نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، أعدته هيلين دافيدسون، تقول فيه إن السلطات البحرينية أكدت أن حياة لاعب كرة القدم حكيم العريبي، الذي منحته السلطات الأسترالية لجوءا سياسيا، ليست في خطر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن سلطات البحرين أكدت أن العريبي يستطيع الاستئناف على الحكم الصادر ضده لو عاد إلى البحرين.
وتلفت دافيدسون إلى أن تصريحات حكومة المنامة جاءت في أول رد لها على الضجة الإعلامية التي أثيرت حول اعتقال لاعب الكرة المعروف في تايلاند، عندما كان في رحلة سياحية مع عائلته قبل شهرين، مشيرة إلى أن اعتقاله جاء رغم وضع الإقامة الدائمة التي يتمتع بها.
وتورد الصحيفة نقلا عن الحكومة البحرينية، قولها في تصريح لـ"الغارديان"، ردا على مقال رأي نشر يوم الخميس، إن حياة العريبي "ليست في خطر"، فيما قال متحدث باسم الحكومة البحرينية إن "الناشط، الذي زعم أنه يتحدث نيابة عنه، أشار إلى أن حياته في خطر لو عاد إلى البحرين، مع أن حكما صدر عليه بالسجن، لو بقي العريبي في البحرين لكان قادرا على تقديم استئناف إلى جانب المتهم معه، إلا أنه هرب من البحرين بعد الإفراج عنه بكفالة ليصبح لاعب كرة محترفا".
وينوه التقرير إلى أن أستراليا منحت وضعية اللاجئ للعريبي، ما يعني أن هناك مخاوف لتعرضه للاضطهاد في بلده، مشيرا إلى أن العريبي زعم أنه حصل على نصيحة من الحكومة الأسترالية بأنه آمن للسفر إلى تايلاند، في رحلة كان يقصد منها أن تكون شهر عسل مع زوجته.
وتذكر الكاتبة أن العريبي اعتقل في بانكوك، بعدما قامت الشرطة الدولية (إنتربول) بالموافقة، عن طريق الخطأ، على الطلب البحريني، وإصدار مذكرة حمراء، على خلاف بروتوكولها القاضي بحماية اللاجئين من البلدان التي هربوا منها.
وتفيد الصحيفة بأن محكمة بحرينية أصدرت حكما غيابيا بسجن العريبي لمدة 10 أعوام، الذي قام على اعتراف بالإكراه للمتهم معه وشقيقه، بأنهم قاموا بأعمال تخريبية ضد مركز شرطة، لافتة إلى أن هذه العملية حدثت عندما كان العريبي يلعب في مباراة بثت على التلفاز، إلا أن القاضي، وهو عضو في العائلة الحاكمة، تجاهل هذا الدليل المهم، فيما وصف نائب مدير مكتب جنوب شرق آسيا فيل روبرتسون الحكم بأنه "مزيف".
وينقل التقرير عن المتحدث باسم الحكومة البحرينية، قوله إن "المتهم يحق له الحصول على محام للدفاع عنه والاستئناف، والأحكام الجنائية لا علاقة لها بالسياسة أو حرية التعبير ".
وتورد دافيدسون نقلا عن فرع منظمة "أمنستي" في أستراليا، قولها إنها سجلت وبشكل مستمر أساليب قمعية مارستها الحكومة البحرينية ضد منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك الحظر، وحل جماعات المعارضة والمؤسسات الإعلامية، والسجن التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان.
وتنقل الصحيفة عن مديرة "أمنستي" في أستراليا كلير مالينسون، قولها: "حتى كانون الأول/ ديسمبر كشف السجن وإدانة المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب عن مهزلة النظام القضائي في البحرين"، وعلقت على تصريحات المتحدث باسم الحكومة البحرينية، قائلة: "تأكيد صدور حكم ضده لا يعكس الخطر الحقيقي أو التعذيب الذي سيتعرض له العريبي لو عاد، الذي جربه بنفسه".
ويشير التقرير إلى أن العريبي قدم في عام 2016 تفاصيل اعتقاله وتعذيبه في السجن، لافتا إلى أن المتحدث باسم الحكومة قال إن المملكة تتعامل مع مزاعم إساءة المعاملة "بجدية"، وأنشأت وحدة خاصة حظيت باعتراف دولي، وأضاف: "لا تزال البحرين ملتزمة بحكم القانون وحماية حقوق الأفراد التي يضمنها دستور المملكة".
وتستدرك الكاتبة بأن معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان يقول إن مزاعم العريبي بتعرضه للتعذيب والانتهاك لم يتم التحقيق فيها، ولم تتم محاسبة أي مسؤول أمن، وقال مدير المركز يحيى الحديد: "تقوم الحكومة البحرينية بالاستناد إلى الإجراءات القانونية لحرف نظر الرأي العام الدولي.. لو رحل حكيم إلى البحرين، فإنه سيتعرض للضربات الكهربائية لأنه تجرأ على انتقاد عضو في العائلة المالكة".
وأضاف الحديد: "لدينا تجربة سابقة مع لاعب رياضي، وهو حميد الفهيد، الذي زادت مدة حكمه من 15 عاما إلى المؤبد، بعدما تحدث عن التعذيب والضربات الكهربائية والدوس عليه عاريا".
وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة الأسترالية ومنظمات غير حكومية دولية واتحادات كرة القدم تواصل الضغط من أجل الإفراج عن العريبي وعودته إلى أستراليا، بعد محاولات تايلاند إعادة الفتاة السعودية رهف القنون إلى السعودية قبل أن تمنح اللجوء في كندا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إن "هناك أسئلة لا تزال دون أجوبة، مثل تصرفات الشرطة الفيدرالية الأسترالية وضباطها، الذين أرسلوا إلى مكتب الـ(إنتربول)، الذي أخبر تايلاند عن موعد وصول الطائرة التي كان على متنها العريبي، والمذكرة الحمراء ضده".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: مع اقتراب مهرجان دبي مطالب بإطلاق أحمد منصور
"لاكروا": عائلة آل خليفة تدير البحرين بقبضة من حديد
التايمز: لهذا كان على Netflix ألا تخنع للسعودية