نشر موقع " دوتشيه فيليه" الألماني تقريرا، يقول فيه إن الدعم للمجلس العسكري الحاكم يشير إلى محاولة السعوديين زيادة تأثيرهم في الخرطوم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التوازن الحساس بين المدنيين والجيش دخل أسبوعه الثالث، بعدما أطيح بالرئيس البشير بنجاح، وحل محله وزير الدفاع الجنرال أحمد عوض بن عوف، الذي تنازل عن الحكم لجنرال آخر، وهو الجنرال عبد الفتاح البرهان.
ويلفت الموقع إلى أنه مع أن القيادة الجديدة أعلنت عن إصلاحات، فإن المحتجين لا يزالون في الشوارع، وسيواصلون التظاهر حتى يتم تحقيق مطالبهم، فالغموض الذي يغلف الوضع أدى إلى توتر بعيدا عن البحر الأحمر.
وينوه التقرير إلى أن حكومتي الإمارات العربية المتحدة والسعودية أعلنتا عن نيتهما دعم الجيش السوداني، وقررتا الأسبوع الماضي دعمه بـ 3 مليارات دولارات من المساعدات، بما فيها 500 مليون دولار كمساعدات نقدية توضع في البنك المركزي، أما الباقي فسيتم استخدامه لشراء المواد الغذائية والمنتجات البترولية.
وينقل الموقع عن المحلل السياسي والخبير في شؤون القرن الأفريقي توبياس سايمون، قوله إن السعودية والسودان يقيمان علاقات قوية منذ وقت طويل، ويضيف سايمون: "دعمت حكومة الرياض النظام السابق.. طالما استطاعت شراء موالين لها"، وفي بداية العام الحالي حول السعوديون 2.2 مليار دولار لنظام البشير.
وبحسب التقرير، فإن السودان والسعودية يرتبطان اقتصاديا وعسكريا، وكذلك في الحرب الجارية الأهلية في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا ضد جماعة الحوثيين.
ويورد الموقع نقلا عن مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" ديفيد كيرباتريك، قوله إن عدد المرتزقة السودانيين في اليمن بلغ بحلول عام 2018 حوالي 14 ألفا يشاركون في الحرب ضد المتمردين، مشيرا إلى أن النزاع الذي يدور في الطرف الجنوبي من الجزيرة العربية يعد نموذجا كلاسيكيا عن حرب الوكالة.
ويقول سايمون للموقع: "لا يزال السودان يؤدي دورا في الحرب"، ويضيف أن الجنرال البرهان أكد استمرار مشاركة الجنود السودانيين ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، وهو واحد من الأسباب التي دعت الرياض للتعهد بدعم الجيش السوداني، إلا أن المتظاهرين لا يزالون متشككين في نوايا الرياض.
وينقل التقرير عن عضو الحزب الشيوعي السوداني علي محجوب النظيف، قوله لبرنامج "المسائية" في "دوتشيه فيليه"، إن من المنطقي محاولة السعودية متابعة مصالحها، لكنه يشك في قدرة الحكومة الانتقالية على اتخاذ قرارات باستقلالية، وأضاف: "نعلم من بين أشياء أن الجنرال عبد الفتاح البرهان كان مشاركا في نشر المقاتلين السودانيين.. هذه الجماعات ملتزمة بمصالح السعودية".
وبحسب الموقع، فإن محللين آخرين يرون أن السعودية والإمارات ستحاولان تحقيق أهداف أخرى، فيقول رئيس البحث في المعهد الدولي للشؤون الاستراتيجية في باريس، كريم بيطار: "تشترك الدولتان بمعارضة الحركات الجماهيرية.. هما مهتمتان بالحفاظ على الوضع القائم، وتخشيان من انتشار الثورة، أو أي حركة احتجاج وطني يمكن أن تنتشر في بقية المناطق".
ويفيد التقرير بأنه في محاولة لقمع الثورات الاجتماعية في الدول الإسلامية، فإن السعودية انضمت إلى القوى المحافظة والمستبدة في الدول الأخرى، مثل نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، الذي يقوم حاليا بقمع جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى الحكم في أول انتخابات حرة بعد ثورة عام 2011، إلا أن الرئيس محمد مرسي أطيح به في عام 2013.
ويشير الموقع إلى أن حكومة السيسي تعرضت لانتقادات دولية بسبب القمع، فيما تم شجب السعودية بعد جريمة قتل جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
ويختم "دويتشه فيليه" تقريره بالإشارة إلى أنه من غير المعلوم الكيفية التي ستحقق فيها السعودية أهدافها في السودان، ويرى سايمون أن الرياض قد تتعامل بحذر في الوقت الحالي، خاصة أن المتظاهرين يريدون فتح صفحة جديدة، قائلا: "يريدون تسليم السلطة لحكومة مدنية"، ما يعني منع الجيش من تولي السلطة، وكذلك رموز النظام السابق من العودة إلى الحكم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: طائرات الإمارات بليبيا رفعت أعداد الضحايا
WP: هذا ما يجب أن يتعلمه ترامب من سقوط ديكتاتور السودان
الغارديان: حلفاء بريطانيا في الخليج متهمون بدعم حفتر