وسط إجماع فلسطيني سياسي وشعبي موحد من طرف جميع الفصائل بما فيها حركة فتح والسلطة الفلسطينية، لرفض الحضور والمشاركة في مؤتمر البحرين، يأتي إعلان مقاطعة رجال أعمال فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، للمؤتمر، ما يزيد من حرج المنظمين.
ومع مناشدة واشنطن للفلسطينيين والقادة العرب حضور المؤتمر الذي سينعقد في 25 و26 حزيران/ يونيو، انضم رجال الأعمال الفلسطينيون إلى السياسيين في القول بأن مطالبهم السياسية يجب تلبيتها في أي خطة لحلحلة ملفات القضية الفلسطينية.
وقال عرفات عصفور رئيس مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني (بال تريد)، الذي يضم أكثر من 300 عضو في الضفة الغربية وغزة، إن المشكلات السياسية التي لم يتم حلها، مثل القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والأفراد في الأراضي المحتلة، هي التي تحول دون الاستثمار الأجنبي منذ فترة طويلة.
اقرأ أيضا: بمشاركة إسرائيلية.. حضور سعودي وإماراتي لمؤتمر البحرين
وتساءل عصفور الذي قال إن مركزه رفض الذهاب إلى البحرين: "كيف تنتظر أن يستثمر الناس في فلسطين إذا كانوا لا يستطيعون الدخول؟ إذا كانوا لا يملكون السيطرة، ولا يتوافر لديهم إطار العمل القانوني، وبيئة الأعمال، لحماية أنشطتهم؟".
وقال إبراهيم برهم الرئيس التنفيذي لشركة صفد لتكنولوجيا المعلومات التي تتخذ من رام الله مقرا لها: "إنهم يتخذون جانب إسرائيل، على الصعيد السياسي، ويريدون التحدث معنا في القضايا الاقتصادية فحسب. لكن ذلك ليس مسارا صحيحا".
ومن بين من رفضوا دعوة الحضور أيضا رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، مؤسس مشروع روابي أول مدينة فلسطينية مخطط لها في الضفة الغربية المحتلة.
وعارضت حركة المقاومة الإسلامية حماس (كبرى فصائل المقاومة) وكذا السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، والتي يدعمها الغرب، ومنظمة التحرير الفلسطينية مبادرة البحرين بقوة، بعد مرور عام ونصف العام على رفض صفقة مع إدارة ترامب يقولون إنها منحازة لإسرائيل.
وفي مواجهة الانتقادات، قال المبعوث غرينبلات إن السلطة الفلسطينية تحول "بشكل مخز" دون مستقبل أفضل للفلسطينيين، ونفى أن واشنطن تعطي الأولوية للشق الاقتصادي على المشكلات السياسية. ووصف في بيان خطة فريقه الاقتصادية بأنها رؤية "طموحة لكن قابلة للتنفيذ".
وقال خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية إن ما يقرب من 80 في المئة من الفلسطينيين يعتقدون أن خطة ترامب لن تؤدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة المحتلة.
وأضاف أن "المسألة ليست أن هؤلاء الفلسطينيين أو رجال الأعمال الكبار غير مهتمين بتحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين. إنهم بالطبع مهتمون بذلك"، مستندا إلى استطلاع أُجري في آذار/ مارس قبل الإعلان عن العنصر البحريني في الخطة.
وأضاف أن "الأمر يتعلق بالقلق من أن يكون ما يسعى إليه الأمريكيون هو تخيير الفلسطينيين بين حقوقهم السياسية وحقوقهم الاقتصادية. هم يريدون الاثنين معا، وغير مستعدين للمساومة".
اقرأ أيضا: موقع إسرائيلي: الفلسطينيون ليسوا بحاجة لمؤتمر البحرين الاقتصادي
وانتقد مسؤولو السلطة الفلسطينية البحرين لموافقتها على استضافة المؤتمر، ودعوا لمقاطعته.
وقال صالح رأفت المسؤول بمنظمة التحرير الفلسطينية: "إنه لأمر مخز لدولة عربية شقيقة أن تؤيد مقترحات أمريكية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتستضيف مؤتمرات تسعى للقضاء على تطلعاتنا العادلة".
وفي اتفاق نادر بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضا إلى مقاطعة عربية للمؤتمر.
وقالت الحركة، في بيان: "تتطلع حركة حماس إلى رفض البحرين وشعبها الأصيل لتدنيس أراضيها من قبل العدو الصهيوني قاتل الفلسطينيين".
وقال عيسى عمرو من حركة شباب ضد الاستيطان: "نحن الفلسطينيون نرفض أي نوع من الإملاءات على الشعب الفلسطيني بدون إنهاء الاحتلال وإعطاء الفلسطينيين حريتهم الكاملة".
هكذا علقت البحرين على اتخاذها محطة لانطلاق "صفقة القرن"
فصائل فلسطينية ترفض مؤتمر "صفقة القرن" بالبحرين
عباس إلى الدوحة لبحث تداعيات "مؤتمر البحرين" مع أمير قطر