هاجم مستشار وزير
الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الدكتور أحمد محمد الفيفي، جماعة
الدعوة والتبليغ، معتبرا أنها "لا
تقل خطرا عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية".
وقال في حوار أجرته
معه صحيفة عكاظ السعودية الأحد الماضي، إن "خطورة الجماعة تظهر في تبنيها التجنيد
الأولي الأساسي أو التأسيسي للجماعات الأخرى، فلا تكاد تجد جماعة أخرى من الجماعات
الإرهابية أو غيرها كالإخوان والتكفير والهجرة إلا واستفادت منها في تجنيد
الشباب".
وأضاف الفيفي في رده
على من يقول "إن جماعة التبليغ لا علاقة لها بالسياسة أو إنها مجرد دروشة"، أن "هذا غير صحيح، كان على الجماعة أن تقف مع الدولة والوطن لا أن تجعل ولاءها لبيعات
سرية كما هو الحاصل لديهم".
وتابع حديثه محذرا من
الجماعة بالقول: "ففي كل منطقة لهم أمير، وتحصل له بيعة ولا يستطيعون أن
يتصرفوا إلا بإذنه ذهابا أو إيابا، أو يقوموا بأي عمل دعوي، وكأنها دولة داخل
دولة، وهذا يستلزم أن تلتفت الأنظار إليهم".
تصريحات مستشار وزير
الشؤون الإسلامية السعودي، قُرئت على نطاق واسع، بحسب مراقبين، باعتبارها تهديدا
لجماعة الدعوة والتبليغ، وأنها باتت مستهدفة بشكل مباشر.
إقرأ أيضا: السعودية تفتح النار على "الدعوة والتبليغ" باتهامات مثيرة
ووفقا للمعارض
السعودي، عبد الله الغامدي فإن "النظام السعودي مقبل على شن حملات ضد كل
أتباع الاتجاهات الإسلامية التي لديها توجهات سياسية، أو حتى تلك التي من الممكن
أن تساهم في تحصين المجتمع كجماعة الدعوة والتبليغ".
ولفت في حديثه
لـ"عربي21" إلى أن "مشروع ولي العهد، ابن سلمان يهدف إلى تحويل
المجتمع السعودي من مجتمع محافظ في غالبه، لديه توجهات إسلامية، إلى مجتمع تافه
وفاقد للهوية والمبادئ".
ورأى الغامدي أن
تصريحات المستشار الفيفي "تعبر عن توجه رسمي تجاه جماعة التبليغ"،
مستبعدا أن تكون تصريحاته مجرد رأي شخصي، لأنه "لا يوجد رأي خاص في السعودية"
على حد قوله.
وأرجع الغامدي أسباب
استهداف جماعة التبليغ في هذه المرحلة مع ابتعادها الكلي عن الخوض في السياسة،
واقتصار عملها على الجانب الإيماني إلى "توجه ولي العهد السعودي، محمد بن
سلمان إلى محاربة أي مشروع لا يخضع لسيطرته المباشرة".
من جهته رأى الأكاديمي
السعودي، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، الدكتور
محمد السعيدي أن "الفيفي في تصريحاته لصحيفة عكاظ يعبر عن رأيه، ولا يمثل
سياسات الدولة"، مضيفا أنه "من المعروف أن جماعة التبليغ لها سلبيات
وإيجابيات تكلم عنها العلماء بعدل وإنصاف منذ زمن طويل".
وواصل تصريحاته
لـ"عربي21" بالقول إنه "لم يحصل في السعودية أي تصفية واعتقالات لجماعة
الإخوان، أما الذين تم توقيفهم فلأسباب مختلفة، فمنهم ليبراليون ونسويون ونسويات،
وشيعة، ومنهم من يقال إنهم ينتمون لجماعة الإخوان، ومنهم سروريون، بل إن منهم من
يوصفون بالجاميين" بحسب عباراته.
وتابع بأنه "ليس
للاعتقالات والتوقيفات علاقة بالانتماء لجماعة الإخوان أو التبليغ أو غيرها، بل إن لها علاقة بأي نشاط مشبوه من أي نوع ضد الدولة، سواء كان المتهم إخوانيا أم غير
إخواني، ذاكرا أن "من لم يحكم عليهم ما زالوا متهمين".
وإجابة عن سؤال "هل
يُفهم من هذا أن الدولة السعودية لم تستهدف جماعة الإخوان بشكل مباشر، وأنها لا
تستهدف جماعة الدعوة والتبليغ الآن؟"، أكدّ السعيدي أن الدولة "لم تستهدف
المنتمين لجماعة الإخوان، وأنها لا تستهدف أي منتم لأي جماعة ما لم توجه له تهمة
أو تثبت إدانته".
ورأى مراقبون أن
الجديد في تصريحات المستشار الفيفي هو هجومه العنيف على جماعة التبليغ باعتبارها محضنا
تأسيسيا للتجنيد للجماعات الأخرى، والطعن في ولاء أتباعها السياسي، على خلاف
الخطاب الديني السلفي التقليدي الذي كان يركز في نقده ومهاجمته للجماعة على عدم
اعتنائها بالتوحيد ووقوعها في البدع ومحدثات الأمور.
إقرأ أيضا: إخلاء صحن الكعبة لمحمد بن سلمان.. تجول على سطحها (شاهد)
وفي هذا السياق أشار
الناشط الحقوقي والمعارض السعودي، سلطان العبدلي إلى أن "الجميع في السعودية
بما فيهم رجال المباحث يعلمون تمام العلم أن جماعة التبليغ لا تتدخل في السياسة
أبدا، ومن المعلوم أن جماعة التبليغ تشدد على كل من ينضم إليها بعدم التدخل في
الشؤون السياسية والخلافات الفقهية".
ولفت العبدلي إلى أن
تصريحات الفيفي تدل على وجود توجه واضح لدى النظام السعودي لمحاربة ومحاصرة
الجماعات الدعوية بما فيها جماعة التبليغ التي لا تخرج في نشاطاتها الدعوية عن
الوعظ والإرشاد والاهتمام بالقضايا الإيمانية الصرفة، وهو القدر المسموح به حتى في
إسرائيل والعديد من الديكتاتوريات العربية.
وذكر العبدلي
لـ"عربي21" أن توجه النظام السعودي لضرب جماعة التبليغ ليس جديدا، مشيرا
إلى أنه علم منذ سنة ونصف تقريبا قبل خروجه من السعودية بوجود تقارير تضمنت أسماء
من جماعة التبليغ رفعت لإمارة المدينة المنورة لضرب الجماعة".
وشدد الناشط الحقوقي على
أن "جماعة الدعوة لا تتدخل في السياسة أبدا، بل إن عملها يقتصر على الوعظيات
والرقائق وتهذيب النفوس، وما يسمى عند العلماء بعلم السلوك، ما يعني أن استهداف
الجماعة لا يمكن أن يفهم إلا في إطار تجفيف منابع الهداية والدعوة والنور في جزيرة
العرب".
السعودية تنفي افتتاح سفارة للمملكة في دمشق
سعودي يطالب بإسقاط الجنسية عن طالبي اللجوء من أبناء بلده
غضب من صحيفة سعودية نشرت رسما يشوه آية قرآنية (شاهد)