نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا، تقول فيه إن الحرس القديم في الثورة السودانية الجديدة ليسوا فقط محل تشكك المحتجين السودانيين، بل القوى الإقليمية التي ستستغل رحيل الرئيس عمر البشير عن السلطة بعد 30 عاما من الحكم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى السفارة المصرية في الخرطوم، التي كانت في الأسبوع الماضي ساحة للمحتجين، الذين هتفوا بشعارات موجهة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "قل للسيسي"، "حدود السودان تتوقف عند أسوان".
وتقول الصحيفة إن المحتجين يرغبون في تأكيد موقف تم تعزيزه برسالة إلى السفارة، ولا يستهدف مصر فقط، لكن الدول المحيطة بالسودان كلها، وذات المصلحة، بأن عليها البقاء بعيدا عنه، وعدم التدخل في شؤونه.
ويجد التقرير أن المحادثات الجارية بين حركة الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي هي دليل واضح على المخاوف المتزايدة من تواصل الاضطرابات السياسية، بحيث تجعل السودان عرضة للتدخلات الأجنبية.
وتفيد الصحيفة بأن من أهم مظاهر القلق التي عبر عنها أيضا الدبلوماسيون الغربيون، هي جر السودان عميقا في المواجهات المتزايدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين السعودية ومصر والإمارات العربية من جهة، والآخرين مثل إيران وتركيا وقطر من جهة أخرى.
ويلفت التقرير إلى أن الكتلة الاولى سارعت للتحرك في السودان، حيث زار وفد سعودي- إماراتي الخرطوم، بعد أيام من سقوط البشير، وحمل معه حزمة دعم بقيمة 3 مليارات دولار، بما فيها مبلغ كبير لمساعدة العملة السودانية على الاستقرار.
وتنقل الصحيفة عن النقاد، قولهم إن المساعدة كانت مجرد "تحلية"؛ للتأكد من مواصلة السودان دعم الحرب في اليمن، حيث قتل مئات السودانيين وهم يقاتلون إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب ضد الحوثيين، مشيرة إلى أن المراقبين يقولون إن الثنائي السعودي- الإماراتي يرى في سقوط البشير مناسبة لتجنيد السودان لدعم الأجندة المعادية للإخوان المسلمين في المنطقة.
وينوه التقرير إلى أن الثنائي لم يكن هو الطرف الوحيد الذي سارع لاستثمار خروج البشير من المشهد السياسي، فقد قام السيسي، الجنرال السابق في الجيش، الذي قام بانقلاب ضد رئيس منتخب، بالتدخل كونه رئيسا للاتحاد الأفريقي، وتخفيف مطالب المنظمة الأفريقية بضرورة تسليم السلطة إلى المدنيين.
وتقول الصحيفة إن الكثيرين يرون أن السيسي يرغب في استمرار تأثير الجيش في السودان، كما هو حال الجيش في بلده، الأمر الذي يثير مخاوف المتظاهرين الذين لا يريدون استبدال ديكتاتور بآخر جديد.
ويورد التقرير نقلا عن محمد صلاح، الذي ساهم في تنظيم التظاهرة أمام السفارة المصرية، وتحدث محذرا من محاولات الدول التنافس على دعم الفصائل المختلفة، قوله: "لهذا قررنا تسليم رسالة إلى السفارة، وطلبنا منهم عدم التدخل في الشؤون السودانية، ويبدو أن هناك مجموعتين في الجيش.. واحدة قوية مرتبطة بالإمارات والسعودية، والثانية على علاقة بقطر وتركيا، والجماعة الأولى هي الأقوى، وتحظى بدعم مالي من السعودية والإمارات، وغطاء سياسي من مصر".
وتذكر الصحيفة أن المعلقة في صحيفة "التيار" شمائل النور، عكست في مقابلة معها مظاهر قلق صلاح، مشيرة إلى وجود صلات بين الجنرالات البارزين في المجلس العسكري الانتقالي واللاعبين الإقليميين، وقالت إن سقوط البشير ترك وضعا معقدا في السودان وفيما يتعلق بعلاقته بالموضوعات الإقليمية.
وينقل التقرير عن المعلقة، قولها إن "مصر والسعودية والإمارات كانت هي آخر تحالفات النظام القديم، رغم وقف الدعم السعودي لنظام البشير في أشهره الأخيرة.. في تصريحاته الأخيرة قال إنه دعم بقاء القوات السودانية في اليمن، وما هو مهم أن قادة الجيش والاستخبارات الذين أطاحوا به لا يزالون على ولائهم للإمارات ومصر والسعودية".
وتقول الصحيفة إن حساسية الموضوع بدت من تصريحات محمد الجزولي، وهو قائد حزب سياسي إسلامي، الذي اعتقل مدة وجيزة قبل الإفراج عنه، بعدما انتقد التدخل الإماراتي في السودان، ومع أنه لم يخبر عن سبب اعتقاله إلا أن ذلك حدث مباشرة بعد تعليقاته.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى قوله للصحيفة: "لا نريد أي تدخل من أي طرف، سواء كان من تركيا أو قطر من جهة، أو من السعودية ومصر والإمارات من جهة أخرى".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
وول ستريت: السعودية والإمارات تلعبان دورا كبيرا بالسودان
إيكونوميست: الشعب السوداني أطاح باثنين وعينه على الثالث
فورين أفيرز: كيف نمنع ثورة السودان من الانزلاق نحو العنف؟