استبق
تيار المستقبل إذاعة النتائج الرسمية للانتخابات الفرعية وأعلن مسبقا
فوز مرشحته ديما جمالي بالانتخابات الفرعية عن المقعد السني في مدينة طرابلس، و
الذي سبق وفازت به في
الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في أيار/ مايو الماضي،
قبل أن يبطل المجلس الدستوري نيابتها في شباط/ فبراير الماضي قابلا الطعن في صحة
النتائج الذي تقدم به مرشح جمعية المشاريع "الأحباش" المدعوم من حزب
الله وقوى 14 آذار، و"إعلان المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا بانتظار
إجراء انتخابات فرعية".
وأعلن أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري فوز جمالي، قائلا: "مبروك
لديما جمالي فالماكينة الانتخابية الخاصة بتيار المستقبل أظهرت حصولها على 74% من
الاصوات"، مردفا: "أخذنا خيار الوحدة في طرابلس كي ننطلق إلى العمل".
ورفض مرشح الأحباش
خوض الانتخابات الفرعية، واعتبر أن "النصر قد تحقق بقرار المجلس
الدستوري"، لكنّه رأى في الوقت عينه أنه غير منصف لكون المجلس لم يقرر منحه
المقعد النيابي مباشرة من دون إعادة الانتخابات.
المستقبل: حجتهم
ضعيفة
ونفى القيادي في
تيار المستقبل مصطفى علوش أن تشكل نسبة الاقتراع المتدنية مشكلة بالنسبة للرئيس
الحريري، وقال في تصريحات لـ"
عربي21": "لم نتفاجأ من تدني نسبة الاقبال
على الانتخابات الفرعية"، موضحا: "أشرنا سابقا في توقعاتنا إلى أن
النسبة ستتراوح بين 18 و 19 بالمئة، غير أنّ الإقبال الانتخابي جاء أقل من ذلك إلى حدود 10
بالمئة من إجمالي عدد الذين يحق لهم الاقتراع".
وشدّد أنّ "اقبال
الناخبين ارتفع بعد فترة الظهيرة، وهذا ما سبق أن تكرر في انتخابات سابقة"، مستهجنا
ما وصفه بـ "الشعبوية السياسية التي تمارسها أطراف معارضة لتيار
المستقبل"، وقلّل من أهمية الحديث عن انتصار سياسي حققه فريق 8 آذار من خلال
نجاح الطعن وإعادة الانتخابات، وقال: "لو كان صحيحا أنهم حققوا انتصارا
سياسيا فكان حريا بهم عدم خوض الانتخابات أساسا أو تقديم طعون إلى المجلس
الدستوري".
ووصف علوش مواقف
قوى 8 آذار حول تحقيق الغاية السياسية من وراء إعادة الانتخابات الفرعية، بأنها
"حجة ضعيفة لا يمكن تصديقها، في حين أن السبب الرئيس هو عدم رفع نسبة
الاقتراع للإيحاء بعدم مشروعية الانتخابات والفائز بها".
وعن تحالفات تيار
المستقبل في الشمال، أكد علوش على أهمية "سياسة الحوار والانفتاح التي بدأها
الرئيس الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي (قيادي سني ورئيس كتلة نيابية في طرابلس)،
ومع أفرقاء آخرين بهدف التضامن والابتعاد عن التنافس السياسي على أمور لا تفيد سوى
الطرف الآخر"، معتبرا أن "مبادرة التلاقي التي أطلقها تيار المستقبل في
الشمال من شأنها أن تفتح الأبواب أمام إطلاق المشاريع التنموية في المنطقة".
"امتحان صعب"
و رأى الكاتب
والمحلل السياسي جورج علم أن "نسب المقترعين لطالما كانت متدنية خلال الانتخابات
الفرعية"، غير أنه أشار في تصريحات لـ"
عربي21" إلى أن "الانتخابات
الفرعية في الشمال تمثل تحديا كبيرا وامتحانا صعبا للرئيس الحريري والقيادات
السنية المتحالفة معه، للوقوف على مدى تجاوب الرأي العام الطرابلسي مع توجهات
وخيارات تيار المستقبل".
ولفت علم إلى أن
"الاقتراع بالنسبة لأنصار المستقبل متجه في ظاهره إلى المرشحة ديما جمالي،
ولكن في جوهر العملية الانتخابية هو اقتراع حقيقي لسعد الحريري من قبل الطرابلسيين"،
مستدلا بما تم "حشده خلال الحملات الانتخابية التي بدأها الرئيس الأسبق فؤاد
السنيورة والنائب بهية الحريري ومن ثم الجولة الأبرز التي قام بها الرئيس الحريري
في المدينة وسط التفاف أبرز الشخصيات الطرابلسية حوله من الرئيس ميقاتي والوزير
السابق محمد الصفدي، واللواء أشرف الريفي، والنائب محمد كبارة".
وعن حسم النتيجة
مسبقا لصالح مرشحة الحريري ما أدى إلى تراجع الإقبال على الانتخابات لعدم وجود
تنافسية حقيقية، قال: "النتيجة ليست نقطة الارتكاز في هذه الانتخابات، بل
الوقوف على مدى دعم الشارع الطرابلسي لخيارات رئيس الحكومة و تجاوبهم مع تطلعاته وخطواته
السياسية، وأيضا هي بمثابة رسالة إيجابية أو سلبية غير مباشرة يوجهها أهل طرابلس إلى
الحريري تحديدا والقيادات الأخرى المتحالفة معه".
وأشار علم إلى أن
"رفع وتيرة الحملة الانتخابية إلى الدرجة القصوى من قبل تيار المستقبل له
دلالة كبيرة تتجاوز استرجاع منصب نيابي افتقده بقرار من المجلس الدستوري، وبالتالي،
فإن مستوى المشاركة وحجم الأصوات التي حصلت عليها مرشحة المستقبل يرسم ملامح عامة
حول حضور التيار الحريري في عاصمة الشمال".
وبين علم أن
"التحالفات التي نسجها الحريري ستكون مدفوعة الثمن مستقبلا على الصعيد
السياسي والانتخابي"، مشيرا إلى أن الحريري تحمّل "ديونا معنوية في هذه
الانتخابات تجاه القيادات المتحالفة
معه"، مضيفا: "سيتم تسديد تلك الديون في استحقاقات قادمة".