تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأربعاء، عن المواضيع التي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "كنسها" للمستقبل.
وقالت صحيفة هآرتس في مقال نشرته للكاتب سامي بيرتس
إن "نتنياهو يحاول اجتثاث الأمور الأكثر جوهرية بالنسبة للناخب الإسرائيلي من
حملته الانتخابية"، مشددة على أن "المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلي
فهم ذلك".
وأوضحت الصحيفة أن المواضيع التي تشغل اهتمام
الجمهور الإسرائيلي ويحاول نتنياهو تأجيلها لبعد الانتخابات المرتقبة هي "صفقة
القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والخاصة بحل النزاع مع الفلسطينيين، إلى جانب التحقيقات معه وقرار
المستشار القانوني بشأنها، إضافة إلى الحاجة إلى حل مشكلة غزة، وعجز الميزانية
الذي سيبلغ 20 مليار شيكل في السنتين القادمتين".
ورأت أن "نتنياهو يحاول كنس كل هذه المواضيع
للمستقبل، وهو يضغط على المستشار القانوني للحكومة كي لا ينشر قراره بشأن بداية
جلسة الاستماع قبل تقديم لائحة اتهام ضده"، متوقعة أن يكون نتنياهو قد توصل
إلى اتفاق مع ترامب بأن "لا يتم عرض صفقة القرن قبل الانتخابات".
وأضافت أن "نتنياهو يعطي إشارات لحماس بأنه
يجدر بها الحفاظ على الهدوء حتى موعد الانتخابات"، مشيرة إلى أنه بالنسبة
لعجز الميزانية الإسرائيلية والاحتياجات الملحة لمنع انهيار جهاز الصحة يتم وضعها
جانبا.
اقرأ أيضا: تقدم رئيس الكنيست ووزير المواصلات بانتخابات "الليكود"
واعتبرت "هآرتس" أن نتنياهو لا يرى الصحة
هي الأساس، وإنما الانتخابات، معتقدة أن الحقائق التي تطل برأسها بين الفينة
والأخرى، تخرج لأهداف الدعاية فقط.
واستدلت على ذلك بتصريحات وزيرة العدل الإسرائيلي
الأسبوع الجاري، والتي قالت فيها إن "اليمين يجب عليه الاستيقاظ، وترامب
سيطرح بعد الانتخابات خطة لإقامة دولة فلسطينية، وهذا هو الخطر"، متسائلة
الصحيفة: "هل حقا سيتم عرض خطة كهذه؟".
وبينت الصحيفة أن "مثل هذه المعلومات المهمة تبدو مختصة بالناخبين، لأنها مسألة تقف في أساس الفجوة بين اليمين واليسار"،
مضيفة أنه "لماذا لا يحصل الناخبون على صورة كاملة للخطة، ويذهبوا إلى صناديق
الاقتراع مع معلومات ذات صلة؟ لماذا نتنياهو لا يريد أن تصل هذه المعلومات
للجمهور؟".
وبحسب "هآرتس"، فإن ذلك يعود لنفس السبب
الذي يعارض نتنياهو من أجله نشر قرار المستشار القانوني للحكومة بشأن قضاياه،
مشيرة إلى أن "نتنياهو يريد أن ينتخب لرئاسة الحكومة قبل بدء جلسة الاستماع،
وأن يدير المعركة القضائية لحياته من المنزل في شارع بلفور، للتحكم بوتيرة الإجراء
ومواجهة الجهاز القضائي بإرادة الشعب، الذي في الاستطلاعات يمنحه الآن
الفوز".
وتابعت: "سيعمل نتنياهو على استغلال الأغلبية
البرلمانية للحكومة برئاسته من أجل تشريع القانون الفرنسي الذي سيفجر قرار
المستشار القانوني للحكومة"، موضحة أن "قرار أفيحاي مندلبليت نشر القرار
في منتصف شباط/ فبراير هو القرار الوحيد الذي كان يمكن اتخاذه، سواء لأن نتنياهو
حاول تأخير نشره بواسطة تبكير موعد الانتخابات، أو لأن الناخبين يحق لهم معركة
الاتهامات الموجهة لرئيس الحكومة".
ورأت أنه "يوجد أيضا معلومات يحتاجها الجمهور
قبل الذهاب إلى الاقتراع، وهي خطط الأحزاب المختلفة فيما يتعلق بغزة، حتى إذا سقطت
صفقة القرن"، منوهة إلى أن "التهدئة مع حماس حتى موعد الانتخابات، في
حال نجاحها، ستكون تكتيكا لن يحل أي شيء".
وأردفت: "فليتفضل رؤساء الأحزاب ويعرضوا خططهم
بخصوص ما سيشغل حقا الإسرائيليين في الجنوب بعد 9 نيسان/ أبريل المقبل"،
متسائلة: "هل الدخول إلى القطاع أم التوصل إلى تسوية بعيدة المدى؟ أم تحويل
الاتصالات غير المباشرة مع حماس إلى اتصالات مباشرة؟".
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن "تجربة تأجيل
النقاش في المواضيع الأكثر علاقة تذكر بما يفعله الإسرائيليون مرتين في السنة قبل
عيد الفصح وأعياد تشرين"، مبينة أنهم "يقومون بتأجيل كل شيء إلى ما بعد
الأعياد".
واستدركت بقولها: "خط نتنياهو مختلف (..)، هذا
ليس تسويف فلوكلوري محبب، بل محاولة لأن يجتث من حملة الانتخابات الأمور الأكثر
جوهرية بالنسبة للناخب".
منافس نتنياهو في الانتخابات: سأنفذ انسحابا جزئيا من الضفة
هآرتس: هكذا تتعاظم مخاوف نتنياهو قبل الانتخابات
هآرتس: اتفاق منحة قطر هدوء مؤقت لإسرائيل وإنجاز لحماس