سياسة دولية

3 دول عربية تعترض على "وقف التطبيع" ببيان اتحاد البرلمانيين

اتحاد البرلمانيين العرب اختتم مؤتمره في عمان بالدعوة لوقف التطبيع مع إسرائيل - تويتر

قالت مصادر نيابية أردنية الاثنين، إن خلافا وقع في الجلسة الختامية، لمؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب المنعقد في العاصمة الأردنية عمان منذ الأحد، قبيل إقرار البيان الختامي.


وفي التفاصيل، فشلت كل من مصر والإمارات والسعودية، ممثلة برؤساء مجالس نوابها، بإسقاط بند مناهضة التطبيع مع إسرائيل، من البيان الختامي في المؤتمر.


وأشارت مصادر نيابية لـ"عربي21"، إلى أن رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله آل الشيخ، ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، طالبا بمراجعة وبحث هذا البند من جديد.


وأرسل الوفد الإماراتي بورقة بهذا الشأن لرئيس مجلس النواب المصري، تلاها كلمة لرئيسة المجلس الوطني الإماراتي أمل القبيسي، تدعو إلى أن تعاد "صياغة البند وفق قرارات الجامعة العربية"، إلا أن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة تمسك بها.

 

وأثار تصرف وفود "الإمارات، والسعودية، ومصر" استياء واسعا لدى البرلمانيين العرب، حيث وصف النائب الأردني، طارق خوري، موقف هذه الدول بـ"السيئ".

 

وقال في حديث لـ"عربي21": "أستغرب من هذه الدول التي يتواجد فيها أقدس مقدسات المسلمين، والتي يجب عليها أن تدافع عن الأمة والدين، وأن لا تضع يدها بيد الأعداء، هذا موقف سلبي أثار انتقادا كبيرا في المؤتمر لدى الإعلاميين والنواب والحضور، خصوصا من السعودية التي تحتضن مقدسات المسلمين".

 

أما رئيس لجنة مقاومة التطبيع في الأردن، مناف مجلي، فاعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن "موقف بعض الدول المؤيدة للتطبيع في اتحاد البرلمان العربي هي انبطاح لمواقف حكامهم، كونها برلمانات غير منتخبة ولا تمثل الشعب العربي في الخليج".


بدوره اعتبر الناشط النقابي في مناهضة التطبيع، المهندس ميسرة ملص، أن "موقف رؤساء مجالس نواب هذه الدول يأتي انصياعا لمواقف حكامها ودفاعا عن أولياء نعمتهم الذين يدافعون بدورهم عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية، إذ تخشى هذه الوفود الخروج بموقف مستقل كي لا تحاسب عند العودة إلى بلادها".


وأضاف ملص لـ"عربي21": "أبدع رئيس مجلس النواب الأردني في إخراج بيان ختامي متوازن لصالح القدس، من الاتحاد البرلماني العربي، واستعمل كل مهارته لتمريره وتجاوز اعتراضات الإمارات والبحرين واليمن والسعودية".


اقرأ أيضا :  بماذا وصف مرزوق الغانم التطبيع مع إسرائيل؟


وكان البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي أكد على "دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات"، كما أنه دعا لـ"وقف التطبيع مع إسرائيل، وشدد على مركزية القضية الفلسطينية بصفتها أولوية تتقدم قضايانا، وأن أي حل يتجاوز الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية، والمتوافق عليها في المبادرة العربية للسلام، هو حل غير قابل للحياة".


وشدد البيان على البند الذي أثار الجدل وهو: "إن واحدة من أهم خطوات دعم الأشقاء الفلسطينيين، تتطلب وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وعليه فإننا ندعو إلى موقف الحزم والثبات بصد كل أبواب التطبيع مع إسرائيل".

 

وتاليا نص البيان كاملا : 

 

نحن رؤساء البرلمانات والمجالس العربية والأعضاء المجتمعين في الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي في المملكة الأردنية الهاشمية، وتأكيدًا منا على التمسك بالمبادئ والأهداف والمرامي الواردة في ميثاق الاتحاد البرلماني العربي ونظامه الداخلي، وانطلاقا من التاريخ المشترك ووحدة الحال والمصير ومبادئ العمل العربي المشترك بما يراعي المصالح العليا للأمة العربية، واستشعاراً بمسؤوليتنا التاريخية تجاه بلداننا العربية.

 

نؤكد أهمية بحث التحديات التي تواجه الأمة العربية، والتمسك بتوحيد جهود دعم القضية الفلسطينية على الصعد كافة، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي مخططات تستهدف تصفية القضية على حساب حلول مجتزأة، الامر الذي ننظر اليه كبرلمانيين بأنه يهدد مستقبل المنطقة واستقرارها وسلامة أراضيها.

 

ولأن شعار مؤتمرنا "القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين"، فإن القول لابد ان يتطابق مع سلة من الأفعال عبر إجراءات ومبادرات، لابد من ان تتبلور عبر توافق لتشكيل خلايا عمل برلمانية عربية والسعي بكل المحافل والمنابر من اجل دعم صمود الفلسطينيين على ارضهم، وانتصار عدالة قضيتهم. وعليه فإن الاتحاد البرلماني العربي:


أولاً: يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، بصفتها أولوية تتقدم قضايانا، وأن أي حل يتجاوز الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية، والمتوافق عليها في المبادرة العربية للسلام، هو حل غير قابل للحياة.


