أظهرت المعارك البرية التي يخوضها النظام السوري في شمال غرب سوريا، أن الأخير يعتمد بشكل كبير على عناصر "المصالحات" في قتال المعارضة.
وبحسب شبكات إعلامية محلية، فإن عددا كبيرا من قتلى
المعارك من جانب النظام، من المقاتلين الذين أجروا تسويات "مصالحات" مع
النظام السوري، من أبناء ريف حمص الشمالي، والجنوب السوري، وأرياف دمشق.
من جانب آخر، أوضحت المصادر أن النظام يعتمد كذلك
على المجندين الجدد قسرا في صفوف قواته، كرأس حربة في هجماته المتتالية على مناطق
المعارضة.
وما يؤكد ذلك، وفق المصادر ذاتها، تكثيف النظام
لحملات التجنيد الإجباري، في كل من حمص وحلب ودمشق، بالتزامن مع بدأ الهجوم البري
على أرياف حماة وإدلب المشمولة باتفاق "خفض التصعيد".
كبش فداء
وبهذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي الدكتور نصر
فروان، أن النظام حوّل عناصر "المصالحات" إلى كبش فداء لقواته.
وقال فروان لـ"عربي21": "عمد النظام
مع الخسائر الفادحة التي تتعرض لها قواته خلال معاركها على الجبهات المشتعلة، إلى
تسخير طاقات عناصر المناطق التي استعادها مؤخرا في سبيل دعمه وحمايته، والقتال في
صفوفه إما طوعا أو بالإكراه".
وأضاف أن "النظام قام بإنشاء ميليشيات تضم كل
الشباب الفارين من شبح الاعتقال، وأعطاهم الوعود الكاذبة بعدم إرسالهم إلى
الجبهات"، مستدركا بقوله: "وجدوا أنفسهم اليوم في الصفوف الأولى لجبهات
النظام الحامية، ليكونوا وقود النظام، الذي يستطيع التضحية به في الجبهات التي يرى
فيها أنه بحاجة لمقاتلين".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: التصعيد في إدلب ينذر ببداية المعركة الأخيرة
وأكد فروان إرسال تعزيزات عسكرية من أبناء المصالحات
من حمص والقلمون ودرعا لتقاتل إلى جانب
قوات الأسد في ريف حماة وإدلب، كتعويض عن جزء من خسائره البشرية، وكذلك للتخلص من
هؤلاء الشباب الذين كانوا أعداء الأمس، وعلق بقوله: "هؤلاء لا يؤمن جانبهم من
قبل النظام، ولا بد من التخلص منهم بهذه الطريقة".
استهانة بالأرواح
من جانبه، قال الصحفي والباحث يحيى الحاج نعسان، إنه
"من الواضح من خلال معارك الكر والفر التي يقوم بها النظام، أن هناك استهانة
من جانب النظام بأرواح قواته، وهذا أمر معهود منذ اندلاع الثورة السورية في العام
2011".
وأضاف الحاج نعسان لـ"عربي21" أن
"النظام استهان بدماء كل الشعب السوري، عندما زج بهم في محرقة مقابل حفاظه
على كرسي الحكم"،
مشيرا إلى أن "النظام لم يقف عند هذا الحد، وإنما باع مقدرات البلاد كلها
للروس وللإيرانيين".
وبالعودة إلى مشاركة عناصر فصائل التسوية إلى جانب
قوات النظام، أعرب الصحفي عن حزنه لقبول من شارك بالثورة السورية في يوم من
الأيام، بقتال رفاقهم وأهلهم، وعلق قائلا: "ما يجري يحز بالنفس كثيرا، وهي غصة
مؤلمة".
اقرأ أيضا: الجيش الحر يعلن التحرر من الاتفاقات الدولية بعد معارك حماة
عضو "هيئة القانونيين السوريين" المحامي
عبد الناصر حوشان، لفت إلى أنه "بالنظر إلى أسماء قتلى النظام في المعارك
الأخيرة، يتضح أن قسما كبيرا منهم هم من الطائفة السنية".
وقال حوشان لـ"عربي21"، إن "بقاء
الشباب ممن هم في سن الخدمة العسكرية، في مناطق النظام، يعني موافقة منهم على وضع
أنفسهم تحت تصرف النظام، والحال كذلك، هم وافقوا أن يصبحوا في عداد الجنود
النظاميين".
وبهذا المعنى، يرى حوشان أنه "لا يمكن اعتبار
المجندين قسرا، خسائر لطائفة معينة، بل خسائر لقوات وعصابات النظام"، على حد
تعبيره.
وبحسب مصادر محلية، فإن النظام السوري تكبد خسائر
فادحة في صفوف قواته، خلال المعارك البرية الأخيرة التي بدأها قبل ثلاثة أيام.
النظام السوري يهاجم تركيا ويتوعدها بالسيطرة على إدلب
النظام السوري يعزل خطيب "الأموي" والأخير يرد بعنف (شاهد)
مقتل 8 غالبيتهم أطفال بقصف لنظام الأسد بخان شيخون بإدلب