صحيفة: موقف واشنطن من "انقلاب" فنزويلا لا يعتبر مفاجئا

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التغيير المحتمل للسلطة في فنزويلا الذي من شأنه أن يجر البلاد نحو حرب أهلية، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بغوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، ومطالبة نيكولاس مادورو بالتنحي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اعتراف ترامب بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد كان مفيدا جدا بالنسبة لمعارضي الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، وعلى خلفية ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي قطعه للعلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن تحاول تنفيذ انقلاب في فنزويلا.

وأكدت الصحيفة أن موسكو تعتبر تصرفات الولايات المتحدة بمثابة تدخل غير شرعي في شؤون الدول الأخرى، وحسب رئيس لجنة الشؤون الدولية، كونستانتين كوساتشيف، فإن الولايات المتحدة تنتهج نفس السياسة في دول الشرق الأوسط.

من جهته، أعلن رئيس الجمعية الوطنية لفنزويلا وزعيم المعارضة غوان غوايدو أنه هو الرئيس المؤقت للبلاد، حيث قاد مظاهرة شعبية حاشدة ضد نيكولاس مادورو.

وأشارت الصحيفة إلى أن غوايدو أقر بأنه لن يتولى الرئاسة إلا لفترة مؤقتة، وتستبعد الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها المعارضون رئيس الدولة الشرعي نيكولاس مادورو من عملية صنع القرار السياسي في المستقبل، وبعد دقائق فقط من تصريح غوايدو، نشر البيت الأبيض بيانا اعترف فيه بشرعية تولي غوان غوايدو منصب الرئيس المؤقت للبلاد.

اقرأ أيضا: الجيش الفنزويلي: إعلان غوايدو نفسه رئيسا يعتبر "انقلابا"

وأفادت الصحيفة بأن موقف واشنطن لا يعتبر مفاجئا، فيوم الثلاثاء الماضي صرح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأن سلطة نيكولاس مادورو غير شرعية وعليه التنحي، واصفا غوان غوايدو بالقائد الشجاع، كما دعمت كل من كندا والبرازيل إلى جانب الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا.

وذكرت الصحيفة أن الغضب الشعبي تجاه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يحكم فنزويلا منذ سنة 2013، ليس أمرا غريبا؛ فسنة 2017 لم تهدأ الاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد لعدة أشهر وأسفرت عن مقتل نحو 120 شخصا وإصابة الآلاف، وسجن قرابة خمسة آلاف متظاهر.

وأوردت الصحيفة أن البلاد لا تفتقر للمال فحسب وإنما تعاني أيضا من نقص الطعام وتدني الخدمات الصحية، ونتيجة لذلك، تزايد عدد المرضى المصابين بالحصبة والخناق، ويعاني المزيد من الناس من نقص التغذية، إلى جانب ارتفاع عدد المهاجرين الفنزويليين الذين غادروا البلاد هربا من الفقر والجوع.

ويوم 20 أيار/ مايو من العام الماضي، أجريت انتخابات مبكرة في البلاد ليفوز بعدها نيكولاس مادورو بولاية ثانية. وعلى خلفية ذلك، نددت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي و13 دولة في أمريكا اللاتينية من مجموعة ليما بنتائج الانتخابات الفنزويلية، كما وصف القاضي السابق في المحكمة العليا في فنزويلا، كريستيان زيربا، الذي فر إلى الولايات المتحدة في أوائل كانون الثاني/ يناير الماضي، مادورو بالرئيس غير شرعي.

وأضافت الصحيفة أنه في بداية كانون الثاني/ يناير، أعلن غوان غوايدو الذي يشغل منصب رئيس الجمعية الوطنية، أنه لا يعترف بنيكولاس مادورو رئيسا شرعيا للبلاد، كما أوضح غوايدو أنه حسب الدستور ونظرا لعدم قدرة مادورو على القيام بمهام رئيس البلاد، فإنه بإمكان رئيس الجمعية الوطنية التكفل بهذه المهام، متحدثا عن نفسه، وفي وقت لاحق، دعا الزعيم الشاب غوايدو الجيش بالتحرك ضد مادورو وشركائه.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي ورئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساشيف، قوله إن "واشنطن تتدخل بشكل غير رسمي في شؤون الدول الأخرى، وقد سبق لها أن قامت بذلك مع دول الشرق الأوسط على غرار ليبيا والعراق، والآن يتم تطبيق نفس السيناريو على فنزويلا".

وحسب رئيس مركز العلاقات الدولية في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، الباحث الروسي إيغور بشينيشينيكوف، فإنه "يجب على مادورو أن يتنحى عن الحكم لحقن الدماء، وفي حال رفض مغادرة الحكم بشكل سلمي فإنه سيعرض بلاده لخطر حرب أهلية"، وأفاد الباحث الروسي بأن واشنطن استخدمت نفس هذا الأسلوب لإزاحة العديد من زعماء أمريكا اللاتينية المثيرين للمشاكل، مؤكدا أنها استخدمت جميع أدوات الضغط على فنزويلا.

وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن نيكولاس مادورو حذر شعبه من المشاركة في المظاهرات ودعاهم إلى الحلول السلمية، نظرا لأن الإمبريالية تطلق العنان لعمليات العنف وتسعى لإثارة الصدامات بين الفنزويليين لتوليد الفوضى وتقسيم البلاد".