ثانياً: إن دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم التاريخي، والدفاع عن حقوقهم، هو ثابت عربي، وعلى البرلمانات العربية مواصلة العمل في تقديم الدعم السياسي المطلوب لحشد التأييد الدولي لمناصرة الأشقاء الفلسطينين، وعدالة قضيتهم وصون مستقبل الأجيال.

ثالثاً: يؤكد رؤساء البرلمانات العربية على أن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، لن يتأتى إلا عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والمضي قدما في عملية سياسية اساسها التسوية العدالة لقضايا الوضع النهائي، و توصلنا في نهاية المطاف لإعلان قيام دولة فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.


رابعاً: نؤكد أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومحاولات الاحتلال المستمرة لطمس معالم المدينة المقدسة، من خلال المساس بالوضع التاريخي القائم، هو استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، وينذر بمرحلة أكثر تعقيدا. وان المطلوب العمل قدما لحماية القدس من اي محاولات تستهدف العبث بهويتها التاريخية بصفتها مهبطا الرسالات السماوية، ولحملها هوية إسلامية تمثل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

خامساً: يدعم الاتحاد البرلماني العربي جهود المملكة الأردنية الهاشمية في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والجهود الذي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم صمود المقدسيين.


سادساً: يثمن الاتحاد البرلماني العربي الخطوات والاستجابات السريعة التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني، في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في القدس الشريف، والتي كان آخرها إعادة فتح باب الرحمة أمام المصلين المقدسيين. والتي تمثل سدا منيعا في وجه غطرسة الاحتلال الاسرائيلي. ما يخدم فرص التمسك بالقدس كعاصمة ابدية لفلسطين لتجسد المدينة قيم العيش المشترك بين الأديان، وقيم تعاليم الدين الاسلامي السمحة والتي تلتزم بالاعتدال والتسامح كمبادئ وثوابت.


سابعاً: إن التمسك بالمبادرة العربية للسلام كإطار مرجعي لأي تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، هو الطريق الوحيد لمواجهة غياب الإرادة الدولية في ضمان الحل العادل لحقوق الشعب الفلسطيني.


وهنا يؤكد المجتمعون موقفهم الثابت الذي سبق وأن اتخذه الاتحاد في المؤتمر الطارىء في الرباط باعتبار الولايات المتحدة الأميركية دولة منحازة، ولم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام ما دامت تنتهج سياسة أحادية في قراراتها، وغير محايدة تصب في الإنحياز لصالح المحتل الإسرائيلي، وآخرها القرار غير الشرعي والأرعن المتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي سيجعل عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح، ويفتح المنطقة على مستقبل مظلم يتهدده العنف والتطرف الفكري والعقائدي والنزعات الدموية العمياء.


ثامناً: إن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية المتمثلة بالتوسع بمشروعها الاستيطاني عبر مصادرة الأراضي الفاسطينية ومحاولات فرض مبدأ يهودية الدولة، هو مخطط يرمي لفرض سياسة الأمر الواقع، ما يتطلب جهدا عربيا في وضع حد لهذا الانتهاك الخطير، والتأكيد على أن الحق الإسلامي والمسيحي في القدس وسواها هو حق أبديّ وتاريخيٌ وخالد، ولن نقبل المساس به.


تاسعاً: ان المجتمعون يدعمون مقترح مجلس النواب الكويتي في دعم جهود المصالحة الفلسطينية، ويتبنون تشكيل لجنة برلمانية عربية تبحث مع الأطراف الفلسطينية سبل المصالحة، وانهاء الخلافات فيما بينهم، وهو مايصب في مصلحة توحيد المواقف الفلسطينية والعربية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ووقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي مازال يقاوم كل أوجه الانتهاكات منذ اكثر من سبعين عاما.


عاشراً: كما يدعم الاتحاد البرلماني العربي المقترح الذي ستتقدم به شعبة مجلس النواب الكويتي في الاتحاد البرلماني الدولي الذي سينعقد في الدوحة مطلع الشهر المقبل، والذي سيتضمن المطالبة بتحصيل دعم دولي يكفل حماية الشعب الفلسطيني من مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية، ويصون للاجيال القادمة مستقبلهم امام آلة الاحتلال الغاشم.

حادي عشر: يشدد المجتمعون على مواصلة تكثيف الجهود وتوحيد الموقف العربي من أجل مخاطبة العالم بلغة مشتركة، حيال قضيتنا المركزية، فلسطين، لتكتسب الأهمية التي يجب أن تحظى بها أمام دول العالم وفي المحافل الدولية؛ بما يضمن الحشد والتأييد لعدالة القضية الفلسطينية ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الشقيق.

ثاني عشر: يؤكد المجتمعون أهمية مواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كي تواصل تقديم خدماتها الصحية والتعليمية واللاجئين، مؤكدين هنا أن ملفات اللاجئين والقدس وحق العودة والتعويض هي من ملفات الحل النهائي لتسوية القضية الفلسطينية.

حادي عشر: إن واحدة من أهم خطوات دعم الأشقاء الفلسطينيين، تتطلب وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وعليه ندعو إلى موقف الحزم والثبات بصد كل أبواب التطبيع مع إسرائيل.

على هذا اتفق المجتمعون من رؤساء وممثلي الوفود البرلمانية العربية المشاركة في الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي في عمّان، على شعار "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، وعليه يؤكدون التفافهم وتماسكهم، حول هذه المضامين والمبادئ.


والله ولي التوفيق.