نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تفاصيل العرض الذي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديمه للفلسطينيين، مقابل منح دولة مستقلة لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إن صفقة القرن التي تعد لها إدارة دونالد ترامب لا يمكن أن تكون أكثر ضررا بالنسبة للفلسطينيين.
فقد كشفت بعض التسريبات، أن إسرائيل ستظل مسيطرة عمليا على كل الأراضي تقريبا، في الضفة الغربية المحتلة، وهو اقتراح محكوم بالفشل، قبل الإعلان عنه بشكل رسمي.
وحسب ما أكدته صحيفة "الحياة"، فإن خطة السلام المعروفة باسم "صفقة القرن" ستقدم للفلسطينيين إمكانية إقامة دولة في قطاع غزة وتمنح إسرائيل أراضي الضفة الغربية المحتلة مقابل حوافز اقتصادية.
وأشارت هذه الصحيفة العربية، التي يقع مقرها في لندن، إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي السابق أفيغادور ليبرمان هو الذي كشف عن ملامح هذه الخطة للفلسطينيين قبل تقديم استقالته في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، خلال الاجتماع الذي تمت فيه مناقشة ما يسمى ببروتوكول باريس.
وقد نفى ليبرمان هذه المزاعم، على الرغم من أن البيانات التي قدمتها صحيفة "الحياة" كانت دقيقة للغاية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين أن ترامب وفريقه، المنسجم إيديولوجيا مع أقصى اليمين الإسرائيلي المتطرف، يأمل في إقامة دولة فلسطينية فقط في قطاع غزة، مع منحها السيادة على السكان في الضفة الغربية، دون منحها السيادة على الأراضي المحتلة.
اقرأ أيضا : تعرف على 6 أسباب عجلت بقرار نتنياهو تقديم الانتخابات
وحسب ما تنص عليه الاتفاقية فإنه سيكون للفلسطينيين سلطة قضائية فقط على سكان المنطقة أ، التي تمثل 13 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، وبعض أجزاء من المنطقة ب التي تشكل 18 في المائة من الضفة الغربية، وعلى جزء صغير من المنطقة ج التي تمثل نحو 60 في المائة من الضفة.
وأضافت الصحيفة أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية التي يعيش فيها أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي، ستكون خاضعة للولاية القضائية الحصرية لإسرائيل.
وستظل المعابر في الضفة الغربية المحتلة وحدودها الخارجية مع الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية والأمر سيان بالنسبة للأمن والمياه والأغوار في الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة إدارة ترامب تتضمن السيطرة الإسرائيلية على معظم القدس المحتلة، حيث يطمح الفلسطينيون لإقامة عاصمتهم.
وبموجب هذه الخطة الصارمة، تخطط إدارة واشنطن لجمع مبالغ ضخمة من الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم لإنشاء البنية التحتية للدولة الفلسطينية المستقبلية في قطاع غزة، التي سيكون لها مطار وميناء وممر بحري.
وأوردت الصحيفة أن الفلسطينيين يرفضون تماما الخطة التي كشف عنه ليبرمان قبل بضعة أسابيع، والتي أنكرها فيما بعد لانشغاله في الحملة الانتخابية.
وقد صرح بعض كبار المسؤولين على غرار محمد أشتية وصائب عريقات، مؤخرا، بأن أفكار ترامب "غير مقبولة" وإدارة واشنطن "غير مؤهلة" للتوسط بين طرفي النزاع.
وذكرت الصحيفة أن رئيس السلطة محمود عباس أفاد يوم الاثنين بأن "الفلسطينيين سيقاتلون ضد الخطة الأمريكية التي يعتبرونها "مؤامرة" يتم التخطيط لها من بعيد.
اقرأ أيضا : ضابط إسرائيلي: لهذه الأسباب اجتمع "عباس وعبدالله" بعمّان
ويقولون إننا ننتظر الاتفاق، لكن ما الذي ننتظره؟ كل شيء موجود على الطاولة، لا شيء مخفي، وكل ما سيقدمونه سيقابل بالرفض. سنقاتل لتجنب ذلك لأننا لن نبيع ما هو مقدس بالنسبة لنا.
وأضاف عباس حينها أن "العقوبات التي فرضها الأمريكيون عليهم لن تغير رأيهم. إن الضغط المسلط على الفلسطينيين هائل، على الرغم من وقف المحادثات الرسمية مع ممثلي الولايات المتحدة منذ سنة، خاصة منذ إعلان ترامب عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة".
وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب بدأت تعمل على إعداد "صفقة القرن" بعد فترة قصيرة من دخول البيت الأبيض، لكن الإعلان عنها قد تأخر لعدد من الأسباب.
وقالت مصادر إسرائيلية إن آخر موعد لتقديم الاتفاقية سيكون في فبراير/ شباط المقبل.
ولكن بما أنه تمت الدعوة لإجراء الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل/ نيسان المقبل فإنه من المتوقع أن يتم تعليق كل شيء مرة أخرى.
وأفادت الصحيفة بأن هذا التأخير من شأنه أن يسمح لإسرائيل بمواصلة توسيع المستعمرات اليهودية، بينما تنظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاتجاه الآخر.
وخلال الحملة الانتخابية الجارية في إسرائيل، من المتوقع أن يوافق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إقامة مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن فرص التسوية معدومة في ظل بقاء ترامب في البيت الأبيض، بناء على تسريبات صحيفة "الحياة".
وما زاد الطين بلة أن الاتحاد الأوروبي لم يحرك ساكنا لحل النزاع من خلال الامتناع عن ممارسة الضغط على إسرائيل، وهي الطريقة الوحيدة لإخراجها من الأراضي المحتلة، الأمر الذي يكاد يصبح بعيد المنال يوما بعد يوم.
صحيفة: دعم لا مشروط من ترامب لابن سلمان بقضية خاشقجي
FP: كيف تسبب كلينتون وبوش وأوباما بوفاة النظام الليبرالي؟
لماذا انحسر تأثير السعودية بنقاش الشيوخ حول اليمن؟