نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا أعدته بيل ترو، تقول فيه إن منظمات حقوق الإنسان تريد من السلطات الإماراتية السماح لها بزيارة الشيخة لطيفة، التي اختطفت العام الماضي وهي تحاول الهرب عبر البحر، وتمت إعادتها بالقوة إلى دبي، ولم تظهر منذ ذلك الوقت.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الشيخة لطيفة هي ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم، لافتا إلى أن الصورة الوحيدة لها كانت مع رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون، التي عملت لفترة مفوضة سامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وتلفت ترو إلى أن هذا اللقاء المبرمج في كانون الأول/ ديسمبر، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، تم انتقاده من منظمات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن روبنسون تقيم علاقة صداقة مع زوجة الشيخ محمد بن راشد الأميرة هيا.
وتنقل الصحيفة عن منظمات حقوقية قلقها على وضعها، فلم يعرف ماذا حدث لها منذ القبض عليها في آذار/ مارس 2018، ثم ظهورها المفاجئ في كانون الأول/ ديسمبر في دبي، مشيرة إلى أن المناشدات للإمارات العربية المتحدة بالسماح لوفد مستقل بزيارة لطيفة ومساعدتها ظلت بدون إجابة.
ويورد التقرير نقلا عن هبة زيادين من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قولها: "لا تزال (هيومان رايتس ووتش) تدعو للسماح لها بالخروج إلى بلد ثالث، حيث يمكننا التأكد من مراقبتها وقدرتها على الحديث بحرية دون خوف"، وأضافت أن "السيدة روبنسون ليست مؤهلة لتقدم تقييما عن لطيفة، وكانت بين أشخاص أدوا دورا في اختفائها"، وطالبت منظمة "أمنستي إنترناشونال" السماح لها بزيارة لطيفة.
وتنقل الكاتبة عن ديفين كيني من منظمة العفو الدولية، قوله: "لم نتلق إجابة من الإمارات العربية المتحدة، التي لا ترد عادة على أي شيء له علاقة بوضع حقوق الإنسان المحلي وانتهاكات حاولت (أمنستي إنترناشونال) الحديث عنها"، وأضاف: "لم تظهر أي معلومات منذ مأدبة غداء ماري روبنسون مع العائلة المالكة، وهي المرة الأولى والأخيرة التي سمع فيها عن الشيخة لطيفة منذ اختطافها في أعالي البحار".
وتورد الصحيفة نقلا عن رضا ستيرلينغ مديرة الجمعية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، واعتقلت في دبي، قولها إن جمعيتها ستطرح قضيتها مع لجنة الأمم المتحدة المتخصصة في عمليات التغييب القسري في أثناء اجتماعها المقرر الشهر المقبل.
وتقول ستيرلينغ: "لقد علمنا في نهاية عام 2018 أن لطيفة على قيد الحياة، وبدت وكأنها تخضع لنوع من العلاج الطبي الذي لم تطلبه أبدا من قبل، ولم تكن قادرة على التواصل أو التحرك بحرية"، وتضيف سترلينغ: "لم تتعاون الإمارات العربية المتحدة مع تحقيق الأمم المتحدة في قضية الاختطاف، ولا يزال التحقيق مستمرا".
وينوه التقرير إلى أن الشيخة لطيفة قد سجلت فيديو قبل هربها وأرسلته إلى أصدقائها بعدما اختفت، وتحدثت فيه عن سبب هروبها، وهو منعها من التحرك، سواء قيادة السيارة أو السفر، وقالت إن والدها سجنها في قصره مدة ثلاثة أعوام.
وتذكر ترو أنه جاء في الفيديو، الذي كانت مدته 40 دقيقة، أنها تعرضت للتعذيب والاحتجاز في عزلة، وهددت بالموت، وتم تخديرها عندما حاولت الهروب في وقت سابق، وقالت إنها ستتعرض للتعذيب لو فشلت محاولتها الثانية للهروب، ولهذا قامت في آذار/ مارس الماضي بالسفر برا مع صديقتها ومدربتها الفنلندية تينا جاواهينين، حيث كان بانتظارهما الجندي الفرنسي السابق في القوات الخاصة هيرف جوبير، واعترض خفر السواحل الهنود القارب، واختفت لطيفة لتظهر بعد تسعة أشهر في دبي.
