نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن الثقل الذي يتمتع به الجنرال توفيق في عملية الانتقال الديمقراطي في الجزائر، وهو ما أثار امتعاض رئيس الأركان، أحمد قايد صالح، نظرا لرغبته في أن يكون محور التحول في البلاد.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المنافسة احتدمت في الجزائر العاصمة، لا سيما داخل المؤسسة العسكرية التي تمثّل العمود الفقري للنظام الذي بات متصدّعا أكثر من أي وقت مضى.
وفي بيان شديد اللهجة أصدرته وزارة الدفاع في 30 آذار/ مارس الماضي، فوجئ رئيس الأركان قايد صالح باحتمال عقد اجتماع بين "أطراف معروفة سيُكشف عن هويتها في الوقت المناسب" بهدف "شن حملة إعلامية عنيفة" عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد الجيش الوطني الشعبي الجزائري.
اقرا أيضا : الرئاسة الجزائرية: بوتفليقة سيستقيل من منصبه الشهر الجاري
تجدر الإشارة إلى أن قايد صالح، الذي أعرب عن تأييده للإطاحة بالرئيس بوتفليقة من خلال اقتراح تفعيل المادة 102 من الدستور، قد ندّد في بيانه بأولئك الذين يختارون سبلا أخرى للخروج من الأزمة.
وأشار الموقع إلى أن مصدر القلق الوحيد يتمثل في أن العديد من المتظاهرين الذين جابوا شوارع البلاد يوم الجمعة 28 آذار/ مارس الماضي، أبدوا اعتراضهم على الحل القانوني في المادة 102.
ويبدو أن السيناريو الذي يتولى بمقتضاه رئيس مجلس الأمة المقرب من بوتفليقة، الرئاسة بالنيابة لمدة قصيرة تنتهي بتنظيم انتخابات رئاسية في أسرع الآجال، لا يحظى بتأييد المتظاهرين.
وأفاد الموقع بأن المقربين من قايد صالح يعتقدون أن أولئك المقربين من دائرة الاستعلام والأمن يقفون وراء هذه التعبئة الشعبية ضد مقترحات رئيس الأركان.
ومن المؤكد أن الجنرال توفيق الذي شغل منصب رئيس المخابرات الجزائرية ولعب دور القائد الحقيقي للجزائر طيلة 25 سنة، بصدد تكثيف جهوده لزعزعة مكانة رئيس الأركان. في الأثناء، تنذر هذه الأوضاع بوقوع صدام عنيف بين العشيرتين الرئيسيتين للمؤسسة العسكرية.
ووفقًا لمصادر تابعة لموقع "ألجيري بارت"، عُقد اجتماع هام يوم السبت 30 آذار/ مارس في بلدية حيدرة، وتحديدا في مقر سكنى الجنرال توفيق الذي التقى باليمين زروال الذي سبق أن تولى رئاسة الجمهورية الجزائرية في سنة 1995.
وأورد الموقع أن الطرفين تجاذبا أطراف الحديث حول الحاجة الماسة للتوصل إلى حلول للوضع الحالي الذي يشلّ حركة البلد.
وحيال هذا الشأن، قدم الجنرال توفيق مقترحات ملموسة يحتاجها زروال في قيادة الفترة الانتقالية. وقد ناقش الجنرالان أخيرا الدور الذي ينبغي أن تلعبه القيادة العسكرية العليا في التحول المستقبلي الذي ستشهده الجزائر بعد 28 نيسان/ أبريل، أي حين تنتهي فترة ولاية بوتفليقة
وذكر الموقع، بحسب "ألجيري بارت"، أنه قد عُقد اجتماع آخر في اليوم ذاته بين عشرات السياسيين المؤثرين في الجزائر وأبرزهم اليمين زروال.
اقرا أيضا : صحيفة جزائرية: رئيس البرلمان سيستقيل قبل رحيل بوتفليقة
وخلال هذه الجلسات، وضعت خارطة طريق تهدف إلى مواجهة المقترح الذي قدمه أحمد قايد صالح إلى الجزائريين بشأن وضع حد للأزمة.
في الحقيقة، شهد الاجتماع حضور رئيس الوزراء السابق، أحمد بن بيتور، والقائد السابق لجيش التحرير الوطني، لخضر بورقعة، علاوة على ممثل رسمي عن رئاسة الجمهورية وصديق مقرّب من الجنرال توفيق.
وأضاف الموقع أنه يبدو أن الطريقة التي ينشر المقربون من عشيرة بوتفليقة عبرها تفاصيل الاجتماعات تحت إشراف رجال دائرة الاستعلام والأمن على مواقع التواصل الاجتماعي، تدلّ على أن الجنرال توفيق يبقى بالنسبة لهم طوق النجاة الأخير.
الجدير بالذكر أن اعتقال علي حداد، وهو الرئيس السابق لمنتدى أرباب العمل وواحد من القلّة المقربة من سعيد بوتفليقة، الذي حاول الفرار من الجزائر عبر تونس، يوم الجمعة 31 آذار/ مارس، تسبب في حالة ذعر داخل المعسكر الرئاسي.
المونيتور: هل تعد تنازلات بوتفليقة كافية؟
صحيفة فرنسية: ما هي سيناريوهات الجزائز المحتملة ؟
لوباريزيان: 5 سيناريوهات محتملة للخروج من الأزمة بالجزائر