نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن موافقة دونالد ترامب على تمديد فترة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا إلى أربعة أشهر، وفقا لما أفادت به مصادر في البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دونالد ترامب، اتخذ هذا القرار بعد التحدث مع قادة العمليات ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
ونقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز"، ستغادر القوات الأمريكية سوريا خلال أربعة أشهر. وخلال زيارته المفاجئة للعراق، التقى الرئيس الأمريكي في 26 كانون الأول/ ديسمبر، مع الجنرال بول لاكاميرا، قائد العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: هذه هي المدة بالأشهر لانسحاب أمريكا من سوريا
وخلال المحادثات التي جمعت الطرفين، قال القائد العسكري لرئيس البيت الأبيض، إن سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية سيستغرق أربعة أشهر، وذلك من أجل إتمام جميع الإجراءات الأمنية المطلوبة. ووعد ترامب الجنرال بمنحه هذا الوقت.
وأضافت معدة تقرير الصحيفة، إليزابيث كوروليفا، أنه في وقت لاحق، وخلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، ذكر ترامب أنه لم يدعُ إلى الانسحاب الفوري من الأراضي السورية، مضيفا: "لم أدعم يوما الانسحاب السريع للقوات من سوريا، وكان من المفترض أن تستغرق هذه العملية بين ثلاثة أو أربعة أشهر".
الجدير بالذكر أنه في 19 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن رئيس الولايات المتحدة أن الجيش الأمريكي سيغادر سوريا قريبا.
وأوضح ترامب أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة هزم مقاتلي تنظيم الدولة، الذي مثل السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سوريا.
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الأمر سيستغرق ما بين 60 و100 يوم لسحب القوات التي تضم أكثر من ألفي جندي.
اقرأ أيضا: هل يشكل انسحاب أمريكا من سوريا ورقة قوة أم أزمة لأنقرة؟
وأشارت الصحيفة إلى تعليق المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، على تصريح ترامب، حيث ذكرت أن هزيمة تنظيم الدولة لا تعني أن الائتلاف لم يعد قائما، حيث ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائها الدفاع عن مصالحها في المنطقة.
وأضافت ساندرز: "سنواصل العمل معا من أجل حرمان الإرهابيين المتطرفين من السيطرة على الأراضي، والتمويلات وطرق اختراق حدودنا".
وفي 29 كانون الأول/ ديسمبر، غادرت مجموعة من الجنود الأمريكيين الأراضي السورية. وبحسب وكالة الأناضول التركية، قام ما لا يقل عن 50 جنديا أمريكيا في محافظة الحسكة السورية بتفريغ مستودع يحتوي على أسلحة وذخيرة واتجهوا إلى العراق على متن عربات مدرعة.
وأوردت الصحيفة أن الآراء في واشنطن تضاربت حول قرار الرئيس القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا. ففي شهر أيلول/ سبتمبر، ذكر جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، أن القوات الأمريكية ستظل في البلاد إلى أن تغادر إيران والمليشيات الموالية لها الأراضي السورية.
بدوره، اعتبر مجلس الشيوخ الأمريكي أن سحب القوات الأمريكية من سوريا خطأ فادح.
بالإضافة إلى ذلك، صرح السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، "أن انسحاب القوات الأمريكية في الوقت الحالي سيكون بمثابة انتصار كبير لتنظيم الدولة، وإيران، وبشار الأسد وروسيا. كما أنني أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة لأمتنا والمنطقة والعالم بأسره".
ووفقا لغراهام، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة العثور على شركاء مستعدين لمقاومة التطرف. ويمكن اعتبار سحب القوات من سوريا علامة على ضعف الولايات المتحدة في مسألة ردع "التوسع الإيراني".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: هل تحليل غراهام بشأن سوريا مقنع؟
وأوضحت الصحيفة أن موسكو تتعامل بحذر مع التصريحات الصادرة عن واشنطن بشأن سحب القوات من سوريا. من جانبه، أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أن الولايات المتحدة وعدت في العديد من المناسبات بسحب قواتها من أفغانستان، لكن الجيش الأمريكي لا زال حاضرا هناك.
وأضاف بوتين: "لا أدرك ما تعنيه الولايات المتحدة فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية. الولايات المتحدة متواجدة في أفغانستان منذ 17 سنة، وفي كل سنة تصدر بيانا تعلن فيه عن نيتها في سحب قواتها من هناك، لكن القوات لا زالت موجودة".
وبينت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية ترى أنه من الضروري كشف الدوافع الحقيقية التي دفعت بالولايات المتحدة لسحب وحداتها من سوريا.
من جانبه، قال ممثل وزارة الخارجية الروسية، إيغور تساريكوف: "أوضحنا في العديد من المناسبات أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا يشكل عقبة أمام التسوية في هذا البلد. في الوقت نفسه، ما زلنا نجهل الأسباب الكامنة وراء اتخاذ هذا القرار، والخطط المستقبلية للأميركيين".
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه في حال قامت الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، فإن ذلك سيكون خطوة جيدة لحل النزاع في المنطقة، وذلك بحسب ما تعتقده السلطات الروسية.
ناشونال إنترست: سوريا غير مهمة بتنافس أمريكا مع الصين وروسيا
نيويورك تايمز: كيف يبدو مستقبل سوريا بعد رحيل أمريكا؟
صحيفة روسية: هكذا ستتعامل موسكو مع تحرك تركيا بسوريا