نشر موقع "لوبلوغ" مقالا لرئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي، يقول فيه إن صحافيا إسرائيليا بارزا كشف هذا الأسبوع ما قال إنها "تفاصيل جديدة حول خطة إدارة ترامب للسلام بين الإسرائيليين الفلسطينيين".
ويشير زغبي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تقرير هذا الصحافي جاء من زعيم يهودي أمريكي كان جزءا من مجموعة من قيادات المجتمع، تلقت إيجازا حول الخطة من "مسؤول كبير في الإدارة" قبل أسبوعين.
ويقول الكاتب: "منذ أن سمعت عن ذلك الإيجاز بدأت أقرأ وأعد نفسي لأغضب، وبدلا من ذلك وجدت أن المحتوى ممل ومسل أحيانا، وفي الوقت ذاته فإنه أقلقني، ليس ما ورد أو ما لم يرد في (الخطة)، لكن ما أظن أنه الهدف من التسريب".
ويلفت الكاتب إلى أنه "بعد انتظار عامين لمعرفة محتوى (صفقة القرن)، فإن ما حواه الإيجاز ليس سوى نسخة مخففة مما عرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قبل عقدين، وأقل مما عرضه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري قبل عامين".
ويكشف زغبي عن أن "عناصر الصفقة المزعومة تتضمن: إقامة دولة فلسطينية على 85% من أراضي الضفة الغربية، مع بعض تبادلات للأرض للتعويض عن التجمعات الاستيطانية التي ستضم إلى إسرائيل، أما المستوطنات خارج تلك التجمعات فلن تخلى من المستوطنين، لكن البؤر الاستيطانية (غير القانونية) سيتم إخلاؤها، وستكون القدس عاصمة مشتركة، فستكون القدس الغربية تحت حكم إسرائيل، ويمنح الفلسطينيون بعض المناطق العربية في القدس الشرقية، مع بقاء البلدة القديمة والمقدسات تحت السيطرة الإسرائيلية، فيما ليس هناك ذكر لغزة أو اللاجئين الفلسطينيين، كما أنه لم يرد ذكر لسيادة فلسطينية على الحدود أو الموارد".
ويقول الكاتب: "لدى قراءتي الموضوع لم أفهم لماذا وبعد عامين من العمل على هذه الخطة خرج فريق ترامب بشيء غير مفاجئ وغير ملائم، وظننت أنهم يعلمون بأنه لا توجد حكومة إسرائيلية في الأفق لديها استعداد للتنازل عن 85% من الضفة الغربية، وأنه لا يوجد زعيم فلسطيني يستطيع أن يقبل حلا تبقى فيه إسرائيل مسيطرة على مناطق حساسة في القدس المحتلة، ولا يتعامل مع غزة واللاجئين والسيادة".
ويفيد زغبي بأنه "بالنسبة للإسرائيليين فإن هذه الخطة تعطي الكثير، وبالنسبة للفلسطينيين فهي تمنح القليل، هذا ما هو واضح، لكن ما أثار فضولي هو تعليق أخير للزعيم اليهودي، حيث قال إن مسؤول البيت الأبيض، الذي كان مصدر هذه المعلومات، حث الإسرائيليين على عدم رفض الخطة، وجعل الفلسطينيين هم الطرف الذي يرفض".
ويجد الكاتب أنه "لأن من الواضح أن الخطة ليست حلا للصراع، فلا بد من وجود سبب آخر لإطلاق بالون اختبار رديء كهذا، والسبب الوحيد الذي أستطيع تخيله لكل من التسريب وتحذير إسرائيل من الرفض هو جعل إدارة ترامب وإسرائيل تبدوان معقولتين وحريصتين على استيعاب الفلسطينيين؛ وذلك لتسهيل طلب أمريكا وإسرائيل من الدول العربية العمل بشكل مكشوف مع إسرائيل، وهو ما سيقوض أيضا المبادرة العربية للسلام".
وينوه زغبي إلى أن "المبادرة العربية وعدت بالتزام الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، لكن بعد أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وإيجاد حل للاجئين الفلسطينيين، وقيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة عاصمتها القدس الشرقية، وفي المقابل فإن (الصفقة المسربة) ستطالب العرب بالتطبيع مع إسرائيل بناء على خطة لا تفي بالغرض، ولا ترفضها إسرائيل، لكنها لن تطبقها، وفي النهاية سيتم التطبيع في الوقت الذي يبقى فيه الفلسطينيون (الرافضون) تحت الاحتلال وفي عالم النسيان".
ويقول الكاتب إنه "في هذا السياق، يجب علينا أن نتذكر أنه بالنسبة للرئيس ترامب فإن موضوع الحقوق الفلسطينية لم يكن أولوية، أو حتى ذا أهمية، وإن كان يمثل أي شيء بالنسبة له، فإنه لا يعدو عن كونه أمرا مزعجا يجب تجاوزة لتحقيق (صفقة القرن) التي تجمع العرب مع إسرائيل، بحجة مواجهة إيران والتطرف، ويبدو أن تفكير الإدارة هو أن اتفاقية سلام حقيقي لا يمكن التوصل إليها، ولذلك ربما يكون من الممكن تحقيق خداع في التوصل لحل بخفة اليد والشعوذة".
ويتساءل زغبي قائلا: "هل هذا بعيد الاحتمال؟ قد يكون، لكن كيف يمكن شرح تسريب شيء بهذه التفاهة في هذا الوقت؟".
ويرى الكاتب أنه "في المحصلة، فإن هذا الجهد الأعرج سيفشل؛ لأنه يقلل من شأن الزعماء العرب، ويهمل ما يعرفونه عن منطقتهم وشعوبهم، فكما يظهر آخر استطلاع قمنا به، فإنه بالرغم من القضايا الكثيرة التي تؤرق الشرق الأوسط، إلا أن قضية فلسطين تبقى أولوية في دول المنطقة كلها، وليس هناك قبول لدى شعوب دول المنطقة كلها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تطبيق ما ورد في مبادرة السلام العربية كاملا، وحتى حينها سيكون تسويق فكرة التطبيع أمرا صعبا".
ويختم زغبي مقاله بالقول: "قد يكون هناك قلق إقليمي من تصرفات إيران العابثة في المنطقة، وتهديد الأيدولوجيات المتطرفة، لكن ما لم تستوعبه إدارة ترامب بعد هو أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون عدل حقيقي للفلسطينيين سيكون هدية لصانعي الدعاية الإيرانيين وللمجندين في التنظيمات المتطرفة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
فيسك: باستقالة آركين فقد الإعلام الأمريكي أحد أعقل الأصوات
فورين بوليسي: أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في القدس للبيع
وول ستريت: هل يحضّر بومبيو لزيارة نتنياهو إلى الرياض؟