استطاعت
وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تسديد العجز للسنة الماضية
2018 بعدما اوقفت الولايات المتحدة تسديد مساهمتها في الوكالة.
وأفادت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، أن دولاً عديدة في مقدمها الدول
الخليجية رفعت مساهمتها لتغطية العجز بـ 122 مليون دولار أمريكي، وساهمت دول عربية
وأوروبية بـ 50 مليون دولار. وهناك أمل لبناني باستمرار الجهود من الدول المانحة
لتمويل "الأونروا" لسنة 2019. ويمكن القول أن الوكالة تخطت
"قطوعاً" كبيراً في التمويل لهذه السنة، بعدما كان هناك قلق من أن لا
يتوافر كامل المبلغ. والجهود انطلقت من أجل السنة الحالية مع كل الموازنات
بالإضافة إلى المشاريع والطوارئ وكلها بقيمة مليار و200 مليون دولار أمريكي. وتمكن
المعنيون في الأمم المتحدة من اجتذاب مساهمين جدد من بينهم إنشاء الصندوق الشعبي
التركي الذي يتم تمويله من الزكاة، وكذلك عدد من الصناديق المشابهة في إندونيسيا
وماليزيا، ودول أخرى ستقوم بإنشاء صناديق من هذا النوع دعماً لـ "الأونروا".
وهناك أمل لبناني بتوفير المزيد من الداعمين للسنة 2019، وإن تزداد
المساهمات الدولية لتأمين كامل موازنة "الأونروا". وكذلك الأمل بتوفير
كافة مبلغ الـ 100 مليون دولار لإعادة اعمار مخيم نهر البارد وفقاً لما خصصه مؤتمر
بروكسل الدولي للنازحين في نيسان الماضي. وقد تبلغ لبنان من الحكومة الألمانية
توفيرها مبلغ 21 مليون يورو من أصل ذلك.
وذكرت المصادر، أن في لبنان 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين حالياً
بعدما كان العدد 15. ويبدو أن الاتصالات تخطت الخوف الكبير الذي كان سائداً لدى
لبنان والدول المضيفة للاجئين، على الرغم من إرادة الدول المانحة الاستمرار في
زيادة مساهمتها، من أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على الدول المانحة سعياً لأن
توقف دفع مساهمتها. والقلق من أن تستجيب هذه الدول للضغوط. لا يزال الأوروبيون
يقولون أنهم يقفون دائماً إلى جانب "الأونروا" ولن يتخلوا عن دعمها. إن
السنة الحالية تشكل استحقاقا بالنسبة إلى الأمم المتحدة حول ما إذا سيستمر فعلاً
الأوروبيون في تأدية مساهمتهم وزيادتها لتغطية المساهمة الأمريكية.
وتفيد المصادر، بأن القيمة السنوية التي تخصصها "الأونروا"
للاجئين هي مليار و200 مليون دولار في شتى الأبواب. وهي تنقسم بين مساهمة أساسية
نحو 700 مليون دولار، ومساهمة للطوارئ بنحو 800 مليون دولار.
وأوضحت المصادر، أن أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين غادرت
لبنان، لا سيما منذ خروج منظمة التحرير الفلسطينية وبعد حرب المخيمات. وفي لبنان
بقي زهاء 174?400 ألف لاجئ فلسطيني بعدما كان العدد بلغ النصف مليون شخص. وهذه
الأعداد مسجلة لدى الدوائر الفلسطينية ولدى إدارة الإحصاء المركزي اللبناني. في
حين تسجيل "الأونروا" وجود 180 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، والمسجلين
منذ العام 1948 إلى الآن، منهم من هاجر ومنهم من توفي، والهجرة مستمرة حتى الآن.
والآن تقوم "الأونروا" بإعداد موازنتها للسنة الحالية،
ويؤمل أن تكون هناك زيادة متوقعة في التمويل، وينتظر أن تحدد الدول طبيعة
مساهماتها ومستواها إلا أن تغطية المساهمة الأمريكية، تعبر من جانب الدول على
الموقف الدولي الداعم لـ "الأونروا " ولاستمرارية دورها، وإن هذا الدور
لم يتأثر بالموقف الأمريكي. وقد ساهمت دول غربية وعربية عدة بإزالة عجز السنة
الحالية.
ومنذ مجيء الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، اتخذ
موقفاً سلبياً من تمويل بلاده لمنظمات الأمم المتحدة كلها وليس فقط "الأونروا".
وهو يعتبر أنه يجب ألاّ تكون بلاده وحدها لها الجزء الأساسي من التمويل، وأن على
الأمم المتحدة أن تجد ممولين آخرين. كما يعتقد أن على بلاده النظر في إمكان أن
تمول صناديق أمريكية متنوعة حصة الولايات المتحدة في تمويل "الأونروا".
حتى أنه في الآونة الأخيرة برز موقف أمريكي مشابه من تمويل قوات حفظ
السلام في العالم. ولدى التمديد لـ "اليونيفيل"، طرحت الولايات المتحدة
ضرورة معرفة فائدة التمويل وفائدة وجود القوة في الجنوب. وهي تريد أن يكون تمويلها
مجدياً بحسب هدف وجودها وانتشارها.
عن صحيفة المستقبل اللبنانية