قال كاتب إسرائيلي إن
"بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يسعى لتوظيف الجهود الأمنية والاستخبارية التي
يقوم بها جهاز الموساد للعمليات الخاصة برئاسة يوسي كوهين خدمة لمصالحه الحزبية
والسياسية، رغم أن ذلك قد تسفر عنه إشكالات خطيرة، ويضر بأمن إسرائيل".
وأضاف ران أدليست في
مقال له بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن هذا "التوظيف السياسي
للجهد الأمني جربته إسرائيل في عقود سابقة، من خلال رئيس الحكومة الراحل أريئيل
شارون الذي شن حرب لبنان الأولى 1982، وأسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين وتعاظم
قوة حزب الله، ورغم أن الموساد يعمد بالعادة، وهذا من صلب عمله، لتنفيذ مهامه
بصورة سرية بعيدة عن الأنظار، لكن ما يقوم به نتنياهو، باعتباره رئيس الحكومة
ووزير الحرب، يتسبب بإشاعة أجواء الفوضى الأمنية".
وأوضح أن "السلوك
الذي يقوم به الاثنان، نتنياهو وكوهين، يتعارض مع الواقع الجيو-سياسي والاستراتيجي
للشرق الأوسط، على الأقل في المستقبل المنظور، الذي يتمثل في زيادة النفوذ
الإيراني القائم في سوريا ولبنان بموافقة روسيا وتركيا، رغم العقوبات الأمريكية
الجديدة على إيران".
وأشار أنه "في ما
يخوض نتنياهو صراعات حزبية، ويواجه تحقيقات شرطية، فإن على كوهين أن يكبر عقله، ويفكر
بطريقة مستقلة، وإن تطلب الأمر الدخول في مواجهة مع رئيسه نتنياهو، وأذكر أنه حين أراد بنيامين نتنياهو وإيهود باراك قبل سنوات مهاجمة إيران، فإن من تصدى لهما
حينها قادة الجيش والشاباك والموساد، واليوم يدير نتنياهو وكوهين حملة من
استعراض القوة قد تكلف إسرائيل كثيرا، فضلا عن مليارات الشواكل المطلوبة".
وأكد أن "كوهين
تحدث أمام موظفي وزارة المالية، وحذرهم من اقترب إيران من إنتاج قنبلة نووية، مما
يتطلب من إسرائيل إنفاق المزيد من الأموال لمواجهتها، وكذلك فعل نتنياهو في لقاءاته
الأخيرة مع الكابينت المصغر حين استقطع المزيد من الأموال لصالح موازنة أجهزة
الأمن، واستخدم في ذلك مفردات عامة فضفاضة مثل: احتياجات أمنية، مواجهة التهديدات. وتم رفع الموازنة بما يقرب من أربعين مليار شيكل خلال العقد القادم".
وأشار إلى أن
"الخطورة الماثلة أمام نواظر الإسرائيليين أن نتنياهو يحاول سحب الموساد
لصالح حملته الانتخابية، وللأسف فإن كوهين يوفر له ما يريد عبر الحصول على معلومات
أمنية خاصة وحساسة لأغراض حزبية، وحيازة دعم جمهوره اليميني".
وأضاف أن
"نتنياهو هو المرجعية الإدارية والقيادية لكوهين، لكن الأخير مطالب بأن يفكر
بصورة مستقلة، وأن يقدر الموقف بطريقة مهنية، تماما كما أعلنت قيادات الجيش
الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" وجهاز الاستخبارات العسكرية
"أمان"، معارضتها لفرض الحصار على قطاع غزة، حينها لم يسمع صوت الموساد،
وهذه ملاحظة لافتة".
واستدرك قائلا بأن
"الأمر اللافت أكثر أنه حين دعم نتنياهو توجه الجيش بالحفاظ على ضبط النفس
أمام حماس بعد إطلاقها قرابة 500 قذيفة صاروخية في نوفمبر، سمعنا صوت الموساد يؤيد
ما ذهب إليه نتنياهو، وهذا يعني أن كوهين يسير خلف نتنياهو كلياً، وهنا مكمن
الخطورة!".
وأكد أن "كوهين
بات يعمل تحت رعاية نتنياهو، كما لو أنه تحول الموساد إلى وزارة خارجية لإسرائيل، وقد تنقل
بين دول العالم لإحباط وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، رغم أن المؤسستين
الأمنيتين الإسرائيلية والأمريكية سبق أن دعمتاه رسمياً في مراحل سابقة".
وفي مناسبة أخرى،
"أعلن نتنياهو بصورة حصرية وحيدة على مستوى العالم، بدعم من الموساد أنه يدعم
توجه الأكراد لإقامة دولة مستقلة لهم، ما استنفر القوات الإيرانية والتركية على
حدود كردستان، هذا الموقف لم يجرؤ على إعلانه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب شخصيا".
وأكد أن "هذه
السلوكيات تعني أننا أمام عدم فهم واضح لخارطة المنطقة، وتبعاتها الأمنية الخطيرة،
رغم البعد الزمني العميق للعلاقات الكردية الإسرائيلية، لكن لم يكن هناك داع لإعلان موقف داعم لهم علانية أضر بهم ولم ينفعهم".
وختم بالقول إن
"كوهين ساعد نتنياهو بتحقيق اختراقات إقليمية ودولية، بزياراته لسلطنة عمان،
وقد تكون البحرين أو المغرب في الطريق، وصداقته مع ولي العهد السعودي، وأوجد شبكة
مصالح بين إسرائيل ودول المنطقة في الحرب ضد سوريا وحزب الله وايران، بجانب إقامة
علاقات مع أنظمة دكتاتورية وفاشية حول العالم، لكن في المقابل تسوء علاقات إسرائيل
مع دول ديمقراطية مثل فرنسا وبريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي".
ما دوافع نتنياهو من إطلاق قناة "ليكود تي في" الجديدة؟
أسئلة إسرائيلية بدون إجابة تستبق إعلان صفقة القرن الأمريكية
محاولات إسرائيلية لتخفيف السياسات الأوروبية المعارضة