أحيا الحراك الشعبي في كل من الجزائر والسودان لدى معارضين مصريين آمالا باستعادة الثورة المصرية، حيث قدم نشطاء وأكاديميون وسياسيون أفكارا ووصفات رأوها مناسبة للتخلص من الحكم العسكري بالبلاد.
ضرورة الحراك الشعبي، والتوافق بين الفرقاء؛ مثلا جانبا مشتركا لأصحاب تلك الطروحات، فيما شدد بعضهم على وجوب قيادة موحدة طارحين اسمي محمد البرادعي وأيمن نور، وطالب آخرون بـ"التغاضي عن شرعية الرئيس محمد مرسي واعتزال الإسلاميين العمل السياسي 10 سنوات".
وتحت عنوان "دعوات للنفير العام"، قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية بإسطنبول، ممدوح المنير، إن هناك "اتصالات ودعوات تأتيه من كل مكان للاستنفار من أجل إنقاذ الوطن"، مؤكدا أن "الأمر لا يتم بالعواطف ولكن بالعلم والعمل والتخطيط والحيلة والمكر مع العدو".
وشدد الأكاديمي المصري في رؤيته على أن "الخصم الأول بمعركة استعادة الوطن ليس السيسي ولا النظام؛ ولكن شخصيات وقيادات بمعسكر الثورة سيعملون على إجهاض أي عمل أو مبادرة، ثم يأتي بعدهم السيسي ونظامه".
وختم بقوله: "سنستخدم قريبا هذه الجهود عن عمل يليق بثورتنا وتضحيات شهدائنا ومعتقلينا شرط أن ندخل المعركة ولدينا قناعة راسخة بها".
وتعليقا على ما طرحه المنير، قال السياسي عز النجار، إن الجماهير "لن تخرج بناء على دعوة مجهول أو معلوم أو النخب، أو حزب أو جماعة، ولن يحتشدوا بالميادين بناء على تسخين صفحة فيسبوك أو تحريض فضائية، ولن يثوروا ولو بلغ الظلم عنان السماء".
ووافق النجار، المنير، على ضرورة القيادة، موضحا أنه "فقط عندما يتم تكوين مجلس قيادة محترم خال من الأشكال الضالة والمرتزقة، وتقديم البديل المتكامل فسيستجيب الناس وينزلون بزوجاتهم وعيالهم بأكفانهم وأرواحهم".
ودعا النجار في طرحه إلى عدة نقاط منها: "تنظيم العمل الثوري، وتكوين قيادة، ورسم خطة ذكية، واتفاق يوحد الصف ويجمع الكلمة لهدم دولة الظلم وإقامة دولة العدل، وتقديم البديل المتكامل، وتجاوز النخبة ونجوم الإعلام"، مؤكدا أنه "لا استكمال للثورة دون شباب الإخوان ولا انتصار بقياداتهم، ولا نجاة لنا ولهم إلا بالاتفاق والتنظيم والاتحاد".
وشاركه الرأي القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين محيي عيسى، في ضرورة تنحية قيادات التيار الإسلامي، وطرح رأيه في استعادة الثورة، مشيرا إلى أنه "بالجزائر والسودان عندما تتوحد الأهداف والشعارات وتختفي الأيديولوجيات والجماعات يلتف الشعب حولك وتنجح ثورتك".
وطالب عيسى بـ"عدم أدلجة الفعاليات وعدم تصدر الإسلاميين المشهد والمشاركة كأفراد، وتجاوز مرحلة الشرعية وعودة مرسي، والتوافق على شخصية حيادية وطنية لا علاقة لها بأي أيديولوجية"، مقترحا أن يكون شخصية ليبرالية علمانية كالتونسي المنصف المرزوقي، داعيا التيار الإسلامي لـ"اعتزال العمل السياسي 10 سنوات".
وفي رؤيته حول كيفية توافق المصريين على رؤية موحدة لاستعادة ثورتهم، قال الكاتب اليساري المعارض حسن حسين: "البداية بأن يتوافق الجميع على تحليل سياسي واحد يحدد طبيعة المرحلة والمهام المترتبة على ذلك، وطرح هذا التحليل على أوسع قاعدة شعبية".
وأكد لـ"عربي21"، على ضرورة أن "تتبناها مؤسسات المجتمع المدني، وعلى أساسها يتم تأسيس حركة وطنية جامعة شاملة تذوب فيها الأطياف السياسية، وتتوحد على هدف واحد، هو إنقاذ الوطن".
وعن الخلافات بين التيارات الرئيسية، وكيفية التغاضي عنها أو تنحيتها، يرى حسين، أن "الاتفاق السياسي على تحليل واحد قادر على أن ينفي الاختلافات وينحي الخلافات".
من جانبه يرى نائب رئيس حزب الجبهة مجدي حمدان موسى، أن "الرجل الذي لا يحترم الدستور ولا يعترف بمعارضة وأحزاب وحياة سياسية ودائم القمع؛ لن ينظر للمبادرات".
وتساءل في حديثه لـ"عربي21": "هل يقبل السيسي بأي مبادرات لحلحلة الأوضاع؟ والإجابة من كلمة واحدة.. لا"، موضحا أنه "يحاول أن يطيل الحياة بالحكم عبر تعديل الدستور، ولن يقبل بحلول سياسية ولا يرى إلا رؤيته ولا يستمع إلا صوته، وبالتالي تغييره أمر حتمي جبرا أو قدرا".
وأوضح أنه "كي تتلاقى أطياف المعارضة رغم الاختلاف فلا بد من وجود شخصية يتفق عليها الجميع؛ تحظى بقبول كل التيارات وتكون ليبرالية ذات رؤية ومنهجية"، وقال: "أعتقد أن هذه الشخصية هي الدكتور محمد البرادعي أو الدكتور أيمن نور".
وحول احتمالات عدم التوافق على البرادعي، ونور، خاصة أنهما خارج البلاد، قال موسى: "بالعكس؛ أرى أنه ربما يكون أيمن نور متفقا عليه تماما"، مشيرا إلى أنه "بالاتفاق ما بين الداخل والخارج سيتم نجاح أي شيء".
هل تفجر استقالات القضاة بمصر بركان الغضب ضد السيسي؟
هدية من حكومة "السيسي" تُثير الذعر في السودان
إعادة السيسي لوزارة الإعلام يثير جدلا بين "صحفيي مصر"