علقت الكاتبة روبن رايت في مجلة "نيويوركر" على شريط زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، الذي ظهر فيه لأول مرة منذ عام 2014.
وتشير رايت في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الشريط يهدف بالدرجة الأولى إلى تعبئة أتباعه الذين لا يزالون يتبعون أوامره في أربع قارات، لافتة إلى أن الشريط كان محاولة للتأكيد أن الزعيم أو تنظيمه لم يسحقا بعد خسارة آخر معقل له في بلدة باغوز في شرق سوريا.
وتلفت الكاتبة إلى أن "البغدادي أكد أن حرب الإسلام وأتباعه ضد الصليبيين وأتباعهم طويلة، وأكد البغدادي، الذي كان يجلس متربعا في غرفة جدرانها مطلية بالأبيض، أن الحرب هي استنزاف، وأن الجهاد سيظل باقيا إلى يوم القيامة".
وتقول رايت: "يبدو أن شريط الفيديو جاء من أجل دحض ما قاله الرئيس دونالد ترامب بأن تنظيم الدولة (هزم مئة بالمئة)، وزعم البغدادي أن فروع التنظيم شنت 92 هجوما في ثماني دول، ووضعت أمريكا في الوقت الحالي مكافأة مالية بـ25 مليون دولار لكل من يقدم معلومات عن البغدادي، الذي يعتقد أنه مختف في الصحراء الواقعة بين سوريا والعراق".
وتلفت الكاتبة إلى أن مؤسسة الفرقان للإعلام أصدرت الشريط، وهو أول ظهور للبغدادي منذ خطبته على منبر جامع النوري في عام 2014، مشيرة إلى أن البغدادي هنأ جماعته بهجمات سريلانكا، وتحدث عن حركات التغيير في كل من السودان والجزائر.
وتنقل المجلة عن تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، قوله: "هذا أول فيديو للبغدادي منذ خمسة أعوام، ويأتي في مرحلة مهمة بالنسبة للمنظمة الإرهابية الخارجة من هزيمة في مناطقها في قلب العراق وسوريا"، وأضاف أن تنظيم الدولة يحاول تأكيد نفسه بصفته قوة قادرة على شن هجمات إرهابية حول العالم.
وتبين رايت أن الفيديو يناقض التقارير التي تحدثت عن مقتل البغدادي كلها، ففي عام 2017 زعم الروس أن البغدادي قتل في غارة جوية، ويقول ليستر: "يبدو البغدادي في صحة جيدة، وواثقا من نفسه ليظهر في شريط فيديو"، مشيرا إلى أن الفرق الوحيد هو أن البغدادي بدأ أسمن من مظهره الأول، فيما بدت لحيته أطول وبيضاء صبغ جزء منها بالحناء.
وتقول الكاتبة إن "البغدادي أدهش العالم عندما حول تنظيم القاعدة الذي هزم في عام 2007، وفي غضون سبعة أعوام، إلى دولة وخلافة بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين جندهم من 80 دولة، وتهرب من عمليات القتل أو الاعتقال، فيما تم اعتقال أو قتل عدد كبير من القادة عبر الغارات الجوية".
وتورد المجلة نقلا عن دانيال بيمان، من معهد بروكينغز، قوله إن "نجاة البغدادي رغم عمليات الملاحقة والعملية العسكرية مثيرة للدهشة"، وأضاف أن تنظيم الدولة يملك شبكة فاعلة، وقدرات سرية في العراق وسوريا، ولهذا فإن الفيديو هو "طريقة لتأكيد قيادته لحركة الجهاد العالمية، وطمأنة أتباعه في فترة تثبط العزيمة".
وتنوه رايت إلى أن البغدادي أكد أن الحركة تتوسع رغم خسارتها مواقع، وهنأ فصيلين في مالي وبوركينا فاسو على "انضمامهما إلى صفوف الخلافة"، وأثنى على فصيل بوركينا فاسو للهجمات التي نفذها ضد القوات الفرنسية، ودعا إلى توسيع الهجمات ضد الدول الصليبية.
وتنقل المجلة عن آرون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله إن الفيديو هو طريقة للنظر أماما، فيما علقت وزارة الخارجية الأمريكية على الشريط، بالقول إن القتال ضد تنظيم الدولة لم ينته، إلا أن خبراء الإرهاب أكدوا ضرورة عدم تهاون المجتمع الدولي؛ لأن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا خطيرا.
وقال ليستر للمجلة إن أفراده قاموا بـ85 هجوما منذ سقوط بلدة باغوز، ولديه آلاف المقاتلين العاملين، مشيرا إلى أن ما خلفه تنظيم الدولة وراءه من مشكلات يفوق ما خلفته أمريكا وراءها من تحديات في العراق بعد عام 2010.
وتختم رايت مقالها بالإشارة إلى قول ليستر إن التنظيم انتعش واستمر بصفته حركة أكثر مما عمر بصفته دولة، وأضاف: "لا أعتقد أن تنظيم الدولة يائس، لكنه واثق بنفسه ومن مستقبله".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: ما هي دلالات ورسائل فيديو البغدادي الجديد؟
إندبندنت: الجهادية البريطانية بيغوم عملت بـ"حسبة" الخلافة
فورين بوليسي: الأسد يستخدم تنظيم الدولة لترهيب الأقليات