دعا كاتب سعودي سلطات بلاده إلى تطبيق النظام في
إسقاط الجنسية السعودية، وتوسيعه ليشمل حالات مثل من يطلب اللجوء السياسي، أو يتم توظيفه خارجياً للإساءة إلى وطنه.
وطالب الكاتب السعودي الدكتور أحمد الجميعة في مقال له اليوم نشرته صحيفة "الرياض" السعودية، السلطات السعودية بـ "اتخاذ إجراءات أكثر وضوحاً وصرامة في التعامل مع من وصفهم بالمرتزقة والنفوس المريضة التي تريد أن تصنع لها وهماً على حساب الكيان، أو ترى في نفسها عظمة أنها المدافع عن الحقوق والحريات، وهي تدرك أنها في مستنقع قذر من المصالح والتبعية لأعداء الوطن".
وبرر الجميعة، دعوته هذه بأن "تحويل القضايا الفردية في المجتمع السعودي إلى رأي عام محلي أو دولي لم يعد يتم في إطار حقوقي، أو إنساني، أو حتى شخصي، بل تجاوز ذلك إلى تسييس تلك القضايا في مهمة تشويه منظومة القيم السعودية، وإقحام النظام السياسي على أنه طرف يتحمّل مسؤولياته، أو أنه سبب لما حدث وسيحدث مستقبلاً، من دون أن يكون هناك تفريق بين موقف فرد أو موقف حكومة أو دولة".
وأشار الجميعة إلى "أن آخر تلك القضايا فتاة مراهقة، في إشارة إلى رهف القنون، تصل إلى بانكوك وتروي قصتها ومطالبها، وإعلام مضاد يتصيّد ويضخّم الأحداث؛ ليأخذ دوره في الإساءة والتشويه والتضليل".
وقال: "الأهم التسييس بإسقاط فاضح على الحكومة ونظامها السياسي، وهو أمر مرفوض، وغير مقبول، ولا يمكن أن يستساغ أن تتحول السعودية الدولة الأهم في المنطقة والعالم إلى حملة تشويه على أساس تصرفات أفراد غير محسوبة".
ورأى الجميعة أن "الحل في مثل تلك القضايا الفردية التي يتم تسييسها من أطراف خارجية هو الرجوع إلى المادة (13) من نظام الجنسية العربية السعودية الصادر عام 1374هـ، وهي إسقاط الجنسية لمبررات قانونية نص عليها النظام، وهي: إذا دخل في جنسية أخرى، أو عمل في القوة المسلحة لإحدى الحكومات الأجنبية بدون موافقة مسبقة، أو إذا عمل لمصلحة دولة أو حكومة أجنبية وهي في حالة حرب مع المملكة، أو قبِل وظيفة حكومية خارجية وأُمر بتركها ولم يستجب، حيث يمكن تطبيق تلك المواد على حالات كثيرة تدعي أنها معارضة سعودية في الخارج، أو أخرى يتم تهيئتها بحجة طلب اللجوء لتؤدي دورها مستقبلاً"، وفق تعبيره.
وكانت الفتاة السعودية التي هربت من أسرتها الأسبوع الماضي، قائلة إنها تخشى على حياتها، وصلت إلى مدينة تورونتو أول أمس السبت بعد أن منحتها كندا حق اللجوء.
وجذبت رهف محمد القنون (18 عاما) انتباه وسائل الإعلام العالمية بعدما تحصنت داخل غرفة في فندق بمطار بانكوك رافضة إعادتها إلى وطنها أو عائلتها التي نفت أي إساءة لمعاملتها.
وتسلط منظمات حقوق الإنسان الدولية الضوء على أوضاع حقوق الإنسان المتردية في السعودية منذ إقدام السلطات السعودية على قتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.