يواصل حزب الأصالة والمعاصرة (تعهد بإزالة الإسلاميين من الحياة السياسة) حربه الداخلية التي تتجه إلى التصعيد، من خلال قرار الأمين فصل الرجل الثاني في الحزب ونائب الأمين العام، فيما يسارع الغاضبون لعقد المؤتمر الرابع للحزب بعيد عن معرفة الرئيس.
يعيش حزب الأصالة والمعاصرة (حزب مقرب من الدولة)، ويعد أكبر حزب معارض في البرلمان، على وقع أزمة هي الأكثر حدة منذ نشأته في 2008، حيث انفجر اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، لتندلع حرب بلاغات بين أطراف الأزمة.
تجميد الوزير السابق
وأصدر أمين العام حزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بن شماش، قرارا قضى بتجريد أحمد اخشيشن من العضوية في المكتب السياسي، على إثر الصراع الذي ظهر للعلن قبل 15 يوما من الآن.
ويعد أحمد اخشيشن من أبرز قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، حيث شغل ما بين 2007 و2012 منصب وزير للتربية الوطنية والتعليم والعالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ويرأس منذ 2015 جهة مراكش آسفي.
وجاء في القرار الذي حصل "عربي21" على نسخة منه، "إننا قررنا تجريد أحمد اخشيشن من عضويته بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة".
وسرد بلاغ الأمانة العامة للحزب تفاصيل التهم الموجهة إلى اخشيشن، منها "عدم وفائه بالالتزام المعلن أمام قيادات الحزب بصفته مكلفا بالإشراف على فريق العمل الذي عهد إليه بمهمة إعادة صياغة وتطوير خارطة الطريق المقدمة من قبل الأمين العام في ضوء مداولات الاجتماع المذكور، بغية نشرها وتعميمها على الرأي العام الحزبي كي تكون شاهدة على طبيعة التعاقدات التي جرى التوافق بشأنها، وهو ما ساهم عمليا في تعطيل وعرقلة العديد من المبادرات والبرامج".
اقرأ أيضا: أزمة عاصفة تضرب الحزب الذي وعد باستئصال إسلاميي المغرب
وأضاف: "عدم اضطلاعه بالمسؤولية المترتبة عن (الأمانة العامة بالنيابة) فيما يرتبط بتحمل قسط من أعباء التنقل للجهات للإشراف على تأطير اللقاءات التواصلية التي تمت برمجتها في اجتماعات المكتب السياسي وخصوصا تلك التي لم يتأت للأمين العام حضور فعالياتها بسبب التزامات مؤسساتية دولية".
وزاد: "تدخله السلبي المباشر في إجهاض مبادرة الحزب- وهي من مشمولات اتفاق 5 يناير- لعقد الندوة الوطنية التي كانت مخصصة لإحياء الذكرى الحادية عشر لتأسيس (حركة لكل الديمقراطيين)، بعد أن اتخذت كل الترتيبات والإجراءات العملية لتفعيل هذه المبادرة التي كانت ترمي لإطلاق حوار وطني عمومي مع مختلف أطياف قوى التقدم والحداثة المعنية بمواجهة التحديات المطروحة على جدول أعمال البلد".
وأفاد: "ثبوت ضلوعه في تغذية عوامل الفرقة، وإذكاء فتيل التوتر، والمشاركة الفعلية في الانقلاب على الشرعية الديمقراطية، وعلى الضوابط التنظيمية العادية لكل مؤسسة حزبية تحترم نفسها، تماما كما حصل يوم18 أيار/مايو 2019 خلال الاجتماع المخصص لانتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب".
وسجل: "كنا نتطلع بحسن نية وبروح إيجابية أن يساهم الأخ أحمد اخشيشن في تعزيز أسس الثقة المطلوبة في دعم مسار ما بعد 05 يناير 2019 بما يقتضيه من مسؤوليات والتزامات مشتركة لاستعادة المبادرة الحزبية وإنضاج شروط انبعاث الحزب بروح وحدوية، غير أننا نعلن، وبأسف شديد، عدم التزام هذا الأخير بالتعاقدات التي أعلنت أمام أنظار المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي وسكرتارية المجلس الوطني يوم 05 يناير 2019".
المؤتمر هو الجواب
تفادت قيادات حزبية معارضة للقيادة الحالية للحزب الرد على قرار تجميد عضوية أحمد اخشيشن من قيادة الحزب، وشددت على أن المؤتمر القادم للحزب سيحسم كل هذه الإشكالات.
واعتبر قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح مقتضب لـ"عربي21"، "أن المرحلة الراهنة تقتضي من جميع أعضاء الأصالة والمعاصرة العمل على إنجاح محطة المؤتمر المقبل، كما تستلزم دعم اللجنة التحضيرية".
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "القضية اليوم هي عدم التشويش على المستقبل الذي نبنيه جميعا كمناضلين حزبيين من خلال العمل داخل المؤسسات لإنجاح المؤتمر الرابع والخروج من الأزمة التي دخلها الحزب".
في ذات الاتجاه، للقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، أن رجح عقد المؤتمر الرابع بحزبه في شهر تموز/ يوليو المقبل.
اقرأ أيضا: ما هو مصير أكبر حزب سياسي معارض في المغرب؟
وأفاد في تصريحات للصحافة، أن "اللجنة التحضيرية التي انتخبت بشكل قانوني تعقد لقاءاتها بشكل منتظم استعدادا للمؤتمر، ونشتغل دون أن نعير أي اهتمام لتصرفات الأمين العام حكيم بنشماس".
وزاد وهبي: "إن الأمور تسير بشكل عاد بعد انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية، وانتقد ما وصفه بـانتقام بنشماس من المكتب الفيدرالي".
وتابع منتقدا تصرفات الأمين العام حكيم بن شماش: "كيف له أن يمنع تسريب ما دار في المكتب السياسي، ويهدد من يفعل ذلك بالمتابعة القضائية، ثم نجده أول من يسرب فيديوهات اجتماع المكتب السياسي؟".
هذا وسبق لعدد من قيادات الحزب أن أعلنوا أن وظيفتهم الأولى في الحياة السياسية المغربية، هي إزاحة الإسلاميين عن صدراة المشهد.
وأصدر 5 من مؤسسي الأصالة والمعاصرة ورؤسائه السابقين، "نداء المسؤولية" من أجل إنقاذ الحزب، ويتعلق الأمر بحسن بنعدي، ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى الباكوري، وعلي بلحاج ومحمد بنحمو.
وعقب ذلك أصدر تيار فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، "نداء المستقبل"، داعيا إلى إقرار ديمقراطية داخلية، معتبرا أن أزمة البام بنيوية، وأن الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكالا ديمقراطية في معالجته للخلافات الداخلية.
الأزمة الجديدة تعد الأعنف التي تضرب حزب الأصالة والمعاصرة، أكبر أحزاب المعارضة الحكومية، الذي يعاني منذ ثلاث سنوات من أزمات داخلية تزداد حدة مع الأيام، حيث غير أمينه العام بعد فشله في انتخابات الجماعية لـ 2015، وغير أمينه العام مجددا بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية لسنة 2016.
دراسة: "المقاطعة" بالمغرب.. احتجاج بالاقتصاد ضد السياسة
عقب العدوان الإسرائيلي.. برلمان المغرب يتضامن مع غزة
بعد الإضراب.. شد حبل بين عمداء الكليات وطلبة الطب بالمغرب