وتبين الصحيفة أنه مع نفي الإمارات اختطافها للشيخة لطيفة، وإجبارها على العودة إلى بلدها، فإنها لم تفسر ما حدث لها في الفترة ما بين آذار/ مارس وكانون الأول/ ديسمبر 2018، بالإضافة إلى أنه لم يتم السماح للأميرة الشابة بالحديث عما جرى لها.
ويشير التقرير إلى أن الشيخة لطيفة هي ثاني ابنة للشيخ محمد بن راشد تحاول الهرب، فقد حاولت الأخت الكبرى شمسة الهروب من قصر والدها في منطقة ساري عام 2000، وألقي القبض عليها في شوارع كامبريدج، ولم يسمع عنها منذئذ، لافتا إلى أن سلطات دبي لم تجب على أسئلة الصحيفة المتكررة، لكنها نفت القيام بتصرفات خاطئة.
وتنقل الكاتبة عن بيان للسلطات بثته قناة "سكاي" في شهر كانون الأول/ ديسمبر، قوله: "نشعر بالحزن" من تكهنات الإعلام حول وضعها، وأشار إلى أن لطيفة تعيش آمنة في دبي، وهي تتطلع لبناء مستقبل مستقر، ونفت السلطات "المزاعم الكاذبة".
وتورد الصحيفة نقلا عن روبنسون، قولها في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "لطيفة في وضع خطر، وهي في وضع سيئ، وقامت بتسجيل فيديو ندمت عليه، وكان جزءا من خطة الهرب وفي ظل ظروف يجب النظر إليها"، وأضافت روبنسون: "عليك أن تأخذ في عين الاعتبار أن هذه الفتاة التي تعاني من مشكلات نفسية ومن مشكلات صحية خطيرة، وتتلقى علاجا نفسيا، ولا يريدون أن تتحمل المزيد من الإعلام".
ويلفت التقرير إلى أن رئيسة إيرلندا السابقة تعرضت لنقد واسع من منظمات حقوق الإنسان؛ لأنها فشلت في الحديث عن ظروف اعتقال الشيخة لطيفة، وتقول ستيرلينغ التي سجنت في دبي إن روبنسون " كانت تردد على ما يبدو نصا كتبته دبي".
وتنقل ترو عن هيرفي جوبير(62 عاما)، الذي حاول مساعدة لطيفة على الهروب، قوله إن آخر مرة تحدث فيها إلى لطيفة عندما تم جرها من القارب في المحيط الهندي، و"لم أسمع عنها منذ ذلك الوقت، وأعتقد أنها قيد المراقبة سبعة أيام وعلى مدار الساعة، ولا يسمحون لها بالاقتراب من الهاتف"، مشيرا إلى أنه تعرف عليها عام 2011، عندما قرأت كتابه الذي فصل رحلة هربه، وقال إنها تخطط للهرب منذ سبعة أعوام.
وقال جوبير إن القارب الذي كان يرفع العلم الأمريكي دخل المياه الدولية بعيدا عن الشواطئ الدولية، حيث اتصل بمنظمة "سجناء في دبي" وغيرها من منظمات حقوق الإنسان بعدما لاحظ أن قاربه ملاحق، وأضاف أن الهجوم الذي قام به خفر السواحل الهنود في الرابع من آذار/ مارس 2018 كان "عملية عسكرية كاملة"، وشاركت فيه 3 زوارق عسكرية وطائرة مراقبة، وأشار إلى أنه تعرض للضرب على يد السلطات الهندية، وأضاف أنه شاهد لطيفة تجر وهي تصرخ وتطالب باللجوء السياسي.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى تعليق جوبير قائلا: "هذا انتهاك لحقوق الإنسان، ولم نرها بعد ذلك، وأخذوها بطائرة هيلوكبتر".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
MEE: بريطانيا أرسلت سرا فريقا إلى سجن أبو غريب.. ما دوره؟
بلومبيرغ: أزمة وظائف بشركات الإمارات الخاصة.. هذه أسبابها
انفصالي يمني: مستعدون للقتال ضد أي طرف لقاء هذا المطلب