتهم للعشاء والنقاش حول خطة الرئيس الأمريكي ريغن لفتح حوار برعاية واشنطن بين إسرائيل والمنظمة، وطال السهر إلى حدود الثالثة صباحا ورافقت الوفد إلى الباب واستعد ياسر عرفات لامتطاء سيارته صحبة السائق وعوني حراسته الشخصية للعودة إلى حمام الشط لكن حكم بلعاوي أمسك بكتف أبو عمار وقال له: الساعة متأخرة ونحن في صباح أول تشرين أول (أكتوبر) وحمام الشط بعيدة وأنا أقترح عليك سيدي الرئيس أن تقضي بقية الليل في بيتي في قرطاج، فهي على بعد عشر دقائق من سكرة".
وأضاف القديدي: "قال لي مزالي: أنا أيدت اقتراح حكم بلعاوي ورجوت عرفات أن يرافق حكم إلى قرطاج فوافق وودعت الرجال الثلاثة، وفي العاشرة من يوم غرة تشرين الأول (أكتوبر) بلغنا نبأ قصف مقر المنظمة في عملية سمتها إسرائيل (عملية الرجل الكسيح) إشارة إلى إشاعة مقتل سائح كسيح على متن مركب سياحي من قبل القوة 17 الفلسطينية!".
وتابع القديدي: "هكذا شاء القدر أن ينقذ عرفات مرة أخرى من الاغتيال وكم مرة كنت إلى جانب الوزير الأول وياسر عرفات وهو دائما يقول لمحمد مزالي: إني مدين بحياتي للسهرة في بيتك".
وأعرب القديدي عن أسفه لوفاة عدد من قادة النضال الفلسطيني في المنافي، وأشار إلى أنه والراحل محمد مزالي يشتركان في النهايات مع ما انتهى إليه عدد من قادة منظمة التحجرير الفلسطينية، وهي المنافي والتشريد.
وقال: "رحم الله الجميع بعد أن اغتيلوا جميعا: أبو جهاد (خليل الوزير نيسان / أبريل 88 في سيدي بوسعيد) وأبو إياد (صلاح خلف كانون الثاني / يناير 91 في تونس) وياسر عرفات (تشرين الثاني / نوفمبر 2004 في مستشفى برسي بباريس بعد تسميمه بمادة البولونيوم كما سأبينه لأصدقائي بالحجج في حديث قادم) ومحمد مزالي توفي في مستشفى (تونون) بباريس بعد 15 سنة منافي قضاها وقضيتها معه مطلوبين في (أنتربول) وبيوتنا مباعة وأولادنا مشردون ولله الأمر من قبل ومن بعد!"، على حد تعبيره.
يذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد نفذ هجوما على مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية الواقع في حمام الشط أحد ضواحي العاصمة التونسية فجر الفاتح من تشرين الأول (أكتوبر) 1985، مستهدفا أحد أهم اجتماعات منظمة التحرير الفلسطيني، موقعا عشرات الشهداء من التونسيين ومن القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية.
"#غزة_تقاوم".. كيف تفاعل نشطاء العرب مع قصف غزة؟
الأمن التونسي يعلن قتله "3 إرهابيين" في سيدي بوزيد
تونس تعلن إحباط عمليات إرهابية خطط لتنفيذها برمضان