نشرت صحيفة "يني
شفق" التركية تقريرا تحدثت فيه عن المخاطر المحدقة بالمستخدمين في عالم
الإنترنت، وأهمها الروابط المشبوهة.
وذكرت الصحيفة في
تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، أنّ الهجمات الإلكترونية ازدادت مع
انتشار التكنولوجيا وسهولة الحصول عليها من قبل عامة الناس، مما جعلهم فريسة سهلة
للقراصنة الذين يقومون بالاستيلاء على معلومات ضحاياهم لاستخدامها في أغراض خاصة
بهم أو ابتزازهم بها.
وأشارت الصحيفة إلى
أنّ الخبراء في هذا المجال يؤكدون على وجود خطوات بسيطة وسهلة تحول دون الوقوع
ضحية لهؤلاء القراصنة، غير أنّ الكثير من المستخدمين يتجاهلون هذا الأمر ولا
يمنحوه الاهتمام اللازم، مما يجعلهم على قائمة المرشحين كضحايا جُدد.
ونقلت الصحيفة عن
خبراء تكنولوجيين قولهم إنّ أبرز وأهم الخطوات الواجب اتخاذها تتمثل في ضرورة
استخدام البرامج بنسخها الأصلية والمدفوعة، وتحديث البرامج الأساسية أولا بأول،
وجعل كلمات السر للحسابات الشخصية صعبة الاختراق من خلال استخدام الأحرف والأرقام
المختلفة، وعدم استسهال الدخول في المواقع، التي تتطلب الاشتراك بعضوية، من خلال
حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة عن
يافوز سلطان سليم يوكسيل، رئيس مجلس إدارة جمعية الأمن المعلوماتي والتكنولوجي في
تركيا، أنّ الأمن التكنولوجي الشخصي مهم جدا ليس على مستوى الأفراد فقط، بل على
مستوى المؤسسات أيضا، لأنّ اختراق أي موظف قد يُلحق ضررا فادحا بالمؤسسة ككل، وخير
مثال على ذلك ما حصل في محطة الطاقة النووية في إيران، والتي اختُرقت من خلال
ذاكرة محمولة استخدمها أحد العلماء هناك.
اقرأ أيضا: مخترع الإنترنت يحدد 3 نقاط ساهمت في الإضرار باختراعه
وأكّد يوكسيل أنّ
العنصر البشري هو العمود الأساسي الذي يستند عليه موضوع الأمن التكنولوجي
والمعلوماتي، مستدلا على ذلك بحادثة سرقة أحد المصارف في تركيا والتي تم من خلالها
نهب 4 ملايين ليرة (750 ألف دولار). ورغم الأمن المعلوماتي شديد الحساسية لدى
أنظمة البنوك، إلا أنّ عملية السرقة تمت من خلال اختراق حاسوب محمول لإحدى موظفات
البنك. ولهذا يتمثل أهم عنصر في الأمن المعلوماتي في ضرورة إدراك أبعاد الأخطار
المترتبة عن تجاهل الإجراءات الوقائية لدى الأفراد.
وكشف يوكسيل أنّ هناك
من يبيع الفيروسات المُنتجة حديثا للقراصنة من خلال ما يُسمى "الإنترنت
المُظلم"، الذي لا يخضع لأي أحكام أخلاقية أو انضباطية ولا يخضع لسيطرة الدول
ومؤسسات الإنترنت.
وأوردت الصحيفة عن
يوكسيل قوله إنّ أهم الإجراءات الوقائية أيضا تتمثل في ضرورة استخدام كلمات سر
متنوعة للحسابات الشخصية المختلفة، كالبريد الإلكتروني وحسابات مواقع التواصل
الاجتماعي وغيرها من المواقع، لأنّ التسجيل في موقع إلكتروني ما بنفس كلمة السر
لجميع الحسابات، سيُعرض الشخص للخطر في حال اختراق هذا الموقع وسيطرة القراصنة على
معلومات مستخدميه.
وحذّر يوكسيل من
انتشار الروابط الوهمية والمفخخة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بمجرد
الضغط عليها يستولي القراصنة على المعلومات السرية للحسابات الشخصية. كما يستخدم
البعض منهم طريقة الملفات المضغوطة، التي تكون سليمة المظهر وتمر عبر البرامج
المضادة للفيروسات، ولكن بمجرد فك ضغط ذلك الملف يستطيع القراصنة السيطرة على جميع
ملفات الحاسوب، ويقومون بتشفيرها، ويطلبون الحصول على أموال ومبالغ مالية مقابل
استعادة ملفات الحاسوب.
وذكرت الصحيفة نقلا عن
الخبير التركي أوميت سانلاف، المختص في شؤون الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي،
أنّ مواقع التواصل الاجتماعي سهلت التواصل بين الناس بصورة كبيرة جدا، ولكنها في
الوقت ذاته تعتبر الأقل أمانا في عالم الإنترنت، ولهذا يجب التفكير مليا قبل الضغط
على أي رابط من الروابط المنشورة في الصفحات وفي التعليقات.
وأضاف سانلاف أنّ
الإجراءات الوقائية المطلوبة في هذا المجال ترتبط بضرورة عدم قبول طلبات الصداقة
من أشخاص لا نعرفهم، وعدم تبادل الرسائل أو النقاشات معهم، لأنّ القراصنة يستخدمون
هذه الطريقة من أجل الإيقاع بضحاياهم من خلال إرسال روابط ملغومة لهم بعد أحاديث
شيقة بين الطرفين.
كما حذّر سانلاف من
الاحتفاظ بالصور الشخصية الخاصة على أجهزة الجوال، لأنها الأسهل للاختراق، خصوصا
عند استخدام شبكات الواي فاي المجانية في المطاعم أو الفنادق أو غيرها، ولهذا يجب
الاحتفاظ بهذه الصور الشخصية في أماكن آمنة بعيدا عن شبكات الإنترنت وأجهزة
الجوال، تجنبا لعمليات الابتزاز.
ونقلت الصحيفة عن
سانلاف تحذيراته الشديدة المتعلقة باستخدام تطبيقات وهمية تظهر وكأنها التطبيقات
الرسمية للبنوك والمصارف، وبالتالي، يقع الضحية في هذا الفخ ويقوم بوضع رقم حسابه
وكلمة السر الخاصة به، وبذلك يكون قد قدّم هدية ثمينة للقراصنة من أجل الاستيلاء
على أمواله. وهنا، يجب الحذر تماما من العروض الوهمية التي تصل عبر الرسائل
القصيرة والبريد الإلكتروني، كما يتوجب حماية الحسابات البنكية بكل أنواع طرق
الحماية المتمثلة بتأكيد رقم الجوال والبريد الإلكتروني وكلمة السر وغيرها.
واختممت الصحيفة
بالإشارة إلى أنّ مستخدمي شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ينبغي لهم
التفكير ألف مرة قبل الضغط على الروابط التي يظنون أنها مشبوهة، وعدم استسهال هذا
الأمر، حتى لا تصل الأمور لنتائج لا تحمد عقباها.
تعرف على المشاريع المذهلة التي ستغير مستقبل الطب
فيسبوك تقاضي شركات وأشخاصا بالصين بسبب حسابات مزيفة
تعرف على مستقبل الترفيه باستخدام تطبيقات "الواقع المعزز"